عبد الرحمن الكيلاني
تصدير المادة
المشاهدات : 4017
شـــــارك المادة
قبل سنتين وكصانع أفلام يبحث طوال الوقت عن أبطالها التقيت بالفتى الذي تركني مدهوشاً تماماً به، كان كمن أفلت من فيلم أسطوري أو من رواية تاريخية لا يمكن التأكد من أنها ليست خرافية. كتبت حينها عنه:
" مع أنك لم تبلغ السادسة عشرةً بعد ولو أنك حاولت ادعاء غير ذلك، إلا أنك هرمت في المعركة بعدما انتصبت فيها وتصلبت.. منذ سنة تحارب، لا تحدك الجغرافيا إذ تلاحق المعركة من الشمال إلى الجنوب، ولا يوقفك صغر عمرك وقد صرت أكبر رفاق دربك، ولا لون المشاعر فيك، إن أصفاك: حزنك. ليديك هذه البلاد التي تمسك بهما لتقف " وقفت البلاد ممسكة بيديه، ووقف هو في تحرير إدلب يقاتل. فرحت لمّا التقيته مجددًا كمن يلتقي بالذين يحبهم بعد غياب، كان أكبر وأنضج وأكثر تمرساً واعتياداً على الحرب التي صارت يومياته. في المعركة، هو الذي لم يعتد إلا أن يظل واقفاً وقف على لغم لم ينتبه له، لمّا انتبه لم يتحرك، طلب من زملائه أن يتقدموا حتى لا يصيبهم الانفجار، قبل أن يرميه اللغم أعلى ويسقط. لم يمت لكن بترت رجله، عاش بدليل أبدي على بطولته واستثنائيته. مع أنه تألم كما كل الناس لم يبكِ، قام بصبر الأنبياء الذي لا يفسر، يقسم الذين رأوه حينها وكما تثبت الصورة أن الفتى كان فرحاً جذلاً، حزنه الوحيد أنه لم يلحق رجله التي سبقته إلى الجنة كما قال. أبو المغيرة ومثله أساطيرُ البلاد الحاضرة والحية والخالدة، لكنها تعيش في زمان ليس لها
صفحة الكاتب على فيسبوك
يونس ابن السلمية
الجزيرة نت
نيوز سنتر
حذيفة عبد الله عزام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة