..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


ابحاث ودراسات

التواجد العلوي في تركيا وتأثيره بالساحة السياسية التركية والثورة السورية (1)

حمزة عماد الدين موسى

١٨ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7275

التواجد العلوي في تركيا وتأثيره بالساحة السياسية التركية والثورة السورية (1)
تركيا000.jpg

شـــــارك المادة

لم يكن يدري العالم العربي تقريبا بوجود العلويين كطائفة في تركيا إلا بعد بدء الثورة السورية، فالتجهيل الإعلامي  و الحضاري والثقافي لتركيا وسكانها بأعراقها وطوائفها وقومياتها المختلفة وبعدها الإجتماعي لازال مستمراً حتي الآن وإن اتخذ أبعاداً أخري مشوهة عن ذي قبل بعد الثورات العربية والنمو الإقتصادي بتركيا.

 

 

هذا المقال الموجز هو تلخيص موجز لكتابة مطولة عن التواجد العلوي بتركيا لإزالة الكثير من الالتباس الذي يحدث لدي الكثير من العرب بخصوص التواجد العلوي بتركيا وتأثيره، وهو أيضاً لتصحيح بعض المفاهيم التي تلتبس علي البعض بسبب شح المعلومات عن:

التأصيل التاريخي للتواجد العلوي بتركيا:
الفرق بين العلوية و النصيرية:
أنواع العلوية بتركيا:
التأثير العلوي السياسي و الإعلامي و التواجد الحزبي بتركيا:
مشاهدات من الواقع السياسي بتركيا:

أولاً: الاعتراض العلوي علي تسمية الكوبري المعلق الثالث فوق مضيق البوسفور باسم السلطان سليم وتصدر الاعتراض أحد القادة العلويين بحزب العدالة والتنمية الحاكم وهو الحزب الذي ينتمي إليه أردوغان.
ثانياً: رئيس حزب ب ي د "صالح مسلم" وهو الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني وهو من الطائفة العلوية يؤكد أن زوال الأسد يعني ذبح العلويين. "فما علاقة الأكراد بالعلويين؟ ".
ثالثاً: المؤتمر العلوي العالمي والذي كان في إسطنبول الأيام الماضية وحضره تثميل عن العلويين بــ١٨ دولة وتمثيل غير رسمي عن الطائفة الإسماعيلية وتبعه بأيام تظاهرة فلكور بميدان كادكوي للعلويين.
رابعاً: بدء فعاليات العلويين بجنوب تركيا المطالبة بحصة من الديموقراطية في الانتخابات ونسبة تشريعية خاصة بهم برغم تواجدهم في جميع الأحزاب التركية تقريباً بلا تمييز ولا تفريق إلا بحزب السعادة.
هذه بعض المشاهدات الحية من الواقع التركي للواقع العلوية فما الخلفيات التاريخية والطائفية للعلويين بتركيا؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب طرح الفرق بين العلويين والنصيرية.
الفرق بين العلوية والنصيرية:
العلوية المتواجدون بتركيا هم شيعة جعفرية وتتوطن بوسط الأناضول وغربه وشرقه حتي الحدود مع إيران وأذربيجان وهي طائفة غير النصيرية التي تتوطن الساحل السوري ولواء الإسكندرون التركي والتي دعيت بالعلوية إبان الإحتلال الفرنسي لبلاد لشام حيث منحوا دولة العلويين سنة ١٩٢٠.
ولازال الخلط مستمر حتي الاَن بين الطائفتين سواء عربيا بسبب الاعتماد علي اللقب الفرنسي أو بالداخل التركي بسبب عملية التمييع العقائدي ما بعد قيام الدولة التركية الحديثة.
العلوية التركية الجعفرية أو من لازال متمسكاً بعقيدته كشيعة جعفرية عددهم محدود بالمقارنة بالشريحة الكبرى العملاقة التي صارت تعتبر العلوية نوعاً من الإنتماء كقومية أو كطائفة فلكلورية لا عقائدية بل من السهل أن يخلط أحدهم بين طائفته الجعفرية الشيعية وطائفة النظام السوري الحاكم النصيرية بسبب التراث المتراكم من التجهيل للعقيدة باعتبار العلوية الجعفرية المتدنية إرث رجعي علي الدولة التركية وخصوصاً بعد قيام ما يعرف بإسم الثورة الإيرانية ومقابلة العلويين الجعفرية المتدينين لها ببرود باعتبار أن العقائد الجديدة التي فرضها الخميني تتنافي مع مذهبهم الجعفري مما فتح حروباً داخلية للنفوذ الإيراني داخل العلوية الجعفرية بتركيا لاتزال مستمرة حتي الآن.
أنواع العلوية بتركيا:
العلويون بتركيا تركيبة معقدة ومن الصعب عرض أنواعهم بدون عرض الأحداث التاريخية التي أثرت في تكوين هذه الأنواع و مجتمعاتها بالداخل التركي.
أحداث تاريخية أثرت في التواجد العلوي بتركيا:
أولا: إستدعاء تيمورلنك:
إستنجد علويو الشام والطائفة النصيرية بتيمورلنك بإرسال وفد من زوجة أحد قياداتهم مع العشرات من الفتيات العذراوات من بنات العلويين لينقذهم مما وصفوه بالخطر العثماني عليهم كشيعة، وبعد المعارك العنيفة التي خاضها تيمورلنك المغولي الشيعي المذهب والتي إنتصر فيها على السلطان العثماني بيازيد الذي مات في الأسر أو قتل إنسحب تاركاً خلفه النصيرية لمصيرهم بيد الأتراك والذي أدى إلى هروب النصيرية ومن تبعهم من علويي الشام إلى الإختباء بجبال الساحل السوري من طوروس شمالاً حتي عكار جنوباً واختبأ بعضهم بريفي حمص وحماه وريف دمشق.
ثانياً: مذابح السلطان ياوز سليم للشيعة والعلويين:
قبل نشوب الحرب بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان العثماني ياوز سليم و الدولة الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل قام السلطان ياوز سليم بعملية قتل عامة للشيعة خصوصاً المجاورين للدولة الصفوية الذين كانوا يدعمون إثارة القلاقل بالأناضول وكان في ضمن الاستهداف الآلاف من الطائفة العلوية الجعفرية حينها، فقد كان يؤمن أن ترك هؤلاء وراء صفوفه خطر علي مملكته في حالة نشوب الحرب مع الصفويين بإيران والعراق وشرق سوريا، لذلك يعتبر السلطان ياوز سليم مكروهاً لدي علوية تركيا علي اختلاف أنواعهم.

ثالثاً: مذابح الأرمن:
في بدء الحرب العالمية الأولي بدأ التحريض الروسي والأوروبي للأرمن علي الإستقلال بما يعرف بأرمينيا الآن فبدأت سلسلة من المذابح إستهدفت تهجير المسلمين بدعم ورعاية روسية، و هذه المذابح والتي استهدفت قوميات مثل الشركس والأذر أدت لتهجيرهم لم توثق بما يكفي إلا من جانب المنتصر باعتبارها حوادث فردية معزولة ولاتزال إرثاً تاريخيا للمسلمين المهجرين والهاربين مما عرف بأرمينيا لاحقاً.
لكن هذا لم يمنع أنها تسببت بردود أفعال عنيفة للغاية في الأناضول من قبل الأتراك المسلمين إذ ما إن وصلتهم أنباء المذابح حتي بدأوا بسلسة مروعة من المذابح للأرمن بالأناضول وتحديداً بشمال ووسط وشرق الأناضول حتي إسطنبول نفسها مرت بمذابح مروعة للأرمن.
كانت الرسالة مرعبة للغاية وهرب عشرات الآلاف من الأرمن من المذابح التي كانت تفريغاً للغضب التركي بسبب إنهيار الدولة والخسارات العسكرية اللاحقة والتدخل الأجنبي وفقدان أجزاء الدولة بالمعاهدات.
أدت هذه المذابح لتغيير ديموغرافي بهروب عشرات الآلاف من الأرمن إلي الدول العربية ومنها بلاد الشام وفلسطين والأردن ومصر بينما من لم يستطع الهرب قام بتغيير إسمه وهويته ليستطيع التخفي من غوغائية الذبح على الهوية فظهرت عائلات إدعت أنها كردية بأسماء كردية وتركية وهويات علوية فظهر ما عرف لاحقاً بالعلويين الأكراد من أصول أرمنية والذين صاروا قيادات لواجهات الأحزاب الكردية الإنفصالية لاحقاً، ولم تظهر لهم صيغة مذهبية حقيقية كالعلوية الجعفرية أو النصيرية أو العلوية وهي العلوية الفلكورية.
أنواع العلوية بتركيا:
أولا: وهم العلوية الجعفرية، وهم شيعة جعفرية ويشكلون الغالبية العظمي من إجمالي العلويين بتركيا، و يتركزون بالأناضول وسطه وغربه وشرقه ومدن شرق الجنوب التركي ويعتبر المتدينون منهم طائفة إسلامية صوفية متشددة بتركيا برغم أنهم متدينيهم يتمركزون بجماعات معزولة عن السياسة والتواجد العلوي.
ثانياً: العلوية النصيرية: وهم طائفة باطنية يتركزون بالساحل السوري وبأقصى الجنوب الغربي التركي فيما يعرف بلواء الإسكندرون. أطلق الفرنسيون على نصيرية الشام لقب العلوية وهم يمنحونهم الدولة العلوية لتفتيت بلاد الشام.
كانت الحماية لهم كمد طائفي خصوصاً مع التجهيل العنيف تحت غطاء العلوية الجعفرية التي تنتشر بتركيا خصوصاً بعد مذابح الأرمن علي الهوية بالأناضول رداً علي ذبح وتهجير المسلمين مما عرف بأرمينيا لاحقاً واضطرار عشرات الآلاف من الأرمن بالأناضول للتخفي تحت مسميات طائفيه كالعلوية وقومية كالأكراد، فكان الغطاء العلوي للنصيرية من قبل الفرنسيون غطاء طائفياً خبيثاً حتي لا تشحن الجبهة الداخلية ضد النصيرية بتاريخهم المعروف من الخيانات فتم خلطهم بالعلوية الجعفرية المنتشرة بالأناضول للتميع الطائفي والقومي لاحقاً ولاتزال التسمية الفرنسية تطلق حتي الآن ويتم استغلالها كذباً بالداخل التركي في محاولة لرسم النصيرية جزء من الطائفة العلوية الجعفرية المنتشرة بتركيا مستغلين بذلك التمييع العقائدي للعلوية الجعفرية بالداخل التركي.
ثالثاً: العلوية الغير مذهبية والتي تكونت من الأرمن الذين غيروا أسماءهم لينجوا من المذابح التي حدثت بالأناضول ولكنهم إدعوا أيضاً أنهم عشائر كردية كنوع من الحماية القومية لهم ليكونوا تحت غطاء كردي قومي.
رابعاً: العلوية الفلكلورية: وهي ليست مذهباً وتعتبر نفسها ديناً مختلفاً تماماً عن الإسلام لها بعض العادات الفلكلورية التي تعتبرها عباداتها الرئيسية.
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع