..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هكذا تميزوا.. فلا تكن مثلهم!

عبد الله أشرف

٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2594

هكذا تميزوا.. فلا تكن مثلهم!
أشرف00.jpg

شـــــارك المادة

التميز: انفراد وانفصال عن الآخرين، وقد يكون بخير أو شر!

كثيرون أولئك الذين فعلوا شيئًا ما، صاروا متميزين به ومختلفين عن غيرهم، ونالوا به الشهرة، وأصبحت الصحف تلاحق أخبارهم، والناس يتابعونهم بشكل كبير في وسائل التواصل، وربما وصفوا بأوصاف التجديد والتحدي والمثابرة وما إلى ذلك.

من أولئك المتميزين أشخاصٌ لا ينبغي أن تكون مثلهم!

فما الفائدة من شهرة تجنيها من سخرية الناس منك، ومتابعتهم لك في أوقات فراغهم ليضحكوا من تفاهات وحماقات تفعلها أمام الكاميرا وتضعها في حسابك على المواقع المتخصصة لعرض تلك الفيديوهات والصور؟!

وقل مثل هذا في أرقام قياسية في الحماقات البشرية الكثيرة التي تتاح لها فرصة الشهرة عبر (موسوعة جينيس أوغيرها).

إن هذا الحرص على الشهرة والظهور من لا شيء، حرص مقيتٌ وهدف أوضع من أن تتطلع له النفوس ذات الهمم العالية، النفوس التي تود أن تكون لها بصمتها في الحياة، بشيء (يستحق)!

أسوأ من هذا التميز: تميز أولئك الذين يكون ظهورهم من خلال مخالفتهم لدين الله عز وجل، ومخالفتهم للحق والصواب السائد وسعيهم لنشر الباطل بشطحاتٍ وآراء شاذة، غير متكئة على ساندٍ لها من البراهين والبينات!

وهؤلاء ليسوا بالقليل، ومنهم من لم يرد سوى “التمييز” والشهرة، وأريد له ذلك، فأبرزوا وأفردت لهم صدور الشاشات، والبرامج على القنوات أو الصحف وغيرها، وربما لم تتح الفرصة لمن يرد عليهم ويفند مقولاتهم التي تتهاوى أمام الدليل والبرهان.

إن مخالفة السائد في ذاتها ليست خطأ، فهناك الكثير من السائد الخاطئ الذي يستحق أن يحطم كتحطيم الأصنام التي يتوارث الأبناء عبادتها عن الآباء، لكن الإشكال في مخالفة الصواب السائد المنتشر، مع ترك الأخطاء سائدة في المجتمع، وكأنها لا تعني أولئك الذين تصدروا للمجتمع وصاروا من مبرزيه، حتى صار الأمر حرصًا على البروز الشخصي أكثر من الحرص على قيادة المجتمعات للتصويب والتصحيح والتغيير.

الذين يخالفون من حولهم بالشطحات الفكرية وينادون بالتجديد والتغيير والتحرر من التبعية والتقليد، هم في الحقيقة مقلدون تابعون في تلك الآراء، وربما كانت شبههم مردودة قد نُقِضت قبل مئات السنين؛ وربما نادى مناديهم بإعمال العقل والفِكر فيما هو يردد أقوال غيره دون إدراك لفحواها ومضمونها حق الإدراك، وهؤلاء موجودون في دعاة الإلحاد والعقلانية الجدد!

التطلع للتميز والشهرة لا ينبغي أن يكون هدفًا لذاته، ولا ينبغي أن نحرص عليه ما لم تكن لدينا مؤهلات استحقاق ذلك التميز، والتي تأتي بالجد والاجتهاد والمثابرة والمطالعة، ولا تأتي بالكسل والبحث عن أقصر الطرق وأيسرها، دون تقديم شيء حقيقي مما تنتظره المجتمعات من المبرزين الظاهرين في صفوفها الأولى.

ربما يحتاج الشخص الذي يتعب في بعض أعماله إلى دعاية وترويج حتى تصل أفكاره لغيره، حيث تظلم أفكار البعض وأعمالهم بسبب عدم نيلهم الشهرة، لكن لا تكن دعايتك لذاتك، ولذاتك فقط!

قدم نفسك بأفكارك، واجعل أفكارك هي من تقدمك للناس، وتخيل معي لو كان الخيار بين أمرين: إما أن تشتهر أنت.. أو أن تشتهر فكرتك؛ فأيهما ستقدم؟!

إجابة هذا السؤال تحكم وتحدد وجهتك في طريق الشهرة، والتميز!

 

 

التقرير

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع