..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

رمية الله انتقاماً لحولة حمص

عبد العظيم عرنوس

٢٨ مايو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6412

رمية الله انتقاماً لحولة حمص
36.jpg

شـــــارك المادة

ما رأيت منظراً أغيظ لعيني من منظر ذبائح أطفال ونساء الحولة، وما وقع بصري على جرائم أوجع لقلبي من جرائم سفاح الشام وشبِّيحته، ما الذي دهاك يا شام الله، وأي مصيبة وقعت عليك؟! هل انبثق عليك اليوم فجر، أم هل أشرقت في سمائك شمس؟! وهل أطل على ليلك قمر؟!.. لقد انبثق عليك فجور وإجرام، وغشَّى سماءك ليل بهيم وظُلَّام، وأطلت غربان الشؤم والحقد على أهلك الوادعين وأطفالك الحالمين بمستقبل مشرق، فسرقت من شفاههم بسمة الأمل، وانتزعت من قلوبهم نبض الحياة، واحتزت سكاكين الحقد أعناق الأطفال والنساء، وسال الدم الطاهر في جنبات أزقة البيوت يشكو إلى الله لا للناس؛ لأن أكثر الناس لا يجيبون شكاة ..


لمثل هذا يموت القلب من كمد *** إن كان في القلب إيمان وإسلام
هل حقاً يقوى قلب إنسان على ذبح طفل وهو ينظر إليه بعينيه البريئتين، أو هل يمكن أن نصدق أن إنساناً يذبح إنساناً نظيره في الخلق .. نعم يمكن أن نصدق إذا أيقنا أن هؤلاء خرجوا من عالم الإنس إلى دركة أحط من دركة البهائم والأنعام .. أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
نبشِّركم يا من أنتم أضل من الأنعام والوحوش بانتقام الله القريب .. (إنا من المجرمين منتقمون).. نبشركم بالأخذ الأليم .. (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).. نبشركم بوقوعكم في القبضة الإلهية حيث تنادون للإفلات وللخلاص ولات حين مناص . لقد وقع سلفكم أبو طاهر سليمان حسن القرمطي في قبضة العدالة الإلهية حين أسرف في الكفر والقتل، واقترفت يداه تلك المقتلة الرهيبة في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء وهم يتعلقون بأستار الكعبة، وصعد على باب الكعبة وهو يقول:
أنا بالله وبالله أنا *** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
فرماه الله بداء في جسده، وطال عذابه حتى تقطعت أوصاله.
عبارات الإدانة بأشد العبارات، والاستنكار بأشد ألفاظ الاستنكار، والشجب من المجتمع الدولي كل هذه المسكنات لا تدفع قاتلاً، ولا تفل حداً، ولا تكسر شوكةً، ولا تدمر مدفعاً، ولا تسقط طائرةً، ولا تبطل مفعول قنبلة.
لا نريد أن نسمع منكم بعد اليوم هذه العبارات الممجوجة.
لقد رفعنا ملف قضيتنا للمحكمة الإلهية العادلة، فيا رمية الله ارمي، ويا صواعق الله دمِّري، ويا وعيد الصبح القريب اقترب، ويا غارة الله جدّي السير مسرعة في حل عقدتنا يا غارة الله، ويا الله ما لنا غيرك يا الله، وإذا عجز البشر فإن رب البشر لا يعجز.
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: إذا رأيت نُعَرَة الناس ولا تستطيع أن تُغَيِّرها فدعْها حتى يكون الله يُغَيرِّها.
النُّعَرة : بضم النون وفتح العين والراء لهمزة؛ أي كِبْرَهم وجَهْلَهم.
فيا رب إن القوم استضعفونا وكادوا يقضون علينا فلا تشمت بنا الأعداء، ولا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين .. يا رب حقق فينا إرادتك وقد استضعفنا .. ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض .. فالنصر النصر يا الله فقد بلغت القلوب الحناجر.

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع