..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

إلى متى تصمد معادلة كفريا والفوعة مقابل الزبداني؟

أحمد حمزة

١ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6532

إلى متى تصمد معادلة كفريا والفوعة مقابل الزبداني؟
349444.jpg

شـــــارك المادة

بات معروفاً أنّ أيّ حلٍ في جبهتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي الشرقي، يرتبط بحلقة واحدة مع نتائج الوضع في مدينة الزبداني في ريف دمشق الشمالي الغربي، وأنّ مصير هذه المناطق الثلاث، واحد. لكن ما هو غير معروف حتى الآن، هو الطريقة التي ستعالج بها الأطراف المتنازعة هذا الملف المعُقّد في الفترة المقبلة، لحساسيته وتأثيره على الحواضن الشعبية، خصوصاً بعد تعثّر الحل السياسي.


فعند تمام السادسة صباحاً، من يوم السبت الماضي، عاد دوي المدافع بزخم كبير على الجبهات الثلاث، بعدما فشلت الهدنة المؤقتة الثانية، بعد الأولى التي لاقت المصير ذاته قبل نحو أسبوعين، بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام وحزب الله اللبناني. وبعدما رفع المفاوضون أوراقهم عن الطاولة الدبلوماسية، بدت الساعات الأولى ليوم السبت ساخنة للغاية، بفعل نيران المدافع والقذائف والبراميل المتفجرة التي عادت بعد استراحة محارب قصيرة، وكأنّ كل طرف يريد إبلاغ الآخر ميدانياً، أنّ فشل المحادثات لا يعني ضعف الموقف، وأنّ ما لم يتم تحصيله دبلوماسياً، يمكن بلوغه على أرض الواقع.
وفيما كانت الزبداني، في هذه الأثناء، تتعرّض لقصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام وحلفائه، توغّل مساء الأحد، عناصر "جيش الفتح" الذين يحاصرون كفريا والفوعة منذ أشهر، إلى مناطق جديدة في محيط البلدتين، في عملية عسكرية بدت غير شاقة، تهدف إلى تضييق الخناق وإحكام الحصار عسكرياً، ولإيصال رسائل سياسية، قد تضيف ربحاً آخر على طاولة المفاوضات، في حال دعت لها الأطراف مجدداً.
تقدم جيش الفتح:
وسيطر "جيش الفتح" الذي تُعتبر حركة "أحرار الشام" الإسلامية من أبرز فصائله، خلال العملية، على قرية الصواغية وبعض النقاط التي كانت تتمركز فيها عناصر حزب الله، وأهمها فرن الدخان الثاني، مؤسسة الكهرباء، وجميع النقاط المحيطة في الصواغية بالقرب من بلدة الفوعة، وتزامن ذلك، مع بثّ القاضي العام لـ"جيش الفتح"، عبدالله المحيسني، شريطاً مصوراً على الجبهات، قائلاً لأهالي كفريا والفوعة، "وافقنا على إخراج النساء والأطفال منكم، وطلبنا من النظام وإيران إخراج ألف إمرأة من نسائنا في المعتقلات، لكنّه قال إنّ ملف إخراجهن مغلق لا تفاوض عليه"، متابعاً، اقتحموا الفوعة وسنقتحم الزبداني، وأنتم (أهل الفوعة) تسمعون أصوات الإسعافات ورأيتم القذائف، وسنقتحم".
وحذّر المحيسني أهل الفوعة وكفريا قائلاً إنّ "الوقت ينفد.. وإيران ترتكب مجزرة عالمية فيكم أنتم يا أتباعها، فانظروا إلى قيمتكم.. الآن نتفاوض معكم لأنّ إخواننا في الزبداني بخير.. ولكن إن ارتكب بشار وإيران حماقة واقتحموا الزبداني أو مضايا، فانسوا المفاوضات وانظروا في هذه الرسالة قبل فوات الأوان".
وفي حين بثّ ناشطون عبر الإنترنت، لاحقاً، مشاهد مصورة، توضح عملية التقدم نحو بلدتي كفريا والفوعة، وما رافقها من اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والمدفعية، أكّدت مصادر في البلدتين مقتل عشرة عناصر من قوات النظام خلال تلك المعارك، في المقابل، قُتل ستة مقاتلين من سكان الزبداني، قضوا على جبهات القتال مع حزب الله اللبناني خلال الاشتباكات التي وقعت، أمس الاثنين، على محاور عدّة في المنطقة، بعد اشتداد المعارك المتزامنة مع قصفٍ بعشرات البراميل المتفجرة، واستهدافٍ لوسط المدينة بالمدفعية الثقيلة المتمركزة عند الحواجز المحيطة بها.
تعقد المشهد:
ويعتبر مراقبون أنّ كل ما يحصل على الأرض، يشير إلى تعقّد المشهد في الأيام المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار، أنّ النظام والمفاوض الإيراني، باتوا يواجهون متاعب جديدة، ليس آخرها، قطع مجموعة من أقارب أهالي كفريا والفوعة طريق مطار دمشق الدولي لنحو ساعتين قبل ظهر أمس، الإثنين، في رسالة احتجاجية، يطالبون فيها، بعدم ترك من في الفوعة وكفريا لمصيرهم بعدما ضاق الخناق عليهم.
وجاء ذلك، بعد ساعات من نقل مصادر إعلامية في الفوعة، عن داعية شيعي، اسمه أيمن زيتون، الذي كان ينشط في الأعمال الدينية في مدينة اللاذقية، قوله: "نناشد الدولة والمقاومة والجمهورية التدخل سريعاً في هذه اللحظات لقصف أعداء الله في بنش والقرى المحيطة بالفوعة، وإلّا سنتخذ خطوات تصعيدية، وقد تخرج زمام الأمور عن المعنيين، ويحصل ما لا يُحمد عقباه"، في إشارة واضحة إلى الوضع المحرج في الفوعة، وتهديدٍ مبطنٍ في إخراج أوراق ضغط قد لا تناسب دمشق وطهران.
وإذا كان من المسلّم به أنّ الغالبية العظمى من المتبقين داخل كفريا والفوعة والزبداني، سلّموا تماماً إلى ضرورة الخروج من مناطقهم، كون الميزان العسكري يصب لصالح القوات المهاجمة، فإن طرفي النزاع يريدون الخروج بحلٍّ لا يخسرون من خلاله الكثير، خصوصاً على مستوى السخط الشعبي، بحسب المراقبين نفسهم.
ويبدو واضحاً أن كلا من النظام وحلفائه على الأرض، وكذلك حركة "أحرار الشام" الإسلامية والفصائل المتحالفة معها، تجنّبوا في الأسابيع الماضية، الضغط باتجاه حسم عسكري، ويفضلون التوصل إلى تسوية توافقية غير محرجة، تضمن خروج السكان والمقاتلين من المناطق الثلاث بأمان، لكن يبدو ذلك متعثراً حتى الآن، بسبب عدم رغبة كل طرف بتقديم تنازل يعتبره مفرطاً للآخر، ما دفعهما مجدداً نحو الميدان، للقيام بتحركاتٍ عسكرية جديدة.
ويرى المراقبون نفسهم، أنّ جميع السيناريوهات تبقى مفتوحة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحسم العسكري سيكلّف كثيراً، كون جميع المتبقين في الزبداني وكفريا والفوعة، محاصرون تماماً من الجهات الأربع، ولا مخرج منه إلّا سياسياً.

 

 

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع