..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


ابحاث ودراسات

المشهد السوري بعد دير الزور: تحدي الوجود بين الدولة والنصرة والثورة

أحمد أبازيد

٤ ٢٠١٤ م

المرفقـــات

pdf

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2705

المشهد السوري بعد دير الزور: تحدي الوجود بين الدولة والنصرة والثورة
ابازيد000.jpg

شـــــارك المادة

في رمزية نرجو ألا يكون قد قصدها التاريخ, تزامنت سيطرة تنظيم دولة العراق والشام على ريف دير الزور في يوم 3 تموز 2014, مع الذكرى الأولى للحدث الأكبر في الثورة العربية المضادة، كما تمثل في الانقلاب المصري.
قبل هذه السيطرة، كانت ثمة إرهاصات توحي بتوجه الأمور بشكل متسارع نحو هذا المآل التراجيدي، الموازي لسيطرة التنظيم على الطرف الآخر من الحدود في الموصل وصلاح الدين وأجزاء من الأنبار، منذ العاشر من حزيران الراهن (الذي يوافق ذكرى سقوط الجولان).

 


وبينما يمكن قطع حوالي 700 كم متصلة من مدن وبلدات تحت سيطرة التنظيم بين العراق وسوريا, إلا أن هذه السيطرة ليست على ذات المستوى من الصلابة والتحكم؛ إذ تشمل مناطق عمليات، ومناطق استقرار وتحكم كامل، ومناطق متروكة لإدارة محلية تتبع التنظيم, بحكم عدم كفاية عناصر التنظيم لحماية هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة, ما يدفعه للتوسع بأخذ البيعات وضم فصائل جديدة, ما يتيح له فائض القوة والمال الذي وفرته الموارد النفطية في سوريا, حيث يسيطر التنظيم على معظم موارد سوريا النفطية, وكذلك على معظم الموارد المائية والزراعية الموجودة في المنطقة الشرقية.
في الجانب المقابل، تعرضت جبهة النصرة لأكبر صدمة منذ نشأتها بخسارة دير الزور؛ حيث ثقلها البشري الأهم ومواردها المالية الرئيسة, وتصدع البيت الداخلي فيما يشبه تفككًا أدت إليه اللامركزية الإدارية، والتحدي الصعب الذي فرضته المواجهة مع “داعش”، الفصيل المتداخل إيديولوجيًّا مع إيديولوجيا النصرة, ليظهر الجولاني طارحًا مشروع الإمارة والجيش الموحد, والذي بدأت النصرة تطبيقه من خلال تعزيز مواقعها في ريف حلب وإدلب بملاحقة كتائب متهمة بتجاوزات, وتعزيز مواقعها في درعا حيث توجه معظم جنود النصرة الخارجين من دير الزور.
أما بالنسبة للثورة السورية المسلحة, فإن خسارة الدير حصرت مناطق نفوذها في ريف حلب وإدلب شمالاً, والغوطة الشرقية المحاصرة, ودرعا جنوبًا, دون أن تمتلك موارد ذاتية, أو مساحة جغرافية متصلة, وتتعرض للتهديد المستمر والعنيف من قبل النظام وتنظيم “داعش”, وتخترقها تشققات ذاتية عدا عوامل الضعف الموضوعية, ولكنها تمتلك الحواضن الشعبية والعدد الأضخم من المقاتلين، والفرصة الأكبر بإقامة علاقات سياسية ودولية.
ويطل المراقب الدولي على المشهد السوري الغارق بالفوضى، والممتلئ بكافة أنواع الجهاديين (الإرهابيين), مرجئًا أي نية حقيقية للتدخل العسكري أو حتى السياسي, ومفضّلاً ترك الأمور تأخذ مسارها وحدها, لتصبح سوريا (والعراق) محرقة الإرهابيين ومنفى لأزمات المنطقة.
ترصد هذه الدراسة تأثير هذا السقوط على الثورة السورية التي تدخل مرحلة جديدة, على المستوى الميداني, وعلى مستوى التحالفات القائمة, والخطابات الإسلامية والجهادية, بالنسبة لتنظيم دولة العراق والشام, وجبهة النصرة, والثورة السورية المسلحة, متتبّعًا مراحل تطور هذه القوى ومشهدها الراهن ومآلاتها القادمة……

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع