..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لا تسقطوا غصن الزيتون من أيدي شبابنا!

نوال السباعي

٢٤ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3920

لا تسقطوا غصن الزيتون من أيدي شبابنا!
111.jpg

شـــــارك المادة

كم حذرنا العالم من مغبة هذا الذي يجري في سورية أمام صمته وعجزه هذا الذي يجري بتدبير ودفع وإصرار من هذا النظام الذي فاقت قدرته على الإجرام كل تخيل. المجزرة ماضية في سورية بأيدي النظام المجرم، وبتدبيره، والجميع مشاركون في هذه المجزرة.. الجامعة العربية، والاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وروسيا، وإسرائيل، وإيران…و... تركيا.

* * *

هذه هي نتيجة المهل التي منحوها للنظام، أمهلوه حتى خطط ودبّر وأعدّ وحشر المعتقلين في حاويات، وأرسلهم إلى عرض البحر، ربما ليخفيهم عن أنظار عالم يرى ولا يريد أن يرى، وربما ليرميهم في البحر كما فعلت حكومة تشيلي القذرة في السبعينات، حيث ألقت بآلاف المعتقلين الأحرار في عرض البحر لتتخلص من وجودهم ومشكلتهم وجثثهم!
ثم…أعدّ وخطط لهذه التفجيرات التي ألصقها بالقاعدة، وقتل فيها وجرح ما يقارب المائتين من أبناء أحياء أهل دمشق العاصمة الذين كانوا صامتين ساكتين، ولم يشاركوا في أي من المظاهرات والانتفاضات والثورة!!!!!
كأن بصيراً في هذا العالم لم يعد يعرف أن القاعدة أصبحت فزاعة الأنظمة المتهالكة المتهاوية تتشبث بقشة القاعدة لتنجو أمام أربابها!!!
ثم أعدّ وخطط؛ فطلي الدبابات والمصفحات وملابس الجند ووجوه الأغوال وضمائر القتلة باللون الأزرق!! وكأنه يخاطب عالماً أحمق غبياً!!!

***

أمهلوا هذا النظام القاتل المتوحش… ثم أمهلوه… ثم أمهلوه، ليقمعوا الثورة -التي سماها البعض "تمردا"!!-، وليسحقوا انتفاضة الشعب بعد ثلاثين عاماً من الذل والإكراه، وليخرسوا صوت الحرية في النفوس الأبية، وليكبتوا نداءات الكرامة في القلوب الحيّة. يريدون لهذا الشعب أن يبقى صامتاً راكعاً.. يعيش الذل والهوان والقمع والقهر وهو صامت كما أرادوا له الذبح عندما قام يسترد كرامة أبنائه ونسائه المهدورة في درعا.

***

كم تحدثنا عن الزلازل التي ستضرب المنطقة والعالم بأسره إذا بقي الحال على ما هو عليه من الذبح والسحل والتعذيب والقمع المتوغل؟!! زلازل بآثار ارتدادية سوف تعمّ العالم، تدمر وتخرب، وستكون فيها حروب رهيبة كالحرب الأهلية اللبنانية أو حرب البلقان الأخيرة، والتي ستكون بالمقارنة مع ما يمكن أن يجري في المنطقة، مجرد أمثلة صغير ة غير ذات أهمية!!!
لكن العرب والعالم أصموا آذانهم عن تحذيراتنا، إكراماً لعيون إسرائيل، وأمن إسرائيل الذي كانت تضمنه هذه الأنظمة القذرة!!.
لم يسمع تحذيرنا ويأخذه بعين "السرقة" إلا هذا النظام "السرّاق"!، فكما سرقوا كل شيء في هذه الثورة، بدءاً من رفع الأعلام، وحتى أغنية القاشوش!!، فقد سرقوا تحذيرنا ذاك وادّعوه، والتزموه …باعتباره إستراتيجية إعلامية ناجعة لتخويف العالم من الزلازل القادمة في المنطقة العربية إن سقط النظام!.
هذا التحذير أعرفه تماماً، وأعرف أبعاده، وأعرف حقيقته، لأنني كنت من أوائل الذين أطلقوه، وقد حذرت منه وبالتفصيل في إحدى مقالاتي في شهر نيسان الماضي!.
النظام يخوف العرب والعالم من حرب الميليشيات الطائفية المنتشرة في بعض الدول العربية التي كان يعيث فيها فسادا بتفجيراته ولعبه فيها بالنار!!، أما نحن فقد حذرنا -ونحذر- العالم من غضبة الشعوب، غضبة الشعوب التي ستفتح على الأنظمة نيران جهنم الحقيقية!!
النظام يلعب بورقة "القاعدة"… وسينقلب لعبه هذا وأقرب مما يظن إلى جدّ لا هزل فيه أبداً!!!!
لن يكون هناك تنظيم "جهادي" واحد يهز الأرض تحت أقدام النظام العالمي الأخرس هذه المرة، بل سيكون هناك الآلاف المؤلفة، والتي ستأتي من كل حدب وصوب للنصرة.. ليس لنصرة الشعب السوري وحده، بل لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والذبيح، والذي طالما حاصرته هذه الأنظمة العميلة بجيوشها الجرارة التي أعدّتها للجم شعوبها إذا ما فكرت بالنهوض والقيامة والثورة والانتفاضة!! كما لحماية حدود إسرائيل، فلسطين المحاصرة بعمالة الأنظمة كما بطول خنوع وركوع وصمت الشعوب، سنكون في عين الحدث، وفي قلوب الزاحفين للنصرة!!
ما حذرنا منه أصبح قاب قوسين أو أدنى بسبب تغول النظام السوري واستكباره وكذبه "وفبركاته" وتلفيقاته المعروفة للقاصي والداني، واستقوائه بالعدو الخارجي… وإذا كان بعض شباب الأسبان والفرنسيين والألمان والايكوادوريين ومن البيرو وتشيلي… فضلاً عن الباكستانيين والبوسنيين والإندونيسيين… يريدون ويطلبون الذهاب إلى سورية للقتال دون الشعب الذي يذبح، فما بالكم بشباب المنطقة العربية والعالم الإسلامي؟؟ والذين تقاطروا بعشرات الآلاف في حينه لنصرة أهل البوسنة الذين استبيحت دماؤهم وحرماتهم في حرب البلقان؟؟!
للمرة الثانية.. نحذركم أيها القتلة بالفعل.. كما بالصمت والسكوت والإهمال.. لا تسقطوا غصن الزيتون من أيدي شباب الأمة، لأنه إن سقط هذه المرة، فإن كفرهم بالتغيير السلمي سيكون مزلزلاً حقاً وصدقاً!.
النظام العالمي متورط بدمنا وبالمجازر التي تجري في سورية؛ لأنه لو أراد إيقافها لاستطاع إيقافها منذ الأسبوع الأول، لكنه خشي التغيير… خشي أن يأتي التغيير بحكومة تنزل لدى إرادة الشعب في قلب موازين الأمور لغير مصلحة إسرائيل على الأرض! فترك الشعب السوري يذبح وحده، هناك في عراء هذا القهر الحاقد ولم يحسب حساباً لحسابات التاريخ والحق والإنسان بين تواطؤ النظام العالمي، وصمت النظام السياسي العربي وعجزه، وتوحش النظام السوري وإيغاله في الدم وقدرة هذا الشعب على الاحتمال، تُطبخ بهدوء وإصرار ومن حيث يدرون ولا يدرون ثورة من نوع جديد، سوف تعم العالم كله بموجة من التطهير… ولا أقول "الإرهاب" تطهير سوف يزلزل الأرض ونظامها وأهلها والقائمون عليه، ليعيد المركب إلى مساره الصحيح… طريق الحق والعدل وكرامة وحرية الإنسان في منطقتنا التي يتآمر الجميع لإخراسه ولجمه وإبقائه راكعاً حتى يستطيعون الاستحواذ على كل شيء فيها. 
 لقد استفاق المارد أيها القتلة.. لقد استفاق… ولا عودة أبداً إلى الخلف.. لقد استفاق المارد… وخرج من القمقم ولا عودة.
 

المصدر: موقع رابطة أدباء الشام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع