..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الأسد: «إما قاتل أو مقتول»!

عماد الدين أديب

٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6598

الأسد: «إما قاتل أو مقتول»!
1.jpg

شـــــارك المادة

سألت صديقي العزيز النائب نهاد المشنوق سؤالا شديد السذاجة وكانت إجابته لي شديدة الواقعية بشكل قد يكون صادما للبعض!

سألت «نهاد» وهو الخبير المتعمق في الملف السوري «هل تعتقد أن هناك احتمالا واردا ولو بشكل ضعيف أو افتراضي أن تكون فكرة التنحي عن الحكم قد داعبت عقل الرئيس السوري بشار الأسد»؟ وكانت إجابة «نهاد» التي ستذاع قريبا في حوار تلفزيوني: «إطلاقا.. هذا الرجل كل مؤسسة نظامه (إما قاتل أو مقتول)».

 

 

وعاد «نهاد» ليضيف:

«كل الأوهام أو التسريبات التي تتحدث عن تسوية سلمية أو دبلوماسية على الطريقة اليمنية في انتقال السلطة هي هراء».

إن صح كلام الصديق «نهاد»، وفي يقيني أنه كذلك لأن هذا هو ما علمنا إياه سجل الأسرة الأسدية في إدارة الأزمات، وأيضا لأن هذا «التأكيد الجازم يأتي من رجل يعرف بدقة تفاصيل الملف الذي يتحدث عنه، فنحن إذن أمام فاتورة (لا نهائية التكاليف)»!

ومنطق الإنكار الدائم، والنفي المستمر، وتحويل الباطل إلى حق، وتصوير الوقائع على هوى النظام، كل هذه الأمور تجعل مستقبل أي تسوية قريبة أو توقع أي «فرج عاجل» هو مطاردة للسراب.

وبعد كلام الأخ «نهاد» بدأت أشفق بشدة على «سي الأخضر الإبراهيمي» ومهمته التي تبدأ بعد أيام وعن مدى تمكنه من إحراز أي نجاح.

ولعل هنري كسينجر، بصرف النظر عن مواقفنا منه، وهو أحد أبرع أساتذة علم التفاوض بهدف التسوية، قد وضع عدة مبادئ لما يسمى بالتسوية الناجحة يمكن تلخيصها على النحو التالي:

أولا: رغبة الأطراف في التفاوض الجدي واستشعار كل طرف أن لديه مصلحة لن تتحقق إلا من خلال هذا التفاوض.

ثانيا: إدراك كل طرف أن تكلفة فشل المفاوضات وعدم التوصل لحل سلمي نهائي ستكون أكثر فداحة وأكثر تكلفة من ثمن إتمامها وأكثر من التنازلات التي سيقدمها.

ثالثا: شعور القوى المتقاتلة بالإنهاك وعدم وصول أي طرف فيها إلى حالة المنتصر النهائي أو المهزوم النهائي.

إذا أردنا تطبيق هذه المبادئ على حالة العقل السياسي للدكتور بشار الأسد، فسوف نكتشف الآتي:

1 - أن الرئيس السوري حسب كلامه لقناة «الدنيا» يرى أن الوضع الآن أفضل وأنه ونظامه يتجهان للانتصار على الطرف الآخر!!

2 - أنه لا يرى أي فائدة في التوصل لتسوية خاصة إذا كان ثمنها أن يرحل هو ونظامه.

إذن نحن أمام تحطيم كامل لقواعد التسوية بالمفهوم «الكيسنجري» وهي مبادئ تأثر بها من دراسته العميقة لعبقري السياسة الأوروبية المستشار «مترنيخ». هذا كله يعيدنا لكلام نهاد المشنوق:

«نحن أمام حالة إما (قاتل أو مقتول)»!! وكما يقولون في مواويل أهل الشام: «يا ويلي».

 

المصدر: الشرق الأوسط

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع