..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

لا للعبة العنف

أبو طلحة الحولي

١٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2681

لا للعبة العنف
52.jpg

شـــــارك المادة

خيب الثوار ومعهم الجيش الحر العالم كله، بصمودهم، وثباتهم، وتعريتهم لهذا المجتمع الدولي سواء في هيئة الأمم أو مجلس الأمن أو أصدقاء سوريا إلى غيره من المسميات الدولية التي انكشفت حقيقتها، وبان وجهها الأسود .. خيب الثوار العالم، فقد كان العالم يظن أن الثورة مجرد لعبة يلهو بها الشعب السوري وسرعان ما يعود إلى بيته ..

 

ولكنه الآن بات يعلم حقيقة أنها ليست لعبة بل حقيقة، ولهذا يحاول جاهداً القضاء عليها بدعم النظام الوحشي من أطراف معينة، ومن تشويه الثورة والالتفاف عليها من أطراف أخرى .. حتى لا تؤتي أكلها. وها نحن نسمع على الفضائيات وعلى ألسنة المتحدثين في هذا المجتمع الدولي، وآخرهم كان رئيس بعثة المراقبين الذي علق عمل المراقبين بحجة انتشار العنف من الطرفين، ومن قبله بأيام تكلم نفس الكلام كوفي عنان .. وهكذا سارت الأيام .. قبل خطة عنان كان الجلاد يدمر الضحية .. !! وفي أثناء الخطة أصبحت الضحية تساوي الجلاد ..!! وغدا بعد تعليق عمل المراقبين سوف نجدهم يقولون: الضحية تدمر الجلاد ..!! وهذا هو المقصود من الوصول إليه .. فالعالم يعلم علم اليقين أن الجيش الحر لا يستخدم العنف، وإنما يدافع عن نفسه وعن الثوار ومع ذلك لا يدعمونه . والعالم يعلم علم اليقين أن النظام الوحشي هو نظام يستخدم العنف والبطش والإبادة ومع ذلك لا يوقفونه .. هذا هو المقصود "الضحية تدمر الجلاد" !! فبعد أن انتشر الجيش الحر على أرض سوريا، وأصبحت له مناطق يستند إليها، وفقد النظام الوحشي هذه الأراضي، خرجت هذه النغمات الغوغائية، والصيحات المزعجة تتهم الجيش الحر بالعنف .. أي عنف هذا في استرداد كرامة الإنسان وحريته وعزته !! أي عنف هذا في الدفاع عن الضحايا، الأبرياء الأنقياء الأتقياء !! أي عنف هذا في رد الحق لأهله، ورفع الظلم عن الشعب المقهور المسفوك دمه !! أي تلاعب هذا في الألفاظ!! وكأنه ممنوع على الجيش الحر أن يدافع عن نفسه .. وعن وطنه المحتل، وعن أرضه، وعن عرضه، وعن الأطفال الذين تسفك دماؤهم على مرأى ومسمع العالم كله، وعن النساء اللاتي يعشن الخوف والرعب والاغتصاب وهتك الحرمات كل يوم، بل كل ساعة، بل كل لحظة !! وكأنه ممنوع على الجيش الحر أن يدافع، وممنوع على الجندي الذي ينشق أن يستخدم سلاحه، في الدفاع عن الأطفال والنساء، ولكن مسموح له إذا كان شبيحاً أن يستعمله في ذبح الأطفال والنساء .. !! ومسموح للنظام الوحشي أن يزداد في وحشيته، فيبيد أكثر، ويرتكب المجازر تلو المجازر، والعالم أذن من طين وأذن من عجين .. لا يسمع، ولا يرى، ولا يتكلم .. وإذا تكلم نطق ظلماً وساوى بين الضحية والجلاد .. لقد آن الأوان أن يدرك العالم أن الثورة السورية ليست لعبة يلعب بها الغرب والشرق، وأن الثوار ليس بشعب تافه ولا تائه ليقرر مصيره الآخرون، وأن الجيش الحر تنبع مبادئه من كتاب الله وسنة رسوله، ولهم في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خير زاد على طريق الحرية والكرامة "انطلقوا باسم الله، وعلى بركة رسوله لا تقتلوا شيخًا ولا طفلاً ولا صغيرًا ولا امرأة ولا تغلوا "أي لا تخونوا"، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" فالشعب الثائر الذي مرغ أنف النظام الوحشي في التراب، والذي وقف ضده بصدره العارية، لن يسمح بأن يعود للعبودية تحت جناح الغرب أو الشرق .. وعلى المجلس الوطني أن يكون على وعي وفهم بوضوح هذا التلاعب الذي يراد للثورة السورية، فعليه أن يدعم الجيش الحر، وأن يكون منطقه وحاله من منطق وحال الجيش الحر، إذ لا قيمة له من غير الجيش الحر، ولا وزن له من غير الثوار الأبرار، ولا وجود له من غير السير على خطى الثورة السورية .. في سلميتها وقوتها .. فإلى الإمام أيها الجيش الحر .. والى العمليات النوعية في قلب دمشق .. وبين أركان النظام .. وفي داخل القصر .. فراية النصر ترفرف على بوابة القصر .. والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع