..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

على أعتاب مدينةٍ.. حيث الذاكرة!

٢٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2755

على أعتاب مدينةٍ.. حيث الذاكرة!
167312_123620474376511_100001856774028_157400_3658238_n.jpg

شـــــارك المادة

تعاود الأيام فتح ملفات الذاكرة لا بقراءة الذكريات؛ بل بخطِّ الوقائع..
تزورني كل يوم قطرة دمٍ حديثة الولادة مع أمٍ لها وأب سقطا في غابر الأيام وداميها!
يخونني صيدي فأرمي دونما جدوى.. ولا أحرف تسعف بناءً لقصصِ المقتولين أحياءً في الذاكرة، كلما همَّ القلم أوقفه خفقان هدير الدماء،، وموت أنفاس العالقين بين ابتلاع الأرض لقلوبهم وحصد بواريد  "السرايا" لأرواحهم!
تربينا تباعاً في حماة على ألم الجرح ذاته.. وأنين الظلم الفاجر ذاته.. وحشر أهات التوجع في عنق الحلق ذاته.
ومحاولات كسر الكرامة مراراً.. مراراً.. مراراً لكن.. بفشلهم في نيل هدفهم ذاته.
ولدتُ في حماة وكنت كما كل أطفال الدنا،، أهذي بالصراخ والإعلان بالصوت العالي عن كل ما أفكر فيه وما يدور في قلبي وعقلي صراحة وعلى الملأ بلا تورية ولا أدنى إحساسٍ بخطورة تلفظي لكلمات باتت من المحرمات!
وكنت ما أن أهمس بحرف حتى تنهال على فمي عشرات الأيادي متكاتفةً تكممهُ، تحبس الكلمات وتغير بكلامها المعاني!
كل النظرات والهمسات والهسهسات تقول لي: اسكتي!
لم أكن أعي معنى أن أقول: حافظ أسد خطف جدو وخالو،، وقتل خالو وخالتو وحتى خالو المريض قصفو بالمدفعية وموتو!!
لم أكن أعي أن همسة بحرف من حروف الجمل أعلى لربما يكون ثمنها أغلى من حياة!!..
لم أكن أعي تصويراً لقصص الذاهبين إلى الخلود بعثاً ببنادق البعث!
لم أكن أعي واقعية لقصص الشهادة فأحسبها على صغري كقصص ساندريلا في نبل الأمير!
لم تكن تصويرات "كتل" الشهداء المتعانقة في زحام الموت لتأخذ حيزاً من واقعية لهوي في الحياة!
ولم يكن لطفولة خيالي قدرة إحالة روايات مصاصي الدماء واقعاً أثبتته مجازر حماة!
لم يعبق ذهني الصغير يومها بآلام أمهات في حماة ترنحنَّ بين ثكالى وأرامل ينتظرن خدشةً من طفلٍ لاهٍ في ذاكرتهم فيُنزفها جراحاً وأشواقاً!
لم يعلق برأسي يومها إلا أنّ أمي أرادت تسميتي باسم خالتي الشهيدة "ندى" فرفضت جدتي منعاً لاستذكار الجرح مع كل لفظ لاسمي.
لم يعلق بذهني من القصة وألمها سوى الاسم فرحتُ أصرِّح به لجدتي مع كل نفَسٍ وكل قُبلة حبٍّ منها لخدي الصغير، فترشحُ بالدموع أمومتها ويغصُّ القلبُ بأناتٍ لا آهاتَ لها.. حيث تواطأت جراح الثكالى مع سكوت المستضعفين بظلم قاهر في غيابت الإذعان للمفدى للأبد، فسامت بها أهلي أنواع البلاء.
كبـرتُ..
فطاردتني أشباح اللعنات من أحياء تحت التراب، أوجعتهم نصال أسياف الجبن في أطراف الغافلين بصحيانهم عن صوت رصاص المارقين..
في كل حي مشيت فيه في حماة جرح يصف معاناة لجرم أبلجٍ لا يوارى بالتجمل..
في كل قصة آلاف من دموعٍ حيارى لا تعرف إن نزلت كم من أرواح ستأخذ معها إلى مكان حيث اللارجوع!
أقف على العاصي ويداي تسند الخد بعد أن أثقل اللوم المقل، أريد أن أسوغ للميتين ألفاً من عذرٍ وأعذار!
وما أن أهم بفتح القلب حتى تسكتني رصاصات تحصد من الأحياء أحياءً!
ترعبني قوة الرصاص ويذهلني شموخ المدينة!
رصاص رصاص رصاص.. ومطــر.
مطرٌ وأحياء..
أحياءٌ ومدينة..
مدينةٌ وذاكرة..
ذاكرةٌ وشموخ..
شموخٌ ومجزرة..
فمجزرةٌ ومجزرةٌ.. وبقـاء.

 

تعليقات الزوار

..

تمتمات ناعورة - سوريا

٥ ٢٠١٢ م

حلو ..

بس شو مشان الكاتب ؟؟ 
مين قال انها لمدونة نواعير الياسمين ؟!!!

مين صاحب هالمدونة و كيف بينسب شي مو الو لحالو ؟!!!

بالله تعدلوا الوضع عيب هيك 

..

نور سورية - سورية

٩ ٢٠١٢ م

أخي الفاضل / هل تعرف اسم الكاتب لنضيفه حيث لم نتمكن من العثور عليه 
بارك الله فيك

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع