..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

دمشق أخطر من بغداد

غسان شربل

١٨ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2591

دمشق أخطر من بغداد
شربل1.jpg

شـــــارك المادة

قال: ما يجري في سورية أخطر بكثير مما جرى في بغداد قبل عقد.
طبيعة الصراع مختلفة وأكثر تعقيداً والمنطقة أكثر هشاشة مما كانت عليه يوم اقتلاع نظام صدام حسين.
في بغداد كانت أميركا مندفعة وحازمة.
في دمشق أميركا متمهلة ومترددة وناعمة.
في بغداد كانت لطهران مصلحة في سقوط صدام وكانت تستعد لقطف ثمار غيابه.

 

 

في دمشق طهران منخرطة في المواجهة كأنها تدافع عن مشروعها وحدود دورها وهيبتها.
المنطقة تتغير من دمشق لا من بغداد.
وتابع: صمامات الأمان العربية غير موجودة.
مصر مرسي غارقة في الاضطراب. عراق المالكي يسقط مجدداً في أزمة المكونات. سورية الأسد مسرح لمعركة ضارية هي مزيج من ثورة واقتتال داخلي ومواجهة إقليمية وعجز دولي.
في ظل هذه المعطيات لا يمكن إلاّ توقع الأسوأ.
استوقفني كلام المسؤول العربي فطلبت منه أن يشرح أكثر.
قال إن أخطر ما في الوضع السوري هو العجز عن التراجع.
لا تستطيع المعارضة التراجع بعد سقوط ما يقرب من مئة ألف قتيل ودمار يحتاج إلى مئة بليون دولار للتغلب على آثاره.
النظام أيضاً لا يستطيع التراجع بعد ما فعل.
ثم إن النظام معلق بشخص بشار الأسد. لهذا، عاد الأخضر الإبراهيمي خائباً من دمشق وبمجرد اقترابه من المنطقة المحظورة.
ورأى أن تعثر زيارة الإبراهيمي الأخيرة ضاعف قناعة خصوم الأسد في الداخل والخارج بضرورة إحداث تعديل على الأرض في موازين القوى. هذا يعني ببساطة جولة جديدة من التمويل والتسليح.
دمشق في طريقها إلى معركة كبرى تنجب المزيد من الضحايا والدمار وأمواج اللاجئين.
قال إن روسيا التي ذهبت بعيداً في وقوفها إلى جانب النظام السوري تجد صعوبة في التراجع.
ثم إن المفتاح الحقيقي موجود في طهران وليس في موسكو.
إيران تتصرف وكأن سقوط النظام السوري نكبة لا خسارة.
لهذا، ترمي بثقلها في النزاع الدائر. تدرك أن خروجها من سورية سيقلق حضورها في العراق ولبنان وسيهزّ صورتها في طهران نفسها.
العلاقة مع سورية الأسد هي أكبر وأطول استثمار إيراني في المنطقة والأكثر كلفة.
بتر الحلقة السورية من الخيط الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد يعني أن إيران خسرت معركة الدور.
والدور أهم من القنبلة التي يمكن أن تحمي الدور الكبير والتي قد يتعذر إنتاجها.
حزب الله أيضاً لا يستطيع التراجع.
سقوط النظام السوري يعيده لاعباً محلياً بعدما كان لاعباً إقليمياً.
سقوط النظام السوري سيعني أيضاً افتقار قاموس الممانعة إلى عمق عربي وفّرته سورية.
لفتني المسؤول إلى ما اعتبره تطوراً بالغ الخطورة.
رئيس الأركان في الثورة السورية اللواء سليم إدريس هدّد بمحاسبة حزب الله عاجلاً أم آجلاً.
قال أيضاً إن مقاتليه سيتعاملون مع مقاتلي الحزب في منطقة حمص كمرتزقة لا كأسرى.
من يلتفت إلى الخريطة يدرك خطورة هذا الكلام وأن العلاقات السورية – اللبنانية ومعها العلاقات السنّية – الشيعية مرشحة لاختبار صعب في حال سقوط النظام.
قال المسؤول أن الفصل الأصعب من الأزمة السورية يقترب.
إذا تمكن النظام من الاستمرار على جزء من سورية، فهذا يعني الانتقال من تهديد الأنظمة إلى تهديد الخرائط نفسها.
سقوط النظام بالضربة القاضية سيضعنا أمام سورية غير مستقرة لسنوات.
أي تجذّر لـ «القاعدة» على الأرض السورية سيكون بالغ الخطورة.
كل السيناريوات تؤكد أن دمشق أخطر من بغداد.
استوقفني كلام المسؤول العربي الذي لم يفته أن يسألني عن أحداث عرسال في البقاع اللبناني.

 

 

الحياة

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع