..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

أبو مضر

٢ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6826

وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
1.jpeg

شـــــارك المادة

قبيل انعقاد جنيف 2، حدث وتحدث لقاءات مكوكية بين شخصيات رفيعة من الدول العظمى فيما بينهم، وهناك لقاءات أخرى بين مثل تلك الشخصيات مع قوى الائتلاف الوطني، ولقاءات أخرى عربية عربية، وداخلية داخية، وإيرانية عربية، وحتى لو عرفوا مكان إبليس اللعين لاجتمعوا معه بغية إيجاد حل للأزمة السورية.

 

وفي الحقيقة هم يبحثون عن طريقة لحل الثورة السورية وإنهائها قبل أن تنضج ثمارها وتؤتي أُكُلَها. ولا يخفى على متابع للأحداث كثرة التهديدات وشدة الضغوط على الائتلاف الوطني، وهيئة الأركان العسكرية لقبول حضور جنيف والتفاوض مع القتلة والفجرة لنيل جزء صغير ٍ من كعكةٍ لديمقراطيةٍ شكلية، قد يكون رأس النظام-الذي لا يحل ولا يربط- هو الوحيد الغير موجود فيها، ومن ثم يتم إنقاذ النظام الحامي لحدود اسرائيل ومصالح الدول العظمى في المنطقة التي أنجبت صلاح الدين ونور الدين وعز الدين وغيرهم من أعمدة الدين وحملة لوائه الذين دوخوا الصليبيين وأتباعهم.

ولعل من أهم أشكال التهديد الذي يمارس على الثورة المباركة، تجفيف منابع الدعم، وزيادة تسليح النظام العاهر، وضبط الحدود وغير ذلك. ولعل امتلاء الائتلاف بالعلمانيين والليبراليين والشيوعيين والقوميين هو خير دليل على ذلك، فهم الذين يقبلون بأي شيء مقابل منافع وكراسي، وهم الذين يخافون من التهديد والوعيد، فهؤلاء كبني اسرائيل، الذين لا يؤمنون بالغيب، ولا يصدقون إلا الواقع الملموس والمحسوس؛ ولذلك استبدلوا المنّ والسلوى بالثوم والعدس والبصل. كذلك هؤلاء ينظرون إلى المعادلة المالية، فبعض الحكام من العرب والمسلمين هم الذين يرسلون – مشكورين- الدولارات لدعم الثورة، في حين يرسل الأفراد والمجموعات دراهم معدودة، لكن الله تعالى قد يطرح البركة في تلك الدراهم أكثر بملايين المرات منها في الأموال الكثيرة.

إن تجميد مصادر دعم الثورة لا يعني أبداً موتها، إذا كان الله معنا... فالنصر من عند الله، وليس بيد أمريكا ولا روسيا، ولا غيرهم. وإن ضبطوا حدود الأرض، فلن يستطيعوا أن يضبطوا حدود السماء فمددها دائم لا ينقطع، وهناك مصدر القوة التي لا تنهزم. أمر الله تعالى المسلمين أن يخرجوا المشركين من البلد الحرام، ثم قال لهم: إن خفتم الفقر وأن تتأثر تجارتكم، فسوف يغنيكم الله من فضله، فعنده وحده خزائن السموات والأرض، وخزائنه ملأى، وخزائنه لا تنفد أبدا. واسمع إلى هذه الآية العظيمة: { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَآءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }. لقد سمعت والله قصةً أشبه بالمعجزة، وذلك أن مجموعة مقاتلة نفدت من عندها الذخيرة، فطلبوا المدد من إخوان لهم، وتأخر المدد حتى قرروا الانسحاب من الأراضي التي حرروها من عصابات الأسد، ولجؤوا إلى الله واستمطروا رحمته بصدق وإخلاص، وتعلقت قلوبهم بالقادر المقتدر. وفجأة ظهرت شاحنة ضخمة مليئة بالذخيرة أرسلها النظام المجرم لقواته، دون أن يعلم بانسحابهم من تلك المنطقة، ووصلت الحمولة كاملة إلى الثوار دون جهد أو عناء.

فيا أيها الأحرار ... لا نريد أنصاف حلول، ولا تفاوضَ مع القتلة، ولا جلوسَ معهم أبداً، ولا تراجعَ عن ثورتنا ولو كان الثمن غالياً، فالحرية تستحق الثمن، والحرية تنتزع ولا تمنح، وبابها بكل يدٍ مضرّجة يُدقُّ. والله وتالله وبالله ...لن يستطيع أعداءُ الله أن يطفئوا نوره...فإياكم أن يتسرب الشك إلى قلوبكم، أو يتسلل الخوف إلى داخلكم، وإن شعاراً رفعتموه من البداية: يااااالله ..ما لنا غيرك يا الله ..كافي ووافي وزيادة، ولا يحتاج إلا المطابقة بين اللسان والقلب. إن الذي نصر أهل بدرٍ وهم قلّة ... قادرٌ على أن ينصركم وأنتم قلّة، وإن الملائكة التي نزلت في بدر ، لتضرب فوق الأعناق وتضرب منهم كلّ بنان، يمكن أن تنزل لتقاتل معكم. فالله موجود، والملائكة موجودة، والذي ينقصنا أن ندعو الله بقلوب أهل بدر، فإن لم نستطع فعلينا أن نتشبه بهم، ولسوف ينصرنا كما نصرهم. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ..إن التشبه بالكرام فلاح 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع