..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

بين المنزلتين

حاتم محمد علي صوان

١٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2463

بين المنزلتين
24.jpg

شـــــارك المادة

لقد شارف الشهر الخامس عشر من الثورة السورية على الانتهاء، ولا زالت هناك فرقة تقف على الحياد، وتحت كثير من المبررات يشوبها في أغلب الأحيان إما خوف من الظالم أو إخفاء ما يبطن (هذا الذي يدعي الحياد) في كونه مؤيد للظلم والظالم في حقيقة الأمر.
 

وبعد كل هذه الإرهاصات وبعد هذا الظلم الفاجر الذي يتعرض له أهلنا في سوريا وبعد تكرر المجازر بات من المستهجن أن تجد أمثال هؤلاء الذين يتشدقون بالحياد ويروجون لهذه الفكرة التي ما عادت تقنع أزلام النظام أنفسهم، والذين لا يرضون لمدعي الحياد إلا أن يصطفوا في طابورهم طابور الظلم والاستبداد. ومن ناحية أخرى نحن المظلومين وغالبية الشعب السوري (كي أكون منصفاً) ما عدنا كذلك نقبل من هؤلاء أن يبقوا على ما هم عليه تحت أي مبرر أياً كان هذا المبرر. مذكراً هؤلاء (بالرغم من أنني كنت أحترم موقفهم في بداية الثورة) بكثير من الأمور التي تدعم كلامي وتؤيده. فإلى الذين يدعون التدين إن كانوا صادقين في تدينهم ليرجعوا إلى كتاب الله وليقرؤوا فيه من بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون). وقد وصف المولى عز وجل الذين يرضون بالظلم ولا يحاربونه عندما تحدث عن فرعون وقومه فقال: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين) وهل بعد الفسق إلا الكفر وقد يكون أحياناً قريناً له. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر). وقد كان العرب قبل الإسلام في جاهليتهم (أوجه كلامي هنا لرافعي لواء القومية) ينكرون الظلم والذل والخنوع والشواهد على ذلك كثيرة، فهذا عنترة كان يتغنى بشعره ويقول:

لا تسقني ماء الحياة بذلة *** بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كـجهنم *** وجهنم بالـعز أفخر منزل

حتى إنهم كانوا يسمون العبد بقلة الفهم والحر بالذكاء:

العبد يقرع بالعصا *** والحر تكفيه الإشارة

فنحن العربَ من سماتنا رفض الذل والهوان والظلم بل مقاومته كما أن الإسلام قد هذب ذلك فينا فلا نرضى ذلك لأنفسنا ولا نرضاه لغيرنا، و(الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها) يعجبني هنا قول أدموند توتو: (إذا اخترت الحياد في مسألة تتعلق بالظلم، فقد اخترت أن تقف مع الظالم)، أخيراً أقول للذين يسِمون أنفسهم بالتدين أقول لهم: إما أن تكونوا مع الخبيث أو أن تكونوا مع الطيب (ليميز الله الخبيث من الطيب) أو عودوا إلى الجاهلية فهي خير لنا من تدينكم المريض.
كما أقول للذين اختاروا طريق الحق ونصرة أهله قول رشيد سليم الخوري الشاعر القروي:

بدت لك فرصة لتعيش حراً *** فحاذر أن تكون لها مضيـعاً
فما لك بعد هذا الـيوم يوم *** فإن لم تستطع لن تسطيعاً
فسيروا وأكملوا مشواركم ونحن وكل أحرار العالم معكم.

تعليقات الزوار

..

hamdi - syria

١٣ ٢٠١٢ م

دعني أقل لك أنهم يخافون من الظالم و لكن لا يحبون أن يظهرو هذا الخوف للأسف كان السوريين يتحدثون عن المصريين ما يتحدثون و لكن لا  توجد فرقة فيهم وقفت على الحياد أجمل شيء تجد في بلاد الغربة منحبكجية يسألونه المواطنون أصحاب البلد لماذا أنت عندنا أذهب و قف بجانب من تحب فهو بأمس الحاجة لك

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع