..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سوريا.. انتهت المهلة والقتل مستمر

علي حماده

١٠ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3152

سوريا.. انتهت المهلة والقتل مستمر
5.jpeg

شـــــارك المادة

اليوم هو الموعد النظري لوقف النار في سوريا وفق مهلة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان، ويفترض بحسب ما فهم من تفاصيل المهلة، أن يكون بشار قد سحب قواته وآلياته من المدن والقرى السورية، وأوقف قتل السوريين بشكل تام في مقابل أن يوقف الجيش الحر والثوار استهداف قوات النظام.


هذا لن يحدث اليوم ولا في المدى المنظور. فالنظام يعي أن إحجامه عن قتل السوريين ولو لأسبوع واحد مؤداه نزول الملايين إلى الشوارع والساحات بدءاً من دمشق وحلب أكبر حاضرتين في البلاد. هذا تماماً ما يدفع قاتل الأطفال وبطانته إلى مواصلة القتل، ومحاولة توسيع نطاق الأزمة في محاولة لتحويلها نزاعاً إقليمياً يمنحه مزيداً من الوقت وفرصة للإفلات من أزمته الداخلية المستعصية.
لقد فقد بشار سوريا إلى الأبد، ومع أن محيطه لا يتوانى عن القول في مجالس خاصة أن القتل سيتواصل ولو بلغ المليون ضحية ولن يتزحزح النظام، أكثر من ذلك ثمة من ينقل عن شخصيات أمنية رفيعة المستوى في النظام قولها: أن الأخير ذاهب في معركة البقاء إلى النهاية، ولو كلف الأمر إبادة ربع سكان سوريا! هكذا يتحدثون في مجالس قتلة الأطفال، وهكذا يفكرون. ولمن لم يصدق بعد نحيله على الفيديو المسرب على شبكة اليوتيوب، وفيه مشهد رجل يحرقه جنود بشار مطالبين إياه ألا يناشد ربه بـ"يا الله" بل بـ"يا بشار"! هذا هو قاتل الأطفال في سوريا، وهؤلاء هم رجاله، وهذا هو إرث حافظ الأسد.
في مطلق الأحوال سيمر اليوم والقتل متواصل بالرغم من إعلان "الجيش الحر" عن التزامه وقف النار طبقاً لمطلب أنان، وسيلجأ بشار كما فعل قبل يومين إلى أعذار جديدة تغطيها روسيا الشريكة في نحر السوريين وقتل أطفالهم. ومع رفض أنان والأمم المتحدة لشرط النظام بالاستحصال على التزام مكتوب ليس فقط من الجيش الحر بل من كل الداعمين له، سنكون اليوم على موعد مع شروط جديدة جل هدفها التملص من أي التزام لوقف القتل. وروسيا مستمرة في التغطية على قاعدة أن كل شيء مطلوب من النظام ولا شيء من المعارضة.
لقد شكل إطلاق النار على مخيم للاجئين السوريين على الجانب التركي من الحدود صباح أمس إشارة إلى سعي بشار إلى توسيع حلقة الصراع لتقزيم الكارثة الداخلية التي هو في صددها. ويمثل إقحام الأتراك في اشتباك مسلح اليوم استباقاً لاحتمال قيام ممرات إنسانية يحميها الجيش التركي بقرار أممي -هذا إذا قبل الروس-، كما أنه ينقل معركة النظام من صراع مع الشعب السوري إلى نزاع مسلح مع جهة خارجية بما يدفع بالمجتمع الدولي إلى إجراء تعديلات في مقاربة الأزمة السورية.
لقد وصل النظام إلى مرحلة يشعر فيها بأن لا خلاص له إلا بالتصعيد والتصعيد ولو قتل مئات السوريين يومياً.
والسؤال إلى متى تستمر موسكو في الاشتراك في جريمة كبرى تتمثل في قتل الشعب السوري؟

المصدر: سوريون نت 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع