..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الصغير (حسن) أحلام الكرنتينا في حوزة قم

محمد صقر

٢٨ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2831

 الصغير (حسن) أحلام الكرنتينا في حوزة قم
حسن 00.jpg

شـــــارك المادة

في البازورية إحدى بلدات الجنوب اللبناني بالقرب من خطوط التماس مع الشمال الفلسطيني ولد الصغير (حسن بن عبد الكريم نصر الله) عام 1960م لأبوين فقيرين وعائلة مغمورة وجدت في الارتحال إلى بيروت متسعا لطلب الرزق فسكنت في حي شعبي فقير مخصص لذوي الدخل المحدود يقع على الأطراف من الجهة الشمالية الشرقية ويعرف بالكرنتينا.

وفي بيروت عاش صباه متنقلا بين مدرسة النجاح فمدرسة سن الفيل الرسمية ودكان والده بائع الخضار والفواكه، ليعود مع عائلته إلى بلدته هربا من الحرب اللبنانية الأهلية والتي اندلعت عام 1975م، فيتم دراسته في ثانوية صور الرسمية ويتعرف في أحد مساجدها على محمد الغروي الذي ساعده على تحقيق أمنيته في السفر إلى العراق أواخر العام 1976 م للالتحاق بالدراسة في الحوزة العلمية بمدينة النجف الشيعية، حيث أتم المرحلة الأولى من التعليم (المدخل العام من التعليم الديني والعلمي) وحالت الظروف السياسية في العراق دون استكماله المرحلتين الثانية (السطوح) والثالثة (البحث الخارجي) فعاد إلى الجنوب ليستكمل دروسه في حوزة (الإمام المنتظر) بمدبنة بعلبك، ولينضم لحركة أمل الشيعية مسئولا عن فرعها في منطقة البقاع وعضوا سياسيا في مكتبها، إلا أنه انسحب ومجموعة من رفاقه ليؤسسوا حزب الله عام 1982م وذلك على إثر خلاف مع قيادة أمل بشأن كيفية التعامل مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

وفي عام 1987م انتقل إلى بيروت ليصبح المسئول التنفيذي للحزب ومنها إلى مدينة قم الإيرانية ليتابع دروسه الدينية في حوزتها العلمية، لكنه عاد بعد عام بسبب تطورات الأوضاع في لبنان ليرأس الحزب على إثر اغتيال أمينه العام عباس الموسوي سنة 1992م.

كان ذلك أبرز ما تضمنته سيرة الوكيل الشرعي لزعيم الثورة الخمينية في إيران ولي الفقيه علي خامنئي، وذلك قبل تعيينه أمينا عاما لحزب (اللات)، حيث اكتست طابعها السياسي بعيدا عن الوسط الديني الذي لم ينجح في إتمام دراسته فيه رغم محاولاته المتكررة، وهو ما انعكس أثره على تأهيله بين طائفته فلم يعرف بالخطابة أو الوعظ أو التدريس.

وجل ما أمكن لبعض المتحذلقين من أبناء طائفته المعجبين بشخصيته بعد تنصيبه أمينا عاما لحزبه القول بأن طفولته أسست لإبراز الوجه الإنساني (وليس الطائفي) في عيون الصغير (حسن) في مجتمع المحرومين من مختلف الديانات والمذاهب في منطقة الكرنتينا!! ولئن بدا هذا الاستخلاص كنكتة سامجة تثير السخرية في مقابل الوجه الطائفي البغيض لحزب اللات تحت زعامة الصغير (حسن)، فليس بأسوء منه الزعم بأن معيشته وسط مجتمع المحرومين كانت إحدى العلامات الفارقة في مسيرته نحو الظهور، إذ طبقا لاعتقاد الخميني ورسالته فإن المحرومين هم مادة الثورة ورصيدها.

ولذا يقول الخميني: "أوصي الجميع ببذل سعيهم من أجل رفاهية الطبقات المحرومة إذ أن خير دنياكم وآخرتكم هو في حل مشاكل المحرومين في المجتمع الذين كانوا يعانون دوماً على طول التاريخ الملكي والإقطاعي".

كانت دغدغة المشاعر تلك عاملا مهما في التأثير على الكثير من أمثال الصغير (حسن) الذين رأوا فيه إلى جانب تشيعهم العائلي أملا يقود إلى تغيير حاسم في أوضاع الطائفة داخل لبنان، بما يجعلها صاحبة السيادة فيه، ويعزز حضورا شخصيا لأنا الصغير (حسن) ذا الطموح المتماهي مع رؤية الدجال (الخميني) لمستقبل المنطقة .

كان الصغير (حسن) يحاول إدراك بعض من طفولته الحالمة بمستقبل يتعدى في مخيلته عالمه الضيق والمحدود في الكرنتينا!! ولم تكن الرحلة إلى قم سوى اللحظة الفاصلة في حياة الصغير (حسن) حيث تعلم حينها كيف تنمو الأحلام وكيف يخطط لها!!؟

لقد أضحت مدينة قم كما لو كانت حاضرة كرسي إبليس على الماء، لكن الجالس على كرسيها (الدجال) لم يكن ليفرح بطلاق رجل لامرأته قدر فرحه بالصغير (حسن) وهو يقول "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام الخميني".

بمثل ذلك نال الصغير (حسن) رضا الدجال وأسبغ عليه لقب "السيد" و "الوكيل الشرعي"، فاعتمده بذلك من آل البيت ومرجعا للطائفة الشيعية في لبنان. ولأن الصغير (حسن) كان طالبا عاديا لم تظهر عليه دلائل التفوق والنباهة أيام دراسته في بيروت والجنوب اللبناني، فقد آن له أن يتصدر المشهد ليعوض ما فاته من حب البروز، إلا أن خجله ـ كما يذكر بعض رفاق دراسته ـ وإعداده الشرعي لم يسمح له بالتوسع في إقامة الدروس أو إلقاء المواعظ كما هو الحال مع المعممين من طائفته الذين تفوقوا عليه في هذا المضمار، وعليه فلم تكن قناة حزبه (المنار) سوى الأداة الإعلامية التي كان يلتقي فيها مع أتباعه من خلف الستار وعلى طريقة البث المباشر، ليستعرض من خلالها مرجعيته السياسية في الممانعة فيما تظل مرجعيته الشرعية في المفاسخة والمخالعة موجبة لتفوقه في مدرسة الدجال (الخميني) التي يفخر بالانتماء لها والانتساب إليها حيث يطل الصغير (حسن) ليعزل معظم آيات القرآن عن حياة المسلمين، قائلا في مقطع صوتي "علينا أن نأتي لهذا القرآن ونفتحه لنقول لكل آيات الحدود أنت مجمدة انتظري صاحب الزمان. ونسرد القرآن لنقول لآيات التعزيرات أنت مجمدة انتظري صاحب الزمان. وباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى مصير الأمة مجمد انتظر صاحب الزمان. وسورة التوبة والأنفال والأنعام والأعراف وكل الآيات التي تدعو إلى الجهاد والثورة ورد الظالمين نقول لها عليك أنت مجمدة انتظري صاحب الزمان. ثلاث أرباع القرآن مجمد كل آيات القتال والجهاد والآيات السياسية والعلاقات السياسية والحدود والتعزيرات وحتى بالنسبة لبعض لفقهاء باب القضاء كله يجمد وبالتالي يصبح هذا القرآن كتابا للقراءة على الأموات ونستفتيه في بعض آياته عن صلاتنا وعن غسلنا وعن صومنا .. حجنا وعن حقوقنا الشرعية وكان الله يحب المحسنين ".

وبما أن التشابه في منزلة نقصان العقل يجمع بين الصبيان والمجانين، فإن كلمات الصغير (حسن) بعد أن أصبح سيدا كبرت لتصبح أدق وأكثر تعبيرا من كافة النصوص المقدسة!! كما هو في قوله: "وأنا استشهد بالآية الكريمة واعدل الكلمات (إن تكونوا تقلقون فإنهم يقلقون كما تقلقون وترجون من الله مالا يرجون، وهي إشارة لقوله عز وجل: "وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" ((النساء:104)). 

لقد مارس الصغير (حسن) دوره في انزلاق عجول ليرضى عليه الدجال (الخميني) وخليفته ولي الفقيه وما درى أن أحلامهم بما فيها من زندقة (دعاوى يستحي الشيطان منها ... ويبرأ من سفالتها الخليع) لكنه فكر صغار حين يلتقي مع صغار الفكر، قال رب العالمين: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ" ((الأنعام: 112ـ 113)).

 

 

 

 

مفكرة الإسلام 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع