..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

حينما اعتصمت حمص

أبو عبد الله عثمان

٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2815

حينما اعتصمت حمص
4.jpg

شـــــارك المادة

24 أبريل, 2012 كانت الشمس تميل للغروب، ووجوه الشباب تشرق بإشعاعات من العزم والإصرار … والأرض ترتج بهتافات لم تحلم بها من عشرات السنين .. كانت نسمات الهواء تحكي الحرية والأمل .. وكانت الأشجار تتمايل طرباً بذلك المولود الجديد، الذي يهتف له شباب تجمعوا في شارع حي باب السباع الرئيسي …

 

في تلك الساعات رأينا كل شيء يتنفس، لم نكن نشعر وقتها بأن الشمس تقترب من الغروب؛ لأنا لم نكن نرى حينها إلا الإشراق.. وفي تلك اللحظات وصلت باصات الأمن الخضراء، نزلوا بعيداً وبدؤوا يطلقون النار من بعيد باتجاه شارع باب السباع الرئيسي، وفجأة تغلي الدماء وينفجر البركان وتعود أصوات الشباب تعلو على أصوات الرصاص، وهم يحملون عدداً من الشهداء.. باتجاه الأمن دون خوف أو وجل، وهم يهتفون بالشتائم لبشار وأبيه المجرمين، حيث كانت هي المرة الأولى التي أسمع فيها سباباً ضد الأسد .. شعرت وقتها بسقوط كل ما تبقى من كل ذرات الخوف في وجوه جميع من أراهم …كان الأمن حينها يتراجع وهو يرى لو أنه بقي في مكانه دقائق أخرى لهجم عليه الشباب وكسروا أسلحته بأيديهم العزلاء … لم تنم حمص يومها ولم يبق شارع من شوارعها لم تصله أمواج الغضب… حتى إذا طلع الصباح… أشرقت الشمس على طرقات تختلط فيها مشاعر الغضب والفرح بما سال على ترابها من الدماء الطاهرة … وأقبل الناس من كل حدب وصوب إلى المسجد الكبير تهتف بصوت واحد يبلغ بقوته النجوم ( عالجنة رايحين شهداء بالملايين ) وسارت تلك الجموع كالسيل الهدار إلى المقبرة.. دفنت شهداءها الكرام وأكملت طريقها للحرية إلى ساحة الاعتصام.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع