صحيفة الغارديان
تصدير المادة
المشاهدات : 3321
شـــــارك المادة
على هامش الاتفاق النووي مع القوى العالمية والذي سيتم بحلول نهاية شهر يونيو والذي سيبشر بفتح علاقات جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية, فإنه سيكون من الواجب على ايران أن تتمكن من الترابط والتوافق مع هدفها بتوسيع نفوذها في الشرق الاوسط مع وجود توقعات أمريكية بأن أي اتفاق نووي سوف يعمل على جعل هذا الهدف معتدلاً.
إن إيران تتوقع تزايد تأثيرها الاقليمي نتيجة اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات الدولية عليها. كما انها في نفس الوقت تقدم دعمها للحكومة السورية وللحوثيين الشيعة في اليمن بالإضافة إلى الشيعة في العراق ولبنان. هذا الأمر يضعها في موضع خلاف مع حلفاء الولايا ت المتحدة الأمريكية في المنطقة.
كما أن ايران تؤكد من جانبها على أنها مالم تقوم بتأمين مصالحها الإقليمية من خلال تقديم المساعدة لحلفائها فإنها في هذه الحالة سوف تكون في موضع صعب خاصة عندما تتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية من موقف قوة.
يبدو أن الآثار هنا واضحة: فإيران تسعى إلى رفع نظام العقوبات مع الاحتفاظ بنفوذها الإقليمي في المنطقة. وفي حال أرادت إيران قطعتها من الكعكة لكي تأكلها فإن واشنطن ستقوم باستخدام الحوافز والضغوط المناسبة لتشجيع طهران على تطوير سياسة اقليمية متوازنة.
إن إكرام ايران بحوافز كثيرة جدا في حال تم التوصل لاتفاق نووي عن طريق زيادة الاستثمار والتجارة الدولية من شأنه أن يعمي عيني الولايات المتحدة عن الهدف الأوسع وهو جعل السياسة الخارجية الإيرانية تحت السيطرة.
إن عملية إثارة غضب طهران عن طريق كبح جماح حلفائها في المنطقة أو عن طريق التكتيكات الفظة والقاسية لتدمير بنيتها التحتية النووية لا فائدة منها.
إن وجود إيران مع حلفاء إقليميين قله أو بدون برنامج نووي متطور سيظهرها بشكل أضعف. ولكن يبدو أن لا وضوح هناك فيما إذا كانت إيران ستظهر في المستقبل بشكل أقل حزماً أو ميلاً إلى العدوانية في المنطقة.
إن أي اتفاق نووي سوف يشمل بعض الخيارات الحالية ويضعها على طاولة النقاش بما فيها السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بشكل محدود يصل إلى مستوى 5% مع امتلاكها لبرنامج بحث وتطوير نووي معتدل. كما أن هذا الاتفاق سوف يضع قيود على الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي التي طورتها إيران.
ووفقا لرئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي فإن إيران على استعداد لدراسة هذه الخيارات.
كما أكد الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فریدون عباسی بأن إيران غير متحمسة للوصول إلى عملية التخصيب العالية والتي يكون فيها تكوين المنتج يتضمن 20 % يورانيوم 235 وهو منتج يستخدم في الطب وذلك في حال توفر ضمان على إمدادات الوقود من الخارج.
ربما ليس لدى إيران نية لإغلاق محطة فوردو النووية وهي منشأة تخصيب محصنة تحت الأرض كما أنها لا تنوي التخلص من مفاعل آراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل, ولكنها أشارت إلى أنها من المحتمل أن تخفض من درجة تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو إلى درجة جعلها لأغراض بحثية.
وبالنسبة لعباسي فإن إعادة جدولة إنتاج مفاعل آراك للماء الثقيل سوف يتطلب خمس سنوات فأكثر لكي يعود للمستويات الحالية من الإنتاج.
إن نجاح عملية تحجيم قدرة الأسلحة النووية لتصل إلى أبسط أشكالها لفترة تمتد إلى سنة أو أكثر وذلك كما هو مطروح الآن على طاولة النقاش في المحادثات الجارية بين إيران وقوى العالم بالإضافة إلى نظام الحماية والتفتيش يمكنها فيما بعد أن تجعل الجوانب النووية العالية في برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية دون فائدة.
إن استراتيجية حفظ ماء الوجه سوف تسمح لإيران بالاستفادة من المواد المحظورة بطريقة غير أمينة بعد أن يتم التوصل لاتفاق. لقد أنفقت طهران ملايين الدولارات لتطوير بنيتها التحتية النووية كما أنها تريد أن تبيع ما لا تستطيع أن تستخدمه وذلك بحسب ما جاء على لسان رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية حسن فيروز عبادي.
ينبغي أن يتم رفع العقوبات المفروضة على إيران تدريجياً. لقد عارضت إيران هذه الفكرة منذ البداية ولكن التقارير تشير إلى أنها وافقت من حيث المبدأ خلال الجولة الأخيرة من المحادثات التي عقدت في مدينة لوزان في شهر مارس الماضي.
هذا الأمر من شأنه أن يشجع طهران على وضع قيود على التمويل المخصص لحلفائها والذي بالرغم من كونه تمويل صغير مقارنة بالأموال والأسلحة التي تنفقها المملكة العربية السعودية لمواجهة النفوذ الإيراني في العالم العربي إلا أنه يعتبر تمويل كافي لتعزيز المخاوف من النفوذ الإيراني في المنطقة.
ومع وجود اتفاق نووي متوازن فإن طهران سوف تنخرط في مبادرات سلام إقليمية من أجل بناء تفاهمات مشتركة حيال أهدافها ودورها المستقبلي. كما سيتم أخذ سلوكها المريب بعين الاعتبار ولكن هل ستكون قوتها جزءاً من الحل المزمع للصراعات الاقليمية.
ومن الممكن في المقابل أن يتم مكافأتها بمزيد من تخفيف العقوبات وتقليل ضغط المملكة العربية السعودية عليها, ومن جانب الولايات المتحدة الأمريكية فإنها تصر على إبقاء الخيار العسكري مفتوحاً أو ستسمع إيران تهديد الكونجرس لها بالتراجع عن إبرام الاتفاق النووي معها.
في حال تم تجاهل مصالح طهران الأمنية فإنها سوف تتدخل في المنطقة بالطريقة التي تريدها حتى في ظل وجود اتفاق نووي قائم على الأرض. وكلما قلّت هذه التهديدات الأمنية التي تشعر بها إيران كلما بقيت إيران على الأرجح وبشكل كبير لاعباً منطقياً وعقلانياً في علاقاتها الإقليمية بالإضافة إلى التزامها باتفاق نووي طويل الأجل.
البيان
العصر
هلال قبلان
أسرة التحرير
نيويورك تايمز
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة