..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


ابحاث ودراسات

حمص حين صمدت وحين دمرت

فتاة القرآن

١٣ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 10815

حمص حين صمدت وحين دمرت
1.jpg

شـــــارك المادة

بسم الله الرحمن الرحيم
( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )


مقدمة :
إخوتي الأفاضل نرجو إعطاء الملف بعضا من وقتكم فانه لم يصغ هذا الملف ليقرأ على عجل أو بتصفح سريع و من كان مستعجلاً فالأفضل أن لا يقرأه حتى يصبح لديه الوقت الكافي لأنه دون تمعن لن يحصل على أي فكرة حقيقية وضعت داخل طيات هذا الملف فقد حاولنا وضع اغلب ما يدور على الأرض بشكل ابتعدنا فيه عن الأسماء و الألقاب و مناطق التواجد إلا أننا نحسب أنفسنا قد اشرنا بشكل أو بآخر إلى المجريات بشيء من الدقة إن شاء الله و الله من وراء القصد .
حمص مدينة العجائب و الأرض الرخوة ( حين صمدت و حين دمرت)
محافظة حمص التي تتوسط سوريا و تصل حدودها من لبنان إلى العراق فتقسم سوريا إلى شطرين متساويين تقريبا , تلك المدينة التي حملت كامل حمولة سوريا من القتل و التنكيل و الدمار لأشهر متواصلة حتى أطلقوا عليها اسم عاصمة الثورة , بعد أن وقفت حمص بوجه النظام منفردة تقريبا لأكثر من أربعة أشهر اليوم حمص المدينة المدمرة المشتتة التي غابت عنها الانتصارات الحقيقية علما أنها كانت هي أم الانتصارات و القوة التي أنهضت همم باقي المحافظات فما الذي أصاب تلك المحافظة ؟ و كيف تراجعت لحد مستغرب ؟
نضع هنا بعض الأمور الملموسة و أخرى من منظورنا الخاص للأسباب التي أدت إلى وصول حمص لما وصلت إليه من ضعف بعد قوة و نقول مستعينين بالله :
(....إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )
1- اختلاف العمل في هذه المحافظة عن باقي المحافظات :
في المحافظات السورية كلها بدأت عمليات التحرير و محاربة النظام بالأرياف و الفيافي و لا يخفى على عاقل صحة هذا التكتيك حيث أن النظام سيحتاج لأعداد كبيرة من الرجال و العتاد ليحكم سيطرته على أرياف واسعة مترامية الأطراف و مختلفة التضاريس مما عجل في انهياره في الكثير من المحافظات السورية حيث كانت المدن بمنأى عن الحرب , تدعم المدن الأرياف الثائرة فتنهك النظام بحرب عصابات بمناطق واسعة , إنما في حمص فقد بدأت المدينة بالتحرير و أريافها ما تزال في قبضة النظام محكم سيطرته عليها بالكامل و كانت مناطق واسعة من الريف الحمصي لم تتحرك بعد في هذه الحرب مما جعل النظام يتمكن من تعزيز قدراته القتالية داخل المدينة عدا عن أن الفترة التي بدأت الحرب فيها بحمص سبقت فيها كل المحافظات تقريبا و هو ما أتاح للنظام الفرصة ليعزز قواته و تموضعه في حمص أكثر من غيرها خاصة المدينة .
2- تنفرد حمص عن سواها من المحافظات بتنوع السكان :
تدفق على حمص منذ السبعينات و حتى قبل عامين أعداد هائلة من النصيرية و قد يستغرب القارئ إذ نقول بان حمص في الفترة التي سبقت الحرب مباشرة كان يمكن أن تعتبر مدينة شبه نصيرية حيث أننا لو أحصينا النسب في المدينة غالبا ما سنجد أن النصيرية سيشكلون 40% من عدد السكان بسهولة فقد اتبع بعهد النظام النصيري سياسة تهجير لسكان مدينة حمص المسلمين و تنحيتهم لأطراف المدينة و توطين النصيرية بدلا عنهم و طبعا الباقي فيه من الملل و النحل الكثير فنسبة النصارى في حمص المدينة يشكلون ما يقارب 13 إلى 15 بالمائة و نسبة الروافض يشكلون في حمص المدينة ما نسبته 5% ’ عدا عن الفئات الأخرى المحسوبة على الإسلام .
و بهذا نجد أن المدينة فيها من الإشكالات السكانية الكثير و هو ما هيأ أيضا للنظام بتواجد حاضنة شعبية كبيرة له داخل المدينة يمكنه التحرك بها دون خوف بل إن ما سهل عليه الأمر برمته وجود مناطق كبيرة تابعة له تماما و هي المناطق النصيرية الواسعة داخل المدينة و نعد منها في المدينة :
وادي الذهب – مساكن الشرطة – مساكن الوليد – عكرمة القديمة – عكرمة الجديدة – الزهراء – الأرمن – المهاجرين – حي السبيل – العباسية – النزهة
المناطق المذكورة آنفا ليست مناطق مختلطة أبدا بل هي مناطق نصيرية كاملة مع تواجد نصراني في منطقة الأرمن .
أما المناطق المختلطة بشكل لا يغلب عليه الإسلام فهي :
المساكن الشبابية – مساكن الادخار - مساكن المصفاة – حي الخضر – باب السباع – شارع الستين – طريق فيروزة
طبعا ذكرنا هنا المناطق المختلطة بين الإسلام و النصارى و بين الإسلام و النصيرية و الإسلام      و الفرق الأخرى .
أما المناطق التي تعتبر من مناطق النصارى فهي :
بستان الديوان – الحميدية – الأظن
و يمكن اعتبار منطقتي ( الرقة – المزرعة ) الشيعيتان بالكامل من ضمن قطاع المدينة حيث أنهما تقعان داخل منطقة الوعر ( حمص الجديدة ) تماما .
بهذه اللمحة السابقة نجد أن مدينة حمص تنفرد عن كل المدن السورية بهكذا توزع و هكذا اختلاط و نسبة من غير المسلمين حيث إن للنظام حاضنة شعبية واسعة و كم كبير من الشبيحة التابعين لتلك المناطق هذا مع إغفالنا التام للقرى النصيرية المحيطة بالمدينة من كافة جهاتها أيضا.
3-  التخاذل المبدئي و إخفاق بالغ بتقدير الموقف :
عندما بدأت أحداث سوريا بالتسارع كان هناك فرصة حقيقية و كبيرة جدا في حمص بالتحديد لقلب موازنة المعركة إلا أن الخطأ المفرط في تقدير العدو و كفره و طغيانه ساهم بشكل كبير في إمالة الكفة لصالح العدو حيث كان هناك أصوات تنادي بضرورة الإسراع و العمل على تهجير النصيرية من حمص إلا أن تلك الأصوات كانت تكمم بشدة و يقرع صاحبها بعنف حيث أن العامة كانت ترى انه لا داع لإقحام هذه الأمور في الحرب على النظام ظناً منهم أن النصيرية لن يدخلوا معركة ضد المسلمين لجبنهم إلا أن الواقع كان ظاهرا لكن مع الأسف أبو أن يروه ففي أول مظاهرة خرجت ووصلت إلى ساحة الساعة في حمص خرج بالمقابل مؤيدون من النصيرية إلى الساحة نفسها و معهم العصي و السكاكين و غيرها من الأدوات مع أن المشاع بان تلك المظاهرة حينها لم تخرج هاتفة إلا بإسقاط المحافظ لكن الحقيقة بادية وواضحة فالكل حينها كان يهدف لإسقاط النظام و من يقول خلاف هذا فنأسف أن نقول انه إنسان إما لم يكن موجودا أو انه يحتال على نفسه فمنذ البداية لأحداث سوريا كان النصيرية يتربصون بالإسلام و تحركاتهم (كعهدنا بهم تاريخيا و كما حدثنا عنهم أئمتنا الأفاضل رحمهم الله ) إن من خرج في بداية الأمور لم يكن سعيه لا لإسقاط محافظ و لا لحرية بل الهدف الحقيقي هو الخلاص من نظام الكفر و الضلال و بالمقابل خرج النصيرية مباشرة بخيلهم و خيلائهم ليصطفوا صفا واحدا ضد المسلمين مع من دار في فلكهم من الروافض .
في تلك الفترة لم يكن النصيرية قد تم تسليحهم و لا تمترسوا في مناطقهم و كان الصوت العاقل أن يمتد المسلمون إليهم و جعلهم ينكفئون على أنفسهم إلا أن المسيطرين على الإعلام و الأمور آنذاك رفضوا هذا و بعضهم حاربه .
4- القتال المسلح كانت حمص السباقة به :
كان القتال المسلح في حمص عامة و في المدينة خاصة سبق كل المدن الأخرى حتى درعا التي خرجت أول المدن سبقتها حمص في القتال المسلح إلا أن عدم تقدير وضع حمص الصحيح من جانب الداعمين حينها أوقع المدينة في فك الأسد حيث أن مدينة كحمص كان يتدفق إليها السلاح بشكل جيد إلا انه في جله سلاح خفيف من نوع الكلاشن و مماثلاته بينما كان النظام في ذاك الوقت يسلح المناطق الموالية بأسلحة أكثر فعالية و دقة كالقناصات و رشاشات البي كي سي و كان الداعمين لا يستمعون إلى ضرورة ادخال الهاون و أسلحة ذات فعالية عالية و إخفاؤها إلى وقتها داخل المدينة ظناً منهم أن النظام لن يجرؤ على هدم المدينة أو ربما مظنة أن النظام سيهلك بسرعة و لن تطول المعركة و حتى بعد قصفه لحي بابا عمرو و هدمه لم يقبل اغلب الداعمين ادخال أسلحة ذات فعالية اكبر للمدينة مخاطبين الناس بأنهم لا يريدون أن يكونوا سببا بهدمها و قد غفلوا عن أن النظام الذي هدم جسر الشغور و بابا عمرو لن يتورع عن بيوت و أحياء حمص و انحسرت نظرة أغلبهم للأمر بأفق ضيق قصير من غير أن يكون لديهم بالحسبان لخطوات لاحقة ولا لخطوات استباقية و هذا ما جعل النظام يعد العدة بشكل صحيح في المناطق التابعة له بحيث أن المقاتلين في حمص حرموا من توفر أسلحة ردع لديهم فلو تمكن المقاتلين في مدينة حمص من ضرب المناطق الموالية للنظام و حاضنته الشعبية في مقابل كل قصف يتم على أحياء حمص المسلمة لتغيرت مجريات الأمور و الله اعلم .
و لان مدينة حمص سبقت أخواتها من المدن السورية بالقتال المسلح كان النظام حينها مرتاحا ليحكم حصاره على المدينة و يطبق عليها من عدة جوانب خصوصا انه في تلك الفترة كان جل الريف الحمصي ما يزال قابعا تحت رحمة حواجز النظام المسيطرة على اغلب أركان الريف بطولها و عرضها عدا عن أن دمشق و حلب لم تكن قد دخلت إلى المعادلة أبدا .
5- خالد بن الوليد و حمص العدية و من ثم الفاروق :
في الفترة الأولى من القتال في مدينة حمص لم يكن معروفا حينها سوى كتيبة خالد بن الوليد مع تواجد لبعض المجموعات الأخرى الصغيرة هنا و هناك و التي لم تكن معروفة باسم واضح و كان العمل بين المجموعات جله باسم كتيبة خالد بن الوليد حيث اشتهر قائدها في مدينة حمص و هو بلال الكن تقبله الله من الشهداء إن شاء الله ثم برزت كتيبة أخرى باسم كتيبة حمص العدية و كانت هي و كتيبة خالد بن الوليد أختان و ليستا ضدان أو ندان و اغلب المجموعات الأخرى كانت تعمل تحت اسم هذين المسميين و لو لم تكن أصلا تابعة فعلياً لأي منهما .
كان الغريب الذي ظهر فجأة و بقوة هو كتيبة الفاروق التي برزت بشكل مفاجئ في حي بابا عمرو ثم امتدت إلى حي الخالدية مباشرة ليس الغريب بروز كتيبة جديدة بمسمى الفاروق بل الغريب حينها على أهل حمص التنافس الواضح بين الفاروق و خالد بن الوليد بحيث اخذ منحى سلبي جدا في سير المعارك و بدأ انشقاق الضباط و هنا أصبح للإعلام و الداعمين الباع الأطول في تنافس الفريقين حيث بدأت لعبة شراء الضباط و أصبح حي بابا عمرو الحمصي و الرستن منطقتا الصراع على شراء الضباط المنشقين ذلك بسبب أن الدعم الخارجي و الإعلامي كان يصب مباشرة إلى الجهات التي تتبع لها تلك الرتب المنشقة و مما زاد الأمر سوءا البدء بتشكيل ما سمي بالجيش الحر و مجالسه العسكرية و الثورية و بدأ الإعلام و قنوات المعارضة غالبا بالترويج لهذه المسميات و الحقيقة أن اللعبة كلها كانت في حمص فاغلب الضباط المنشقين المتواجدين على الأرض كانوا في محافظة حمص أو أن الأمر برز بهذا الشكل كون حمص كان فيها سلاح و مقاتلين و ثم ضباط منشقين أكثر من سواها فبدأ الإعلام بالتركيز على تلك التشكيلات العسكرية و كله وقع على كاهل هذه المدينة أكثر من سواها و زادت الأمور تسوء فيها من جراء هذا و الأسباب هي :

 

  • حمص كان فيها مجموعات مقاتلة و حققت انتصارات و تواجد على الأرض و نكلت بالنظام دون وجود أي تشكيل عسكري واضح تابع لضباط .
  • المجموعات كانت تتلقى الدعم من مصادر شتى دون أن يكون بينهم ضباط إطلاقا و ما كانت فكرة تواجد ضباط موجودة في الأذهان أبدا .
  • خروج الضباط المنشقين من رحم النظام لم يكن بداية ذو مصداقية من الشعب و المجموعات و غير مرحب به بشدة بل ينظر إليه بريبة خوف المكيدة .
  • تأخر الضباط في فهم المعادلة و تأخر المقاتلين على الأرض في فهم الضباط .
  • الضباط خرجوا من مدرسة النظام و عندما انشقوا منه خرجوا و خرجت معهم أفكارهم العسكرية .
  • فعليا لم ينشق في حمص أي فريق عسكري كامل انشقاقاً واحدا و جل الانشقاقات كانت إما لجنود ترجع لأهلها في محافظات أخرى أو جنود ينضمون للمجموعات المتواجدة .
  • دكتاتورية من نوع آخر حزت بنفوس الشباب و الأهالي و قادها إعلام المعارضة بحبكة غربية متقنة.

شرح بسيط للأسباب السالفة الذكر و تبيان ما آثارها في حمص :
المجموعات المقاتلة في حمص و التي كان لها تواجد مشهود له لم تكن بحاجة لقيادة عسكرية أصلا حيث أنها كانت تمرست كيفية قتال جيش النظام كحرب عصابات خاطفة و بانشقاق الضباط و ذهاب الدعم للجهات التي تحوي اكبر عدد من الضباط انكسرت شوكة تلك المجموعات و جلها اضمحل    و اختفى و اغلب الشعب كان يوجس بنفسه الخيفة من الضابط المنشق كونه ما يزال يرى فيه رجل النظام السابق و قائد النظام العسكري و عندما كانت تتوفر الثقة بأحدهم كانت الأمور تنحدر نحو الخلاف بالرأي فالضابط تأخر بفهم الواقع و إن الحرب هنا ليست حرب بجيش نظامي يقوده كما تعلم في المدارس العسكرية و المقاتلين على الأرض لم يتقبلوا حتى أن يصغوا لأفكار الضباط و عدوها عمل انتحاري و يدخل ضمن هذه المعطيات أمر هام أن بين مسلمي حمص المدينة نكاد لا نجد ضابط أو اثنين بالمجمل فكان يصعب على أهل المدينة وضع ثقتهم بشخص خرج توا من رحم النظام و يتكلم بأفكار عسكرية لا يمكن تطبيقها على ارض المعركة الدائرة حينها بما يمتلكونه من عدد و عدة عدا عن كون اغلب الضباط غرباء عن أصل البلد ليكونوا محل ثقة و ننوه هنا لأمر جد هام إن اغلب المنشقين من ضباط محافظة حمص هم من منطقة الرستن و لا يخفى على أي إنسان من حمص و ما حولها النفور الشديد الذي يكنه أهل المدينة و سواها من المناطق الأخرى لمنطقة الرستن لما خلفه النظام من نظرة سيئة لها كون وزير دفاع النظام كان منها و ادخل العديد من أبناء المنطقة بسلك الجيش و الامن حتى أصبحت تعتبر في عهد النظام القرداحة الثانية و كان خروج الرستن ضد النظام صدمة حقيقية لأهل حمص المدينة حيث أن أكثر المتفائلين كان يظن أن تخرج بضع مظاهرات فيها فقط و مع كل ما قدمته الرستن بقي شيء من الريبة و الحذر يخيم على العلاقة بين ضباطها و بين المدينة و باقي المناطق, و لعب دورا سلبيا آخر عدم انشقاق احد الضباط مع أفراد من قطعته بعدد معقول كان باستطاعة هكذا فصيل أن يقدم مظهرا أفضل لتشكيل عسكري منظم ضمن الحرب الدائرة في المدينة و يحفز بعض المجموعات على العمل العسكري تحت تنظيم الضباط إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث بل إن ما حدث كان أسوأ بحيث أن الجبهات التي استلمها ضباط كانت بالغالب جبهات خاسرة مما جعل الأمور تسير نحو المجهول بين المجموعات المدنية المقاتلة و المجموعات التي شكلها الضباط المنشقين .
بعد الضغط الخارجي و الإعلامي و الدولي أصبح لما يسمى الجيش الحر الشرعية في العمل المسلح ضد النظام و كان العمل المسلح في السابق عبارة عن أعمال يتهرب منها إعلام الثورة لأسباب خارجية و يشاع أن الجيش يقتل الجيش و لا يمكن القول بتاتا إن الأهالي يدافعون عن أنفسهم و عندما أعطيت الشرعية لمسمى الجيش الحر الذي في الحقيقة حينها لم يكن له أي وجود على الأرض اضطرت المجموعات بان تقوم بأعمالها و تنشرها تحت هذا المسمى بهذا قويت شوكة الضباط على الأرض و أصبح لهم صولة و كلمة ضمن التجمعات المسلحة خاصة لأجل البيانات التي في اغلبها كانت لجلب الدعم للتسليح و هنا وقعت المجموعات المقاتلة تحت دكتاتورية من نوع آخر و المعادلة أضحت : هناك ضابط = هناك دعم , لا ضابط فلا شرعية لك و لا دعم و خصوصا بعد البيانات المتعددة للجيش الحر على النت و الإعلام بالتبرئة من تلك العملية و تبني تلك و هنا لعبت قنوات المعارضة الدور الأبرز في إحكام هذه المعادلة و جعلها تطفوا على السطح كنموذج لا بد منه شاء من شاء و أبى من أبى فلا اعتقد أن أحدا ينسى الصيحات المتتالية لا تدعموا إلا الجيش الحر و التخويف من وجود مجموعات وهمية و التخويف من وجود مجموعات أنشأها النظام تتلقى الدعم فأضحى من لا يتبع للجيش الحر ليس موجودا علما انه لم يكن للجيش الحر وجود على الأرض كقوة إطلاقا حينها فأصبح الشبح موجودا و الموجود فعليا مرفوض و كثيرا ما سمعت الشباب المقاتلين يتكلمون بتهكم قائلين هل رياض الأسعد يا ترى عنده ثلاث بنادق في سوريا .

6- ارض رخوة فالقينا السلاح لأصحاب المال :
في فترة أشهر من القتال المسلح بحمص لم تظهر إطلاقا جماعات بمسميات إسلامية علما للإنصاف و الحق أقول أن الغالبية خرج لأجل دينه أولا و أخيرا إنما لم يكن موضوع التنظيمات متواجد على الأرض أو حتى في الأذهان و الغالبية العظمى خرجت من تلقاء أنفسها لنصرة دينها وأهلها دون أي تنظيم يحركها أو يناصرها إلا حب للدفاع عن دين الله و قتال الكفرة و حينها لم يخرج شيخ من شيوخ المدينة مع المقاتلين بل لم يتجرأ احدهم على دخول مقرات المجموعات خوفا من أن يمسكه النظام ذات يوم , لم يعط مقاتلوا حمص حينها درسا واحدا في الجهاد بل و لا درس واحد في الأخلاق الإسلامية اختفى الشيوخ من حولهم و كأن الأمر لا يعنيهم , وجهاء المدينة و أعيانها اعتمدوا سياسة لا دخل لي بالأمر و بعد أشهر من القتال و تقهقر ملحوظ للنظام في المدينة و الأرياف و دخول الضباط للمعادلة بدأت تدخل أيضا" مسميات إسلامية جديدة يقودها بعض الشيوخ منهم من هو معروف للجميع و منهم من هو مجهول لكن بدخول هذين العنصرين بالإضافة إلى ظهور التنظيمات تلاشى الدعم بشكل كبير عن عدد من المجموعات المقاتلة التي كانت منذ بداية الأمور و اعرف الكثير من الشباب الذين ألقوا السلاح بتلك الفترة و جلسوا متفرجين على ما يدور من أحداث           و البعض سألته عن السبب فكان الجواب صدمة حقيقية حيث قال : السلاح و الحرب لمن يمتلك المال اليوم و ليس لمن يقاتل , بهذه الأيام تراودني هذه المقولة فأجد أنها كانت احد أسباب الهزيمة حيث إني فهمتها متأخرا بان الأرض حين أصبحت رخوة تحت أرجل الكثير من المقاتلين تركوها لمن ما تزال الأرض صلبة تحت قدميه لكنه فعليا" لا يريد أن يقاتل .
7- قال القدماء إن المال أحيانا يحول التاجر إلى مقامر فماذا حدث في حمص ؟
بعد أن دخل على العمل المسلح في حمص أعداد كبيرة جدا من المجموعات المستجدة و تم تشكيل ألوية متعددة ليظهر إعلاميا كتوحد كان هذا الأمر سلبيا جدا في واقعه ايجابيا في مظهره السبب الحقيقي لهذا هو إن الألوية شكلت بنواة من مجموعات مقاتلة حقيقية مشهود لها لكن جسد الألوية بمجمله كان حشواً لتكبير الأعداد ليس إلا و هذا ما أوقع المجموعات التي كانت هي النواة في شرك لم يحسب حسابه فبدلاً من دعم اكبر لها لتستمر في عملها القتالي تقلص الدعم عليها بشكل ملحوظ علما أن مبالغ الدعم أضحت اكبر إنما بالمقابل أضحت توزع لأعداد كبيرة ضمن اللواء الذي تم تشكيله فوجدت تلك المجموعات نفسها في ورطة حقيقية فلا هي تتمكن من ترك اللواء الذي بني على أكتافها و لا هي قادرة على اخذ قسم اكبر من الدعم فتفرق عدد كبير من الشباب من تلك المجموعات المقاتلة كل منهم يبحث عن وضع أفضل فمن كان يأمل أن يزيد تسليحه كأن يصبح لديه رشاش بدلا من الكلاشن تقلص عدد مخازنه الممتلئة التي كان يملكها عدا عن أن الواقع الذي أظهر أن الدعم بدأ يدخل جيوب الأشخاص الخطأ فاغلب الدعم أضحى لمن يصور أكثر و لمن يصيح أكثر و ليس لمن يقاتل أكثر لذا نجد كثرة التصويرات بأعداد هائلة و كثرة الإعلاميين على القنوات و على صفحات الانترنت و هناك أيضا لا بد أن ننوه لأمر جلل و خطب عظيم يغفل عنه البعض و هو موضوع بيع الذخيرة و الاتجار بها فقد تفشى هذا المرض بشكل لا يمكن حصره أو وصفه و قد يقول قائل الأمر متروك لمن يشتري و يبيع و نقول نعم إنما الذخيرة في جلها تأتي دعما أي بدون ثمن أو أن ثمنها الأصلي من أموال أتت لدعم المقاتلين فتباع بأسعار السوق السوداء و المصاب الأكبر انك لو أردت شراء الذخيرة بسعر ارخص عليك أن تذهب لمناطق فتحت فيها جبهات جديدة لتشري كميات جيدة بأسعار مربحة , عدا عن أن الاتجار بالسيارات طفا أيضا على السطح بشكل مبالغ فيه و هذا الاتجار لا يمارسه العامة بل المجموعات المسلحة حصرا و قد برزت ظاهرة شراء السيارات و إصلاحها و بيعها في البداية عند مجموعات مقاتلة جيدة و مشهود لها عملت على هذا الشكل كون الدعم و التسليح خف عنها لأسباب ذكرناها فقررت أن تعمل أعمالا ربحية لتسلح نفسها إنما تفشت هذه الظاهرة بشكل لا يمكن التعايش معه ضمن مجموعات خرجت لتقاتل فليس من المنطقي أن تقوم بهكذا أعمال تجارية مجموعات أتت من مدينة حمص لفك الحصار عن حمص و جل كلامها هو فك الحصار و على انه همها الأول فتراها تتاجر بالسيارات تارة و بالأسلحة تارة أخرى و يمضى عام  و أكثر على تواجدها بالمناطق الريفية دون أن تحرك ساكنا سوى الاتجار بالمواد هنا و هناك .
8- حمص تنزف حمص تدمر حمص تموت فهل من مجيب ؟
تعالت هذه الصيحات كثيرا و أضحت تلك العبارات رمادية اللون خاوية من معناها الحقيقي الذي كان يهز كيان المسلمين و السبب بسيط جدا إن الداعمين يئسوا من تلك العبارات حتى باتت عبارات مستهجنة و باتت في مسامعهم كعبارة امة عربية واحدة .... لما بذله الكثير منهم ( جزاهم الله عنا كل الخير ) دون جدوى ترتجى بل على العكس تراجعت المدينة أكثر فأكثر , هنا لا يسعني أن ألوم الداعمين الذين بذل اغلبهم لأجل دين الله و نصرة لإخوانه ( و لا ننكر وجود دعم لأغراض خارجية ) إنما نتذكر هنا كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال في الصحيح (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)
فالناس التي تبذل و تنفق لأجل حمص حينما لاحظت ان كل ما قدمته لم يأت بنتيجة ملموسة كان عليهم العلم من فورهم ان الجهات التي تتلقى الدعم ليست الجهات الصحيحة و ان هناك جهات حقيقية تعمل على الأرض غير تلك التي بذل لها الكثير دون ان تتمكن من تغيير شيء من الواقع و للأسف أقول ان الغالبية من الداعمين ليست على علاقات مباشرة مع المقاتلين على الأرض و الحق أنهم لو تمعنوا قليلا بمجريات الأمور لوجدوا بأنهم لو تواصلوا مع مقاتل عادي على ارض حمص بشكل     أو بآخر لكان خيرا لهم من الاجتماع بقادة ألوية ( مزعومة ) في الخارج , ان المقاتل الذي يخرج للمعركة ببندقيته و يبذل دمه هو الأهل حقا لإيصال الحقيقة و معرفة الواقع المرير للمدينة و ليس من يواصل السفر و الخروج و إجراء الاجتماعات في شتى بقاع الأرض و ان امتلك اللسان المقنع       و البيان الفصيح فليس هذا المهم إطلاقا إنما المهم هل فعلا هذا الشخص يوصل ما يبذل إلى ذاك القابع في خندقه أو انه يرسل إليه الفتات ؟!!!
9- قيادة فذة و تخطيط متميز و بطولات خارقة فلماذا الانكسار ؟!!!
كل قائد مجموعة أو لواء أو.... يعتبر نفسه القائد الناجح مهما بلغت انكساراته - إلا من رحم ربي-    و طبعا يعتبر ان تخطيطه للمعارك هو المستوى الأول و ما سواه أدنى و بالمقابل فان أفراد مجموعته هم الأكثر إقداما من غيرهم لكن ينقصه بعض المال و الذخيرة و السلاح ( تعبنا من هذه الأعذار ) كل الانهزامات سببها قلة الذخيرة من جهة و فاتح حسون من جهة أخرى أو عدم مؤازرة البقية له بالشكل الصحيح , لا أدافع هنا عن فاتح حسون فله ما له و عليه ما عليه و لا أقول ان الذخيرة كثيرة و لا ادّعي ان المجموعات تؤازر بعضها بالشكل الأمثل إنما ما اعنيه انه من غير المنطقي ان كل الانهزامات سببها احد تلك البنود الثلاثة و نتابع الفشل , لماذا لا نقول سبب الكثير من الانهزامات عدم استخدام الأسلحة الصحيحة في المعركة و عدم التخطيط الواقعي لها أو ان السبب الأكثر منطقية هو الاعتماد على رجال ليسوا كفء لتلك المعارك و ان كانوا كفء فقيادتهم تزج بهم بشكل لا تحمد عواقبه .
10- الاعتماد على الرجل الخطأ في المكان و الزمان الخطأ يؤدي إلى كارثة
كوني من عمق البلد القديم قلت مراراً و لا اخجل من كلماتي التي قلتها و أكررها دوما مناصحا إخواني في الريف و هي : ( نحن أهل البلد القديم لا يمكننا القتال في الأرياف و ان قاتلنا لن نفلح      و من يبلغكم منّا أننا سنقتحم في الأرياف فلا تصدقوه فلن يعدوا الكلام إلا مفاخرة سرعان ما تزول    و كل إنسان اعلم بأرضه و اخبر بها ) و نشهد الله أننا بهذا ما كنا نطلب أكثر من كوننا نعمل بقوله تعالى (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) إلا ان جميع من دخل الريف من مدينة حمص قال عكس هذا فكان الراجح قول الأكثرية و لكن الطامة التي كشفت المستور هي معارك الأرياف لتحرير حمص و التي خسرناها كلها و كان قادة تلك المعارك و جل مقاتليها من المدينة كونهم هم من كانوا يخططون لها و يتمكنوا من جلب التمويل لها و قد أظهرت لأهل الريف بان مقاتلي المدينة و قادتهم كانوا مجرد متقولين لا صحة لادعاءاتهم عدا عن ان ما حز بنفوس أهل الأرياف و مجموعاتها عدم قبول هؤلاء القائمين على المعارك بتذخير مجموعات الريف المشاركة كما يجب , بل تعدى الأمر بآخر معارك جرت إلى عدم معرفة أهالي المنطقة التي تدار فيها المعركة ما هو حجم الذخيرة المتوفرة أو السلاح المرصود أو الأعداد الحقيقية للمقاتلين المشاركين أو معرفة المبالغ التي وصلت لأجل المعركة و ما نالوا (على حد قولهم ) إلا تدمير قراهم و ترك هدية كبيرة لهم يطول بقاؤها و هي جبهة استنزاف مفتوحة على مصراعيها مع النظام , نأسف فعلا على الخوض بهذه الأمور إلا أننا اضطررنا فبعد تدمير عدد من القرى دون تقدم و تهجير عدد آخر من القرى برمتها دون طائل لا بد لنا ان نتكلم بهذا علما انه ما كان ليحدث هذا لو وجدت أدنى حنكة عسكرية لاختيار المقاتلين من قبل أهل الريف فمن البديهي جدا بان المقاتل الذي تمرس على القتال في مدينة ذات أزقة ضيقة لن يتمكن من القتال في مساحات مكشوفة تعد بالكيلو مترات و بهذا أيضا يلام أهالي المناطق الريفية و مجموعاتها المقاتلة على عدم التمعن و التدقيق بالمعركة قبل خوضها إنما لا نقول إلا قدر الله و ما شاء فعل .
11- سلاح ثقيل لوقته و آخر يخبأ لمدينة حمص فمتى وقت الأول و كيف يصل الآخر لحمص ؟
من المعروف للجميع تواجد الكثير من السلاح الثقيل في المناطق الريفية لا يعمل أي شيء و لا يخرج إلى جبهات القتال و بأعذار متنوعة و غريبة و عجيبة إلا ان أكثر تلك الأعذار رواجاً ان هذا السلاح لمدينة حمص هو أمانات للمدينة المحاصرة و عذر آخر متواجد دوماً و يتبعه عذر ثان و هو سلاحنا هذا لفتح الطريق إلى حمص و عندما تدور معركة لفتح الطريق غالبا لا يشارك هذا السلاح بها و نخسر المعركة فيكون العذر الثاني حاضرا : لم نشترك بالمعركة لأنه كان واضح أنها فاشلة فلان ليس أهلا للقيادة ... أنا لا أقاتل في خطة واضح فشلها كتلك ..... الخ و يؤسفنا ان ما يدور أحيانا يذكرنا بقوله تعالى : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ) و نرجو من الله ان نكون أخطأنا بقولنا هذا إنما الله اعلم بالسرائر و ما لنا من الأمور إلا ظواهرها فما نعلمه ( مع علمنا الشرعي القليل ) انه يتوجب علينا نصرة إخواننا المسلمين في حربهم ضد الكفر حتى لو كانوا مخطئين بتقدير معركتهم و ان لا نتركهم للقتل و الهزيمة و سلاحنا نلمعه يوميا دون ان يتحرك في نحور الأعداء تحت أعذار لا قيمة لها أمام دماء إخواننا التي تبذل .
12- خطأ قاتل من الداعمين بقصد أو دون قصد
الأخوة الداعمين جزاهم الله كل الخير يبذلون الجهد و المال و الوقت و لهم اجر المجاهد على ارض المعركة ( ان شاء الله ) إلا ان الأخطاء التي وقعوا بها كانت جلل و أدت إلى العديد من الهزائم و السرقات و الهدر و الخلافات على الأرض بين الفصائل , لا أتكلم هنا عن الداعمين الذين يتبرعون كل فترة و أخرى بمبلغ من المال في بلادهم لمن يثقون به إنما أتكلم عن الداعمين الدائمين الذين لهم تواصل مع أشخاص مباشرين من قادة مجموعات و غيرهم فهؤلاء الأخوة لو نظروا جيدا لما آلت لها الأمور في حمص ككل لوجدوا الثغرات القاتلة التي كانت احد أسباب الفشل و هي :

 

  •  الدعم دائما لجهة معينة واحدة أو اثنتين اخذ الداعم الثقة بطريقة ما ( كل له طريقته ) أنها جهة صحيحة فلا يبرح يدعم تلك الجهة دون سواها و هو بالواقع لا يعلم ما يدور على الأرض إلا من خلال ما توصل له تلك الجهة من أحداث دائرة .
  •  الأخوة الداعمين ما ان اخذوا الثقة لبعض الجهات فإنهم يبقون معهم على العهد و كأنما أصبح الأخ الداعم واحدا من تلك المجموعة فحتى لو لم يجد أثرا حقيقيا على الأرض بدعمه لتلك الجهات مع هذا يبقى معهم على العهد و كأنما العهد بينه و بينها و ليس بينه و بين الله على مناصرة إخوانه ( فكل مقاتل على الأرض أخ له )مع ان المجموعات على ارض الواقع كثيرة و العديد منها أهلا للثقة و تعمل بشكل قوي .
  •  الأخوة الداعمين تشير إليهم الجهة التي يدعمونها بأنها تخطط لمعركة كذا في منطقة كذا فلا يتوانا من فرط الثقة و الأمل و حبا منه في نصرة أهله بدعمهم لأجل تلك المعركة التي اخبروه عنها و نرى ان الأولى بالإخوة الداعمين السؤال عن تلك المنطقة و محاولة التواصل مع أهل تلك المنطقة و مخاطبتهم و لا نقول بكل المعارك بل في معارك تحرير حمص تحديد فان معارك تحرير حمص واضحة تماما فهي منطقتين أو ثلاث التي يمكن الخوض منها فلن يجد الأخوة الداعمين الذين يبذلون ملايين الليرات ان يتواصلوا مع مجموعات داخل تلك المناطق .
  •  لا نعلم لماذا لم يقم الأخوة الداعمين بإنشاء مجلس مساءلة أو على الأقل الإعلان عن المبالغ التي تتلقاها منهم هذه الجهة أو تلك درءاً للمفاسد و الأقاويل أو ان يكون هناك مجلسا واضحا يستلم كامل الدعم الآتي للعملية الفلانية .
  •  ناسف ان نقول ان الإفراط في الثقة ليس دوما في مكانه حتى لو كان الأشخاص أهلا للثقة فالسؤال    و التدقيق ليس تخوينا بل أنها أموال مسلمين تعملون عليها و ليس من الصعب معرفة كيف دارت المعركة و الكم التقديري للمصروفات من مصادر أخرى حتى لو عبر النت من أشخاص مجهولين قريبين من المنطقة التي دارت فيها المعارك على الأقل يكون هناك فكرة أولية لما جرى من أمور .
  •  هل يعلم الأخوة الداعمين ان اغلب الأموال تذهب دون ان يعلم احد إلى أين ؟ وان حمص بالذات باتت بحاجة إلى حركة سريعة لقلب الأمور فيها ؟ و انه بالعلم العسكري ان الجيوش النظامية إذا ترهلت يسرح ضباط و أفراد و يرفع ضباط و أفراد للحفاظ على تجديد النشاط في الجيش فكيف بنا بمجموعات متفككة هنا و هناك و قد تعرضت للكثير من الانهزامات و الانكسارات و مع هذا يبقى الأخوة الداعمين مصرين على دعم ذات الفصائل المنكسرة !!! بالمنطق العسكري عندما يخسر الجيش معركة أو أكثر يتم تسريح وزير الدفاع و رئيس الأركان و وضع بدلا عنهما لكن بحال انكسار مجموعاتنا يتوجب على الأقل إيقاف الدعم أو تقليصه و البحث عن بديل أفضل فالمعركة و المسألة ليست شخصية إطلاقا , و هل يعلم الأخوة الداعمين انه في الأنظمة العربية القومية التي نحاربها اليوم لنتحرر منها  يخسر الجيش فيعاد انتخاب الرئيس و يكافئ وزير الدفاع فلماذا يا إخوتي نعود و نكرر ذات الأمور على مستوى اصغر علينا يا إخواني ان نعامل المجموعات المقاتلة معاملة الجيوش النظامية صحيح انه من حق كل منّا ان يحصل على فرصة أخرى إنما يا إخوتي في كل فرصة إضافية لمجموعة خسرت معركة تزهق أرواح إضافية و تقصف مدن و قرى و الفرص عادة لا يجب ان تكون إلى ما لا نهاية  فالدم النازف يستصرخكم .

13- رؤية من زاوية أخرى لأسباب الفشل الذريع :
أليس الأولى ان نتساءل لماذا كانت محافظة حمص ككل تنتصر بوقت كانت فيه قوة النظام اعتى و أعداده اكبر و جيشه مرتاح و اليوم مع ترهل النظام و قله عدده أصبحت الهزائم تأتي للمحافظة من كل حدب و صوب ؟ و هل علمنا ما الإجابة على هكذا تساؤل ؟
في السابق كان النظام يخسر بشكل مبالغ فيه يخسر بشكل لافت و مذهل و السبب ببساطة انه بالبدايات كان يقاتلنا بأسلحة مواجهة مباشرة بجيش نراه و جنود نشتبك معهم فكانت لله الحمد لنا الكفة الراجحة عدا عن انه في تلك الفترات كان النظام هو من يأت إلينا بجيشه أي انه هو المهاجم و نحن المدافعون فكانت خسائره كبيرة جدا بالعدد و العتاد , و لنضع مثالا على هذا حمص المحاصرة و هي شاهد موجود على رؤيتنا ففي كل محاولة للنظام باقتحام المدينة تكون الهزيمة حليفته لكن هو المنتصر ( نسبيا ) بالحرب البعيدة فيوميا يقتل من أبناء المدينة من جراء القصف الذي يقوم به على أحيائها , ان انتصاره في بابا عمرو جعل هذا الأسلوب هو المفضل لديه ففي بابا عمرو خسرنا خسارة كبيرة جدا ( مع ان بابا عمرو أصبحت رمزا ) تلك الخسارة كانت خلال اقل من شهر واحد لم تصمد بابا عمرو إلا تلك المدة الوجيزة لكن لماذا و هي التي نكلت بالنظام مراراً و إذاقته الهزائم المتتالية ؟ السبب انه قصف المنطقة من بعد بشكل رهيب بحيث لم يعد بإمكان المقاتلين البقاء تحت كل هذا القصف الرهيب و السلاح المتوفر لديهم لم يكن سلاحا يؤهلهم بان يواجهوا أو يردوا على مصادر القصف تلك بالمقابل كان جيش النظام ما يزال بحالة جيدة من حيث العدد و العدة بهذا انسحب المقاتلين و دخل النظام للحي , لم يخرج مقاتلي بابا عمرو بسبب عدد الجيش الكبير و لا بسبب آلياته بل خرجوا بسبب قصف دمر الحي و نكل بالناس .
خلاصة القول إننا في ما مضى كان سلاحنا و سلاح النظام يمكن لهما ان نجابهها كرجال و عتاد مستخدم إنما مع دخول القصف للمعركة لم يعد لدى المقاتلين أي إمكانية بالرد فلا هم يتمكنوا من الوصول لمصادر النيران كونها من مسافات بعيدة و من مناطق هي حاضنه شعبية للنظام و كون المقاتلين لا يمتلكون أي قدرة على الرد عن بعد على تلك النيران .
اليوم لو تمعنا بما يدور فنجد ببساطة شديدة إننا نستخدم السلاح الخطأ في المعركة فالنظام يرسل عدد قليل من الآليات و الشبيحة ليتمترسوا في مكان ما ثم يبدؤون بقصف قرانا و مناطقنا عن بعد و هنا تعود المعادلة تشبه معادلة سقوط بابا عمرو حيث أننا لا نتمكن من الوصول لمصادر النيران بسبب الرشاشات الثقيلة و القناصات و لا يمكننا الرد على مصادر الإطلاق أو حتى على القرى الموالية التي يتم القصف منها .
14- كثرة المقاتلين و كثرة الهزائم :
النظام في حمص قلت أعداده بشكل كبير لكن لو تكلمنا بواقعية و إنصاف قلت أعداده و زادت انتصاراته و بالمقابل زادت أعداد مقاتلينا و زادت هزائمنا , ارتفعت أعداد ألويتنا و مسمياتنا و ارتفع معها أعداد شهدائنا , ان انقلاب المعادلة كان بسبب انقلاب معادلة العمل العسكري حيث أصبح النظام هو من يقاتل بشكل حرب عصابات ( بشكل نسبي ) و نحن نحاول القتال كجيش نظامي ...كيف ؟؟؟ 
اليوم نحن من يحاول الاقتحام و الوصول إلى ثكنات النظام و مناطق قوته لكننا على أي حال ما نزال نحاول بأسلحتنا السابقة ذاتها أو أنها زادت قليلا من الأنواع الأكثر فعالية إلا أنها ما تزال قليلة بشكل كبيرة لتحقق انتصارا على ترسانة سلاح متمترسة ضمن حاضنتها الشعبية لذا فإننا بعد كل معركة   لو سألت المقاتلين الكثر و جلهم يحملون البنادق كيف دارت المعركة و هل قصفتم المنطقة ؟ تجد نفسك كمن يسأل سمكة ما رأيها ببرج دبي !!! حيث انه لا يعلم مما جرى إلا انه ذهب فقصفته الدبابة عن بعد و خرجت إليهم الطائرة الحربية و رمتهم و استشهد فلان و فلان و أصيب فلان و فلان فتشعر انك تكلم إعلامي و ليس مقاتل كونه لم يصل لمرحلة الاشتباك مع العدو و أحيانا هو لم ير العدو أبدا فهو ذهب للقتال مع مجموعته التي خططت للقيام بمعركة لتحرير كذا إلا ان المقاتل في الغالب لم يعلموه إطلاقا عن خطة و لم يسمع أبدا عن سرية رمي تمهيدي موجودة أو عن فرقة هاون أو أي شيء من هذا القبيل و تجده لا يمتلك معلومات أولية عن العدو.
• الحلول يتوجب ان تكون من منطلق معطيات الأرض :
أ‌- الواجب على الأخوة الداعمين :
1- النظر بدقة و حيادية و صدق إلى المجموعات التي على الأرض و انجازاتها الفعلية و ليس إلى المقالات و البيانات الإعلامية و التدقيق بالمجموعات التي تعمل فعلا و المجموعات التي لا تحرك ساكناً أو قليلة التحرك و الفعل على الأرض و الابتعاد بهذا التدقيق عن المعارف الشخصية المباشرة  و محاولة استقاء الوقائع من مصادر عدة و ان نعلم بان هذا الأمر ليس لأجل المال يا إخوتي بل هو دماء تراق و أرواح تزهق و أعراض تغتصب و كل هذا يحتاج منّا إلى تعب و جهد و نشاط           و الابتعاد التام عن أننا نحب هذا و نثق بذاك فرب شخص جاف الطبع صعب التعامل له صولة على الكفار و قد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
2- التزكيات يا إخواني أمر صحيح و لا يمكن لأحد نكرانه إلا انه ليس في جله صواب فرب شخص كان في اليمين و انقلب إلى الشمال من حيث يدري أو لا يدر فلا يتوجب علينا ان تبقى التزكية التي زكاها إياه فلان الثقة قائمة له ابد الدهر فان رسول الله صلى الله عليه و سلم حدث بالصحيح فقال  (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة  حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة ، فيدخلها) أخرجه الشيخان
مضى عامان على الأحداث الجارية فهل فعلا بقي الصالح صالحاً و بقي الطالح طالحاً بعد كل ما مر ؟ علماً انه لا نختلف بوجود الفتن حولنا , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  (ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل ) الشيخ الألباني : ( صحيح ) حديث رقم : 5460 صحيح الجامع
3- لا اعرف ان كان للداعمين علاقات مباشرة ببعضهم البعض إنما من المفترض على أي حال ان تكون تلك العلاقات موجودة و ان يكون بينهم اجتماعات و جلسات لتقييم الواقع و لو عبر غرف يجتمعون بها عبر النت فان كان البعض منهم غير راغب بإظهار نفسه لأسباب خاصة فيمكنه الولوج لتلك الغرف دون ان يكشف النقاب عن شخصه لما لتك الاجتماعات من اثر ايجابي على واقع المدينة .
4- ان الداعم الذي يقدم دعمه لأكثر من مجموعة في المحافظة يمكنه جمع القادة بعمل تنسيقي واحد كما و يمكنه جمعهم بحوار عبر الانترنت و غالبا سيتوضح له عبر هكذا اجتماعات و هكذا حوارات العديد من الأمور التي قد يكون في غفلة عنها توضح له بعضا من مجريات الأحداث على الأرض خاصة ان كان قادة تلك المجموعات لا يعرفون بعضهم البعض بشكل مباشر على ارض الواقع .
5- عدم إغفال المجموعات الصغيرة التي لا تمتلك أسماء مشهورة و بيانات بوسائل الإعلام و علينا ان لا نغفل أمرا هاما جدا وواقعيا هو ان العديد المعارك التي تخاض يوميا و لا يسمع بها الإعلام تكون بالغالب على أكتاف تلك المجموعات الصغيرة المتناثرة هنا و هناك و التي لا تهتم بالتصوير          و الإعلام حيث لا يصل إلى الإعلام و إلى من بالخارج سوى أنباء المعارك الكبيرة أو التي تم لها حشد إعلامي .
6- نرجو رجاءا هاما ان يتأكد الداعم الذي يرسل مالا لشراء سلاح معين ( نعلم ان بعض الداعمين يرسلون مبلغ محدد لشراء سلاح بعينه ) ان يتأكدوا هل تم شراء السلاح فعلا و ان تم على أي جبهة هو الآن ؟؟ أو انه في احد المخازن قابع ينتظر وصوله لحمص أو معارك فتح طريق حمص !!!

ب‌-  الواجب على من هم بأرض المعارك :
1- يتوجب على المجموعات الصغيرة و الكبيرة التي تعمل فعلا على الأرض توحيد الجهود و التنسيق بينها بحيث يكون العمل متكامل و يظهر كأنما هو عمل واحد .
2- الابتعاد عن المشكلات الناشئة من اجل تبني العمل فتلك المشكلات هي احد الأسباب التي أودت بنا إلى ما نحن فيه من تشتت .
3- تكاتف المجموعات التي تعمل فعلا على الأرض بحيث تظهر فعلا المجموعات التي لا تتحرك أو التي تصور فقط
4- يتوجب على أهالي المناطق القيام بحملة لتوحيد الجهود بين المجموعات و لتكن حملة شعبية و تلك الحملة الشعبية يتوجب ان تكون كثورة داخلية بسيطة تغير مسارات الواقع و تظهر الصادق من الكاذب و الصالح من الطالح .
5- يتوجب القيام بحملة مدنية شاملة تقوم على إنشاء توعية شمولية للواقع الذي نحياه في ظل القصف المستمر و تظهر هذه الحملة العيوب التي يتوجب التخلص منها و أسماء المجموعات و الأشخاص الذين يتوجب معرفة ماهيتها و ما أعمالها و ما فعلت .
6- عمل مدني واسع يقوم بالضغط على المجموعات القوية التي ترفض العمل فيما بينها و الضغط على المجالس العسكرية و الثورية و وقوف بوجه أي بذور شقاق زرعها النظام أو لأسباب شخصية نبتت و بدأت ثمارها تتساقط على شعبنا قذائف و انهزامات .
ج- ثورة تغير الموازين و تقلب الطاولة :
مع الأسف ان الكثيرين ممن يعتبرون من الثقات يعملون بقصد أو دون قصد على تغيير الواقع للناحية السلبية فأما هم لا يعرفون بان أعمالهم هذه تودي إلى التهلكة أو أنهم مقتنعون بان ما يقومون به للصالح العام و انه سيكون له الأثر الايجابي بعد فترة و هنا تكمن الطامة الكبرى في كلا الوجهين فعنصرية البعض و تحزبهم بات أمرا لا يخفى على عاقل يتابع بدقة مجريات الأحداث في محافظة حمص فمن حيث الناس باتت في فك الأسد يذيقهم الويلات ليلا و نهارا ما يزال البعض يعد العدة لأمر مجهول و غالبا هو نفسه لا يعرف حقيقة ما يفعل و هنا تكن الداهية التي نراها بأم أعيننا  مستودعات من الذخائر متواجدة لدى بعض من تلقى الدعم و دخل معارك خسرها و لم يخرج مع هذا ما في جعبته من سلاح أوليس الأولى بالداعمين الذين يقدمون لهؤلاء الدعم الهائل ان يعلموا بأنهم يدعمون سراباً ؟ ما قلناها عن حركة مدنية شاملة سيكون مبتغاها مسايرا تماما لموضوع تفنيد المجموعات و اختيار التي تعمل بصدق منها ثم تلك الحملة المدنية سيكون من مهامها دخول المدنيين إلى مجال العسكريين بحيث تخرج مظاهرة مدنية يكون فيها حتى النساء و الأطفال أيضا و تتحرك باتجاه تلك المستودعات المغلقة و تفتحها عنوة عن حرسها و تصور بيانات واضحة تقول فيها تلك مستودعات المجموعات الفلانية التي قائدها فلان و يدعمها فلان نحن نذبح و هم يخزنون السلاح     و بهذا سيكون توضيحا حقيقيا من يجرم مع النظام بحق أهلنا و إخواننا فلم يعد بالإمكان الانتظار     و الناس تغلي على صفيح ساخن و البعض ما يزال يعد أمواله و يحصي ذخائره التي باتت بكميات كبيرة جدا لكنها ما يزال وقت خروجها مجهول فيا ترى هل وقتها بعد سقوط النظام للسيطرة على مفاصل البلاد ؟
سيكون للمجموعات المسلحة الحقيقية و العاملة على الأرض فعلا الأثر الايجابي بهذه الحملة المدنية بحيث سيكون من مهام هذه الحملة المدنية إطلاق البيانات الواضحة و الفعل الحقيقي في درء الفتنه بين المجموعات المسلحة فخير من تغزوا المجموعات بعضها لأجل السلاح المخبأ ليقم بهذا المدنيين الذين لا يمكن لأحد على الإطلاق ان يقوم بأي عمل عسكري ضدهم و إلا فسيكون مصره مصير النظام و بالنهاية ذاك السلاح و الأموال من حق هذا الشعب الذي يذبح كل يوم .
• تحرير حمص ليس مستحيلا :
ان أردنا العمل انطلاق مما نحن فيه دون العمل على إصلاح الواقع الحالي فالأمر ما يزال ممكن حاليا إلا ان تلك الإمكانية لن تبق تنتظر طويلا فالواقع يزداد سوءاً يوما بعد يوم و قد نصل قريبا لمرحلة لا يمكن العمل فيها إلا بانقلاب جذري شامل و إلا فالحال إلى تراجع ملفت لهذا نضع هنا أمورا بسيطة لعل الله يجعل فيها حل اللغز و إنهاء هذا الواقع الذي جثم طويلا على صدور الأهالي :
على الجميع في الخارج خصوصاً ان يعوا أمرا هاما دونه لا يمكن التقدم مقدار أنملة و هو ان السلاح الذي نحتاجه اليوم مختلف اختلافا جذريا عن السلاح المتوافر بأيدي المقاتلين و الأمر ليس عصيا على الفهم لأي ناظر كوننا دون قصف الحاضنة الشعبية للنظام لا يمكن بأي شكل من الأشكال كسر شوكته فبنظرة مبسطة جدا يمكن ان نجد ان الحواضن الشعبية لقوى النظام ما تزال في حالتها الطبيعية لا يكدر صفوها شيء إلا فيما ندر و هذا يجعل من الحاضنة الشعبية له قوة إضافية تعينه على المزيد من القتل و التنكيل عن بعد لذا فمن الواجب التعامل معه بنفس الأسلوب و ان نقوم أيضا بقصف القرى و المناطق التي يتمترس فيها بين المدنيين الموالين و كلام البعض بأننا لا نضرب المدنيين ما هو إلا أضحوكة سخر منها الطفل قبل الكبير فكيف لنا بقلب الطاولة على النظام ان كنا نترك له مناطقه التي يقتلنا منها بحجة أننا لا نضرب مدنيين عدا عن الأمر يصبح غريبا لو أننا فكرنا بشيء من العقلانية و بما شرعه الله لنا فأين المدنيين بينهم أصلا ؟؟ أليس نساؤهم تطهوا و ترقص    و تساعد من ينكل بنا و أليس رجالهم هم الشبيحة الذين يقومون بقتل أهلنا و اغتصاب أخواتنا فمتى أصبحوا مدنيين .
من شكل الحرب الحالية التي يخوضها المدافع و الطائرات واضح وضوحا شاملا لا يقبل الخلاف بان القصف عن بعد هو الحل الأمثل لهذه القضية .
كما انه من الواجب تواجد مجموعات اختصاصية بهذا النوع من القتال بحيث يتم الرد المباشر على القصف بقصف مشابه .
عنجهية و تعنت و كبر :
عند القيام بعملية فتح طريق لحمص من المفترض إشراك المجموعات الصحيحة و ليس من يتمكن من جلب المال ان يكون هو المتحكم و المسيطر على المجريات أليس من العجب العجاب ان المعركة الأخيرة التي تمت من الدار الكبيرة لتحرير حمص دخلها من تمكن من إحضار المال بمجموعات من عنده ثم اخذ يستنجد بمجموعات أخرى مشهود لها كي تدخل المعركة و مع هذا تراه لا يطلعها على الذخيرة الحقيقية التي بحوزته ما هذا ؟!!!
أليس الأولى به قبل ان يدمر القرى و يهجر الأهالي و يقتل الشباب ان يعلم ان مجموعته تلك ليست أهلا لهذه المعركة و عليه ان يسلم الأمر لأهله ؟ هنا لا نحتاج التنسيق نحتاج ان يعرف قدره و يقف عنده فليكن و مجموعته مشاركين على الخط الثاني ليس من المعيب ان أقف في الخطوط الثانية بل المعيب ان أزهق الأرواح و أدمر القرى و اهجر الأهالي ثم استنجد و مازلت ادعي الشموخ و أراوغ لأجل الذخيرة و المال علما ان السمعة أصبحت تلوكها السن الصبية التي تلعب هنا و هناك !!! أظن ان البعض وصل لدرجة العمى المطلق بالبصيرة و جنون من العظمة غير مقبول .
قال تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ)
أين المساءلة في هذه الأمور ؟؟ أو أننا صرنا كما هو النظام من يجلس على مقعد القاضي هو من يحتاج المساءلة قبل غيره و خلاصة القول كان الكلام مرضي للسامعين أو انه لن يجد من يلقي له بالاً إنما واقع القول قسم كبير من الأموال يسرق و قسم آخر يشرى به سلاح لا فائدة منه و قسم يهدر و ما بقي من فتات ربما يصل لأيدي مستحقيه و لا حول و لا قوة إلا بالله .
أيها الناس اسمعوا و انظروا و تابعوا و لنسمي الأمور بمسمياتها دون مواربة و لا تجميل و لا تزييغ تلك الفئة النابتة التي طفت على السطح هم أولئك الأشخاص المتفننين في إلقاء الكلمة و الخطاب يحسنون النطق و البيان و لا يحسنون العمل مع السنان أولئك المأفونون عفني الفكر و الفكرة نخري الفؤاد و الجنان أنهم من يلبسوا الحق بالباطل أمام الناس و يشهد الله على ما في قلوبهم , فإلى متى    و هم ينخرون في جسدنا يتلقون المال و السلاح و يعملون على ضرب العمق فينا فلا يأخذونه بحقه  ( كما فعل رسول الله حينما قال من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ قالوا : وما حقه ؟قال : يضرب به العدو) و ذلك تحت أعذار واهية و كلمات ليس لها في قاموس المعارك معنى ان الدم المراق و الأعراض المنتهكة لم تترك لنا مجالا لتلميع الواقع فأين الشيوخ المجاهدين الذين على الجبهات و أين العسكريين البارعين في علمهم المختصين في قيادة المجموعات , أننا لا نسمع فقط بل نرى أيضا رأينا كيف ان بعض الشيوخ حمل البندقية لساعة و ذهب مع عصبة من تابعية بسيارته الفارهه إلى الجبهة تصور ثم عاد و ما أطلق طلقة واحدة إلا خلال تصوير الدقائق القليلة تلك و رأينا بعض الفطنين الذي تمكنوا من جلب الدعم كيف يقبعون لإدارة المعركة من احد الأقبية و لم يخرج إلا مرة واحدة خلال أيام ست  ليس من يحفظ الشريعة هو رجل الحرب و ليس من قرأ بعضا من العلوم العسكرية هو رجل الحرب إنما رجال الحرب من هم هناك على جبهات الوغى فإلى متى و نحن نعمي بصائرنا عن واقع دامي ان الداعم الذي يبذل المال لهو مسؤول أمام الله فيما و أين أنفقه و لن يعفيه من السؤال كونه بذل ماله و جهده لأجل إخوانه بل سيسأله الله الم تسمع بان المال لا يصل الم تسمع بان المال يسرق الم تسمع بان السلاح يودع في المخازن ؟
كل من يتلقى الدعم و بات يجد به حقه المكتسب و كأنما هو مال أورثه له أباه سيسأل أمام الله عن المال أين وضع و لماذا كان يبني لنفسه و لبعض من معه ملاجئ تحت الأرض و النساء و الأطفال يقتلون ليل نهار فهل دمهم اطهر من تلك الدماء أو ان تلك الأموال أتت لحمايته شخصياَ و الله لو انشأ ملجأ للعامة كنا سعدنا به إنما ما نراه يشده البصر و يدمي القلب .
لا نعلم هل فعلا السلاح الذي يأت الدعم له عن طريق زيد بات سلاحاً لزيد دون العالمين ؟ و هل بهذا يتوجب على عمرو إيجاد رزقه من فتات مائدة زيد حقا ؟ هل الدعم من أباه أو أخاه ؟ و لماذا زيد يركب سيارة جيب فارهة بينما عمرو بتسول لأخواته لقمة عيش لا يجدها ؟ نعلم ان زيد قبل الثورة كان بالكاد يركب درجاته الهوائية فلماذا اليوم صاحب مال ؟
لقد اكتفى الناس من العنجهية المفرطة و من الكذب على العباد ليل نهار و آن للجميع في الخارج      و الداخل ان يعلموا بان أهلنا طفح بهم الكيل مما يرونه يجري أمام أعينهم .
هل حقاً لم يعد بيننا رجل رشيد يعيد الأمور لنصابها و هل فعلا أصبح تطبيق العدل مستحيلا و الناس تتوق له و هل شرع الله بات بعيد عنّا لها الحد ؟
(....إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ  وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ )
ملاحظة اخيرة :
ان كل ما ورد في هذا الملف يمكن ان نثبتها عبر ريبورتاج مصور بالصوت و الصورة يوضح صدق ما أوردناه إلا أننا آثرنا عدم التقدم لهكذا عمل لما سيكون له من اثر ايجابي على نظام الكفر فيما لو تم نشره لذا آثرنا الكتابة حاليا و إرسال الملف إلى الثقات و المؤثرين لعل الله يعجل بالفرج على أيديهم دون الإقدام على خطوات قد يكون عليها من السلبيات ما لا يعلمه إلا الله .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع