أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 10006
شـــــارك المادة
الشيخ حامد الصالح صاحب الابتسامة اللطيفة، والعمامة اللطيفة ، واللباس الذي ليس فيه شيء من الدنيا ، وأهم من هذا كله : أنه صاحب القلب السليم ، فلا يحمل في قلبه أدنى شيء على أحد ، ولا يذكر أحدا بسوء مهما كانت الموقف معه ، بل كان حسن الظن بالمسلمين أجمعين .
ولد الشيخ حامد بن عسكر الصالح العفنان في مدينة حمص حي الخالدية عام 1968، وهو من أسرة من قبيلة الفواعرة، درس حتى المرحلة الثانوية في مدينة حمص، ولم يكمل دراسته الجامعية.
تتلمذ على يد الشيخ محمود جنيد كعكة، والشيخ محمد علي طه الدرة، والشيخ أبو السعود والشيخ إسماعيل المجذوب، والشيخ الغجري شيخ قراء حمص، وعدد من المشايخ والعلماء.
فقيه شافعي حنفي، تميز بتحقيق المسائل، وكان له جهد مميز في تحقيق وإصدار الكتب العلمية الشرعية. عبادته وتواضعه:
عرف عن الشيخ علمه زهده وتواضعه وأدرك ذلك كل من جالسه أو عاشره، كان رحمه الله مواظبا على صلاة الجماعة ، فلا يتركها مهما كانت الظروف، وكان شديد المحافظة على صلاة التهجد ، لا يتركها إلا لظرف قاس ، بل كان لا يتركها حضرا ولا سفرا .
وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، فإذا قدم إلى المدينة ومكة لعمرة أو لحج فالصوم الدائم عادته، وكان في المدينة ومكة لا يغادر الحرمين إلا لزيارة عالم ، أو أخ ، أو أمر ضروري .
وقف حياته للعلم والتدريس والعبادة وخدمة الناس، وكانت مكتبته في حي الخالدية موئلاً طلاب العلم من جميع مناطق حمص فكانت عامرة بالدروس من بعد صلاة الفجر إلى الضحى ثم ينتقل إلى غرفة الإفتاء من بعد صلاة الظهر إلى العصر.
رشحه مشايخ حمص عالما ومفتياً في غرفة الإفتاء (غرفة الشيخ طاهر الرئيس) في المسجد الكبير في حمص عام 2004 فكان مرجع الإفتاء وإصلاح ذات البين فيها.
تتلمذ على يده عدد كبير من شباب حمص، وكان له عدد من الدروس العامة في مساجد حمص بالإضافة للدروس الخاصة بعد أن مُنع من التدريس والخطابة.
الشيخ والثورة
كان من أوائل الذين خرجوا في الثورة في حمص مع رفيق دربه الشيخ صفوان مشارقة الذي استشهد على منبر مسجد العمري في الوعر وهو يخطب الجمعة عام 2013.
استشهد عدد كبير من أقربائه، والذين كانوا حوله منهم أخوه وولده، وعدد من أبناء عمومته وطلابه.
كان الشيخ حامد أبرز مرجعية شرعية أيام الحصار في حمص حتى خرج مع المهجرين إلى ريف حلب الشمالي واستقر في الباب.
رفض الشيخ الخروج من سوريا رفضا قاطعا بعد رحلة التهجير رغم التسهيلات التي قدمت له وآثر أن يبقى مع أحبته وإخوانه وطلابه في الأراضي المحررة، واستقر في مدينة الباب، وكان له عدد من الدروس في مسجد فاطمة.
وفاته
توفي الشيخ يوم 6/صفر/1441هجري الموافق 5 أكتوبر 2019 بعد صراع مع مرض الكلى.
فقضى رحمه الله تعالى مهاجراً مبطوناً نحسبه من الشهداء ولا نزكي على الله أحدا ونسأل الله أن يتقبله ويتولاه ويجزيه بما قدم عن الأمة خيرآ ويجعل الفردوس مأواه صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
عمر محمد العبسو
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
المصادر: أسامة جورية بتصرف
أسامة جورية بتصرف
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة