..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

علماء الفقه الأحرار.. ومستجدات الثورة السورية

محمد نعيم الساعي

٢٤ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3681

علماء الفقه الأحرار.. ومستجدات الثورة السورية
mtzaheroon.jpg

شـــــارك المادة

(وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن الواجب يفرض على كل عالم فقه حر أن يُسهم في حركة الشعوب العربية الثائرة ضد الظلم والطغيان بما خصه وافترضه عليه من بيان الحق والنصح للأمة؛ إعذاراً إلى الله، وإبراءً للذمة، وعلى الأخص عند احتدام الملمات والمهمات، واختلاط الغامضات بالواضحات. وقد فعلنا هذا بفضل الله في كتابنا "ثورة مصر وأخواتها في موازين الفقهاء ومناهج العلماء"، ثم وجدنا أن النفس المتشوفة لقول الحق لن تبلغ غايتها أو تقضي نهمتها إلا بمتابعة الأحداث المتسارعة وإصدار ما تمسُ الحاجة إليه من البيان العلمي الحر والنظر الفقهي النزيه. وهكذا فعلنا في بيانِنا الأول المؤرخ في 9/ أغسطس/ 2011م، وهكذا نفعل الآن -إن شاء الله تعالى-، وهو المُوَفِق لا رب سواه.


الضباط الأحرار:
وتفعيلٌ لسنن الله - تعالى -... وترجمةٌ عمليةٌ لواجب الجيش الأصيل؛ (منحازون إلى الحق.. لا منشقون).
إننا بمنطق العلماء وموازين الفقهاء نشد على أيدي الضباط الأحرار البواسل، ومن انحاز منهم إلى الحق دفعاً للظلم وكفًا للإجرام وصداً للباطل وجنده... فأنتم المنحازون لا المنشقون، وأنتم الكرارون لا الفرارون، وأنتم اللاحقون لا المتخلفون... إلي الخير العظيم والحق هُدِيتُمْ، وإلى الصواب والرشاد وفِّقتُمْ، وهذا الظن فيكم وفي كل ضابط وما دونه من أفراد جيش سورية العزة والحرية والكرامة... فأنتم حماة الديار حقاً، وأنتم حراس الأهل والدين صدقاً... وأنتم ذراع الثورة المتين وحصن الشعب المكين، وأنتم شفاء صدور المؤمنين، وعزاء المظلومين والمقهورين، وسلوي الثكالي واليتامي والمكلومين... فالله الله يا جند جيشنا العربي الأصيل ممن لا زال في ركاب الظالمين وعصائب القتلة والمجرمين... هي ساعات عز وشرف وجنة عرضها السماوات والأرض تنتظركم... أو مواقف ذلة وخزي وعار وعذاب مقيم يتوعدكم... فيا سعادة من استجاب وأناب، ويا شقاوة من أعرض ورضي بالهوان والعذاب.
وظائف جيش الأحرار:
إن وظائف الضباط الأحرار وظائف عاليةٌ غاليةٌ يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
أولاً: حماية الأنفس والأعراض والأموال والممتلكات الخاصة والعامة.
ثانياً: التصدي لعصابات البطش والإجرام قبل وصول قوافلها إلى الدور والأنفس والأعراض؛ صداً لها عن قصدها ثم فعلها المخالف للقيم والأعراف والحقوق الإنسانية، وردعاً لغيرها.
ثالثاً: استنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأسرى والمعتقلين، والذين هم مشاريع للتعذيب والتنكيل ثم القتل بأبشع صوره وأفظع معانيه.
رابعاً: حماية المظاهرات السلمية المطالبة بتغيير أكبر منكر وقع لبلاد الشام منذ الغزو المغولي والتتري والحروب الصليبية؛ وهو إسقاط العائلة الأسدية بكل رموزها ومكوناتها.
خامساً: تجرئة الضباط وصف الضباط وسائر أفراد الجيش العربي السوري المغلوب على أمره للانحياز إلى كتائب الحق والعزة والحرية.
سادساً: الحفاظ على الآلة العسكرية الوطنية، واستنقاذها من أيدي المجرمين والخونة المتوحشين.
نداءٌ إلى الثورة السورية ومجلسها الوطني:
"حتى لا تنقلب ثورة العزة والاستعلاء... إلى ثورة الذل والاستجداء".
إن الثورة السورية المباركة بما قدمته من دماء وأشلاء لهي أعز في عيوننا وقلوبنا وفكرنا من أن نراها ملفاً حزيناً أليماً يؤخذ به ذات اليمين وذات الشمال... تتنقل آهاته وآلامه بين أبواب الأغنياء، وعتبات الأقوياء، وتستعطف هنا وتستجدي هناك... إن ثورة العزة والكرامة لا تبدأ سلميةً وهي تعرف طبيعة عدوها الفاتك، وتنتهي بحمايةٍ دولية وهي تعلم خصائص المجتمع الدولي القائم على المصالح واقتسام الغنائم ولو على حساب دماء الشعوب ومقدرات البلاد والعباد... وإنما تمشي في طريقها معتزةً بالله واثقةً من نصره - عز وجل -، آخذةً بالأسباب التي سنها الله –تعالى- وأمر بها... وتَعتَبِر أن جيش ضباطها الأحرار هو صمام أمان عزتها ومَعْقَد حفظ سمعتها... وإن احتاجت للإعانة والمؤازة فلتطلبها أولاً من الشعب السوري نفسه، وخاصة من أولئك اللذين قعدت بهم دنياهم الفانية ومصالحهم البالية عن نصرة دينهم وأهليهم، ثم من جيرانها العرب والمسلمين، ولتقل في مظاهراتها بأوضح عبارة: "أعينوا ضباطنا الأحرار"، و"آزروا جيش سوريا الحر"، و"الجيش السوري الحر بحاجة إلى الرجال والسلاح"، و"الجيش الحر يحتاج إلى غطاء جوي"، فهذا ونحوه أهيب لثورتكم، وأكرم لشهدائكم، وأرهب في قلوب أعدائكم.
وأما المجلس الوطني الشجاع:
فيا أيها السوريون الأحرار الشجعان... فإننا نعلم عظم الأمانة المثقلة بها كواهلكم، وضخامة المهمة الملقاة على عواتقكم... شكر الله سعيكم، وبارك جهدكم ما دمتم به –عز وجل- مؤمنين، ولوجهه الكريم ثم لصالح بلدكم عاملين مخلصين... ونذكركم -وأنتم أهل للتذكرة- أن لا تيئسوا ولا تقنطوا؛ فإن الفرج مع الكرب، وإن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسراً... ولا تنسوا في زحمة الأحداث وتلاطم المستجدات أن ثورة سوريا عزيزة عاليةٌ؛ فلا تضعوها عند أبواب السفهاء، وأن بضاعتها عند الله غالية؛ فلا ترخصوها في أسواق الجهلاء أو الأعداء... وحذاري من أن تضعوا سركم عند من يرضونكم بأفواههم وتأبي قلوبهم وأكثرهم فاسقون... وإياكم أن تأمنوا لمن لا يودون أن يُنَزّلَ عليكم من خير من ربكم، أو لمن لا يألونَكم خَبَالاً؛ قد بدت البغضاء من أفواههم، وما تُخفي صدورهم أكبر.
أيها السوريون الأحرار.. حذاري أن تؤتى الثورة السورية من قِبَلِ اختلافكم أو تفرقكم أو عصيانكم لله –تعالى-، وقلة عنايتكم بوظائفكم الدينية، وفرائضكم الشرعية، أو باختلاط نياتكم ومقاصدكم، أو تلوث ذممكم وعدالتكم... إننا ندعوكم –وأنفسنا- أن نكون أول التائبين إلى الله، وأول المعظمين لجنابه –عز وجل-، وأول المتشرفين بالانتساب لدينه واتباع شرعة حبيبه المصطفى ونبيه المجتبى -صلى الله عليه وسلم-.
المجلس الوطني وجيش سوريا الحر:
أيها السوريون الأحرار في المجلس الوطني... إن الواجب الوطني يفرض عليكم وعلى كل سوري حر أن يفتخر بالضباط الأحرار وبجيشهم الباسل... فانتسبوا لهذا الجيش الحر، وانسبوه إليكم، واذكروه في بياناتكم وتصريحاتكم، على هذا النحو بفخر واعتزاز وقولوا: هو منا ونحن منه... هو بالسنان ونحن باللسان... هو ذراع الثورة الصامد وساعدها العاضد... هو درعها المكين وحصنها الحصين.
المجلس الوطني.. وضابطٌ فارقٌ بين"طلب الحماية الدولية.. وبين التدخل الأجنبي".
أيها السوريون الأحرار.. قولوا لجيرانكم من العرب والمسلمين: إن أقل الواجب لحفظ انتسابكم للأسرة العربية والإسلامية هو أن تكونوا عضداً وعوناً لكفاح إخوانكم وأهلكم في سوريا المكتوية بسياط نظام البطش والإرهاب، قدموا لهذه الثورة أنواع ما تقدرون عليه من دعم ومؤازرة وإعانة؛ بدءاً من الغذاء والدواء، ومروراً بفصل النظام الظالم وحكومته وسائر رموزه في الأسرة العربية والإسلامية، فلا يَبقَيَنَّ في بلدانكم ومؤسساتكم وهيئاتكم ومنظماتكم وجامعاتكم رجلٌ واحدٌ يمثل هذا النظام المتوحش الغادر، ثم انتهاءً بِمَد الضباط الأحرار وجيشهم الباسل بأنواع العتاد والسلاح والمعلومات اللوجستية والمخابراتية، وتخصيص أرضٍ آمنةٍ وغطاء جوي كي يكون لهم من القواعد والآليات ما يحقق هدفهم ويُنجح مسعاهم.
ثم قولوا لسائر الأمم: مَن شاء أن يتشرف بحق الانتساب للأسرة الإنسانية صدقاً وعدلاً؛ فليمد يده لإعانة هذه الثورة، أو أن يصنع معها معروفاً غير مشترطٍ ولا كائدٍ، فنحن أول من يشكر له ذلك وأول من يكافئ المعروف بالمعروف، على أن يكون ذلك بأمرنا ونظرنا ومشورتنا وسائر إخواننا العرب والمسلمين، ومن أبى وأعرض أو تَحَكَّمَ واشترط، فقولوا: الله هو الغني والله مولانا وحسبنا، نِعم المولى و نِعم النصير..
ونداءٌ عاجلٌ: لشعب سوريا المتعطش للحرية..
أيها الشعب السوري الأبىّ.. إننا لسنا بِدعاً من الشعوب أو استثناءً من الأمم فيما جرت به السُننُ والمقادير الربانية، فالأمة المتظالمة فيما بينها لا يحكمها إلا من هو أظلم منها، والأمة الغافلة اللاهية لا يلي أمرها إلا من هو أغفل منها، والأمة المتراحمة المتحاكمة بالحق والعدل في خاصة نفسها وأهلها وسائر خلق الله - تعالى - لا يتولى أمرها إلا من هو ارحم بها منها وأعدل لها من نفسها، والأمة المسلمة قد خصها الله - تعالى - بسنةٍ دون سائر الأمم -لشرفها عنده (عز وجل)-؛ أن عزتها وريادتها لا تتأتى إلا وهي موصولة بحبله معتصمة بكتابه، ولا تظهر خيريتها إلا وهي آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، وأنها إن تَرَكَتْ ذلك ولم تأخذ على يد ظالمها إلا أبدلها الله ذلاً وتخلفاً، وإلا عمها بعقابٍ منه حتى تعود إليه - عز وجل - تائبةً نائبة..
فهلموا أيها الثائرون، وهلم أيها الشعب السوري إلى توبةٍ إلى الله نصوحٍ تغسل الحوب، وتغفر الذنب، وترفع البلاء والكرب، وتستجلب من رحمته - عز وجل - ما يُعجل النصر والفرج.

المصدر: رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع