..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

إنها لا تَعْمَى الأبصار

محمد عمار نحاس

١٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4291

إنها لا تَعْمَى الأبصار
45278a4 السفاح.jpg

شـــــارك المادة

(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
ذات يوم بارد ماطر وقف بالساحة الخضراء الزعيم الثائر عميد القادة العرب ملك ملوك أفريقيا المنظر المرشد العقيد معمر القذافي خطيباً بين مرتزقته يدق طبول النصر ويبشر بانتهاء الفوضى ويعلن القضاء على الجرذان

 


فالمؤامرة قد دثرت والمسلحين السلفيين أبناء تنظيم القاعدة قد اندحروا بلا عوده وانتصرت الدولة على أعداء الصمود والتصدي لكن تلك الألقاب على عظمتها و ذاك الخطاب على فخامته و أولئك المرتزقة على كثرتهم وتلك الأسوار على متانتها لم تمنع الحق من أن ينتصر ولم تقف عائق أمام الشعب الثائر على أن يكسر القيد ويتحرر من الظلم والظلام .
و اليوم يقف بذات الموقف والظروف يقف لافروف وزير الخارجية الروسي يدافع عن بقاء هذا النظام ويطلق العنان أمام شبيحة الأسد إيذانا بالقتل والتدمير ولا أدري هل طُمست عيناه فلم يعد يرى أم سدت أذنيه فلم يعد يسمع .
تبشرون شبيحتكم بالنصر المبين واندحار المؤامرة و المتآمرين يا صديقي أو لم يأن أن يفيق من الغفلة قلب تهزُّه الأهواء أخذتكم العزة بالإثم كما أخذتهم فأي مصير تنتظرون غير مصيرهم أم خيل إليكم أن سورية مرتعكم وأبناؤها عبيدكم تشاؤون فيشاؤون وتأمر فيمتثلون هيهات أيها الأسد المنكسر.
يا أيها الباغون في أوطانكم خذوا الدروس لتستقوا منها العبر وثقوا بأن الذل فات أوأنه والشعب يوما ما استهان أو انكسر{أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَىْءٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَلاَ فِى ٱلاٌّرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً}
بالأمس البعيد وقف أسدهم بين أعضاء مجلس الدمى خطيباً وخطابه يندى له الجبين خجلاً يخون فيه الثائر ويبرئ فيه القاتل, يتهم أبناءنا أنهم باعوا أنفسهم لأجل حفنة من الليرات لا تثمن ولا تغني من جوع و يداه لم تجف منها دمائنا بعد .
ابتسامتك القاتلة التي تعلن فيها أنني إن بقيت بقيت بإجماع شعبي وإذا قررت الرحيل فذاك أيضاً بقرار يتخذه شعبي الأبي .
ألم تسمعك تلك الأصوات التي أعلنت والحناجر التي اقتلعت والدماء التي أهدرت ماذا يريد الشعب الثائر وأين مكانتك عندنا ألم تقنعك شهور من سفك الدماء وقتل الأطفال وسبي النساء أنك انتهيت بالنسبة لنا وأن نظامك ساقط بلا رجعه ثم تكشر عن أنيابك لتعلنها بصراحة أن القتل سيستمر والدماء لن تجف من شوارع المدن المنتفضة ولا لون رمادي إما أبيض أو أسود.
ثم تقولون أنه لا معارضة من سفارات خارجية ما أجمل أن يتفهم القائد أمر المعارضة فالمعارضة تعني جسد سليم بوطن سليم لكن هيهات فهل أبقيت على معارضه تمشي بالشارع السوري فرجال المعارضة بسوريه إما بالقبور أو بأقبية وسراديب سجون الأجهزة الأمنية أو بمستشفى الصحة النفسية أو مهجرين بلا عوده.
يا صديقي نعم دون شك إن القضية قضية مؤامرة خارجية على هذا الشعب المسكين مفادها إبقاء هذا النظام شاء من شاء من وأبى من أبى.
فمن أين لإسرائيل بنظام يحمي أمنها كنظامكم ومن أين تأتي أمريكا وروسيا بنظام حليف كنظامكم لاريب في أن هناك مؤامرة ولكن معايير المؤامرة ليست على النظام إنما هي مؤازرة الظلام وتسميتهم بنظام .
يا أيها الطفل الكبير بعد عشرة شهور أن لم تفهم فتلك مصيبة وإن كنت تفهم و تتغابى فالمصيبة أعظم لكن حسبي أن أذكرك أننا شعب أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
فمصيرك أيها الأرعن أوقعك بيد شعب وصفه الشعراء.

شعبٌ إذا بلغ الجوزاء جاوزها *** إلى السماء فتأتي دونه القممُ
إنَّ السماء وإن لم تبدُ غائمةً *** لا تأمنون سحاباً سيله عرمُ .

 

تعليقات الزوار

..

Nsem - دمشق

٢٣ ٢٠١٢ م

اردنا الحرية فأبى بيد اننا ماضوون شاء أسدهم ام أبى

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع