..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

قناة الدنيا الفضائية

محمد عمار نحاس

١٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4247

قناة الدنيا الفضائية
1.jpg

شـــــارك المادة

قناة الدنيا الفضائية على عهدها لم تزل في كل يوم تتحفنا بجديد تقشعر له الأبدان، وإني لأستبيحكم عذراً أن أعرج على أمر هام ألفت له انتباهكم، وانتباه القائمين على إدارة قناة الدنيا الفضائية قبيل أن أدخل بموضوعي الرئيسي.


هل يعلم القائمين على إدارة قناة الدنيا الفضائية معنى اسم قناتهم، تعالوا معي في رحلة برحاب هذا الاسم: الدنيا هي مؤنث الأدنى، وتقول أسفل للمذكر، وسفلى للمؤنث، والأدنى: هي اسم التفضيل للصفة المشبهة ( دنيء ) ومعناها أكثر دنواً وكانت العرب تطلقها لتحقير الشيء وتصغيره، وكم من شاعر ذمها بشعره، وكم من حكيم أوصى منها الحذر.

 

أرى أشقياء الناس لا يسأمونها *** على أنهم فيها عراةٌ وجوع أراها

وإن كانت تحب فإنها *** سحابة صيفٍ عن قليل تقشع


تلك هي قناة الدنيا الفضائية وإني لأظن أن لها من اسمها نصيب كبير، فالدنيا وقناة الدنيا يتمتعان بنفس صفات ومعنى الاسم سبحان الله. بالأمس استضاف مقدم قناة الدنيا الفضائية بوق من أبواق النظام لم تكن المرة الأولى التي يطل علينا بسام أبو عبد الله بطلته البهية ولدغته الشجية، إلا أنني كلما سمعته تذكرت الشاعر بقوله:


وكل السفيه إلى السفاهة وانتصف *** بالحلم أو بالصمت ممن يسفه


لكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها، لم يكن أبو عبد الله مجرد بوق أرعن يقلب الصفحات التي بحوزته وينثر كلامه بالهواء عبر ساعات طوال لا يكل فيها ولا يمل، هذه المرة تمادت تطاولات هذا البوق حتى طالت أمور شرعيه، وهنا لا يمكن لنا السكوت، فالرد عليه وعلى أمثاله أصبح واجب.
بدئ البوق بسام أبو عبد الله حديثه كما اعتدناه بتخويننا وشتم الثوار ولا يستثني منهم أحداً، بل وعلى كل من يشدد أزرهم ويعينهم ويتعاطف معهم، وقتلهم واجب على الحكومة لا بد منه، فنحن لسنا سوى شرذمه قليلة (حشاشة باعت نفسها للمؤامرة الكونية المحاكة ضد هذا النظام الأسدي)، وقد انتهت السلطة من القضاء علينا وهم الآن بمرحلة العد التنازلي لحل أزمة الحراك الشعبي بسورية (سبحان الله كم سمعنا من هذا الكلام) وكأن بسام أبو عبد الله يعيش بعالم أخر: وحقيقةً أنه يعيش بدنيا أخرى، فهو محيط خياله لا يتعدى قناة الدنيا الفضائية حسبك أن تكون كميت بين الأحياء.


إذا ما الحي عاش بعظم ميت *** فذاك العظم حي وهو ميت


أبو عبد الله وصف السلفيون بالمجرمين والوهابيون بالقتلة عذراً أبو عبد الله كلمة السلف هي امتثال الخلف بفعل السلف، فإن كان سلفنا كما وصفت فمن أين أنت أتيت يا ذاك الأرعن، لقد سطر سلفنا للتاريخ ملاحم مجد بنقاوة وطهر، أما أسدك فهاهو يسطر التاريخ بدمائنا ويترك على أجسادنا ما لا ننساه، هذا إن سلمت من بنادقه جماجمنا لقد ترك للتاريخ كما أبيه وصمة عار لن ننساها ما حيينا.
ثم يقول أبو عبد الله: إننا مجتمع لا تحكمنا القيم الدينية، فلن نسمح للدكتور محمد حبش وأمثاله أن يتاجروا بها، وأن كل ما توجهت لقناة فضائية لتستمع لها سمعتهم يتكلمون فيها عن سيدنا فلان وسيدنا علان حسب وصف أبو عبد الله، فتلك الأفكار باتت أفكار متعفنة وإننا لم نزل ننظر إلى الماضي، تعالوا نفكر بالحاضر نحن أبناء أسر مؤصلة تحكمنا عاداتنا وتقاليدنا، ولا تحكمنا القيم الدينية هيهات أيها الغافل، فدمشق الشام مذ قديم الأزل تحكمها القيم الإيمانية، فنحن على اختلاف شرائعنا ومذاهبنا إنما تحكمنا قيم الإيمان بالله، وها أنت تحضنا على نسيان الماضي، عجبي لمن منحك مرتبة الدكتوراه ألم يعلمك أن من لا ماضي له يقرئه لا مستقبل له يكتبه، أما تلك المراقص التي ذكرتها على الهواء فلعلها كانت مرتعك ومرتع من تصطحب بجلساتك، فأخو الشقاوة بالجهالة ينعم، فأي الرجال أنت؟


ورجل يدري ولا يدري أنه يدري *** فذلك غافل فأيقظوه
ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري *** فذلك جاهل فعلموه
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري *** فذلك أحمق فاجتنبوه

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع