..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

من يحكم العالم ؟!.

نجوى شبلي

١٨ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3899

من يحكم العالم ؟!.
14_04_13_09_17_ثوار القصير.jpg

شـــــارك المادة

استبشر السوريون خيرا عندما أعلنت كل من بريطانيا, وفرنسا عن استعدادهما تسليح المعارضة وبشكل منفرد, ثمّ ما لبثت هذه الآمال أن تبخّرت بعد أن غيّرت فرنسا رأيها في إمكانية تسليح المعارضة, وتبعتها في هذا بريطانيا متعللتين بنفس الحجّة التي أبدتها الدول الأوربية الأخرى, وهو وقوع السلاح باليد الخطأ.

 


وما زلنا إلى الآن نسمع هذه التصريحات المتناقضة, والتي لا نعرف أين ستستقر في النهاية.
إنّ تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية لا تقلّ تناقضا, فمن استعداد لتزويد المعارضة بأسلحة غير مميتة, إلى رفض هذا الأمر مكتفين بالمساعدات الإنسانية, وما زال الجدل مستمرّا, هذا رغم ما سمعناه عن وجود مائتي جندي أمريكي في الأردن, لا ندري إلى الآن سبب وجودهم, أو المهمّة التي سيناط لهم بها لاحقا ؟!.
ولا يستطيع أحد أن يخفي شكوكه في دور إسرائيل وتأثيره في المواقف الدولية, فإسرائيل رغم تخوّفها من الربيع العربي, وما بدأت تحيكه من مؤامرات ضدّ حكومات وليدة انبثقت عن هذه الثورات, إلّا أنّ خوفها من الثورة السورية بدا أكبر, ربّما لأنّها الثورة التي شارك فيها معظم أبناء الشعب السوري.
ولأنّ إسرائيل تعلم أنّ الشعب السوري هو الشعب الأكثر تأثيرا على مستقبلها في المنطقة, لأنّ هذا الشعب وعى القضيّة الفلسطينية, ورضعها مع حليب الأمهات, ولم يستطع أيّ حاكم لسورية أن يتجاوز هذه الحقيقة مهما بلغت درجة تآمره وعمالته ضمنا لإسرائيل والغرب, بل وكان هذا الحاكم محتاجا ليحصل على رضى الشعب إلى ارتداء ثوب المقاومة والممانعة.
لقد بدأت تتسرّب إلى الإعلام أنباء زيارات سرّية قام بها مسؤولون سوريّون إلى إسرائيل, كما أنّ هناك أنباء أخرى عن اتفاق تقوم فيه إسرائيل بمساعدة حزب الله على تأسيس دولة تمتدّ من شرق لبنان لتتصل مع الدولة العلوية في الساحل السوري مرورا بحمص مقابل تفريغ الجنوب اللبناني من الشيعة.
وما نراه من تدفّق عناصر حزب اللات إلى القصير ومحافظة حمص يؤشّر إلى هذا.
وأخيرا جاءت نصيحة نتنياهو الإسرائيلي لرئيس وزراء بريطانيا كاميرون أثناء تشييع رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ـ تاتشر ـ جاءت هذه النصيحة لتؤكّد على مواقف إسرائيل هذه, ولتزيح اللثام عن أسباب هذه التناقضات في المواقف الغربية عامّة والأمريكية خاصّة.
إنّ المسؤولين في إسرائيل لم يحسموا أمرهم تجاه مستقبل سورية بعد, وهذا ما يفسّر هذه التناقضات التي يعيشها هذا العالم.
وإلى أن تستطيع الثورة السورية إقناع العالم بوجودها؛ لا بدّ أن تحقّق المزيد من الانتصارات على الأرض معتمدة على الله أولا, وعلى قوّتها الذاتية ثانيا, وعندها ستحرّر سورية هذا العالم أيضا, ولن تكون قراراته أسيرة تتنازعها أهواء بضع أفراد يقطنون في دويلة يبدو أنّها تتحكّم في مصير العالم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع