رغم أنها لا تزال تنزف دما، تستعد حلب الثائرة لاستقبال رمضان المبارك بأنشطة متنوعة، تشمل إعادة تأهيل المساجد المدمرة وبناء خيام الإفطار وإنتاج أعمال كوميدية تقدم رسالة مغايرة لتلك التي يتبناها الوسط الفني الموالي للنظام، تتنوع النشاطات التي يقوم بها ناشطو الثورة في حلب استعدادا لحلول شهر رمضان المبارك بين التحضير لموائد الإفطار الجماعية، وتقديم العروض الفنية.

وتنشط العديد من الفرق الشبابية والجمعيات المدنية في إعداد المشاريع الخيرية والتحضير لمساعدة الفقراء على صيام الشهر الفضيل، فريق "صناع البسمة" أطلق مشروع "إفطار حلب" لتقديم عشرة آلاف وجبة للمحتاجين والفقراء والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة خلال شهر رمضان الكريم.
ويقول محمود الحسن -وهو أحد المشرفين على المشروع- إنهم يريدون إضفاء البسمة على أهالي حلب الذين يقاسون أهوالا كثيرة بسبب قصف النظام لهم بالبراميل المتفجرة، أما مجلس ثوار حي صلاح الدين فيعمل أعضاؤه على تجهيز خيمتهم الرمضانية التي لاقت ترحيبا واسعا خلال الموسم الماضي، ويؤكد عمار العبد الله -وهو أحد أعضاء المجلس- حرصهم على جعل الخيمة جزءا من النشاط الثوري خلال شهر رمضان.
من جانبهم، أطلق القائمون على جمعية "شباب ساعد" مشروعا لإصلاح أكبر عدد ممكن من المساجد التي تعرضت للقصف، ويقول أبو مجاهد -وهو أحد القائمين على الحملة- إنهم بصدد إعادة تأهيل 15 مسجدا بعضها تعرض لدمار كبير ومنها ما تضرر جزئيا، قائلا إنها ستكون جاهزة بشكل كامل مع حلول شهر رمضان، وإنهم سيزودونها بالمولدات الكهربائية ومضخات المياه.
وفي جانب آخر، يعمل شبان ضمن فريق "فضائيات بكرة أحلى" على تصوير مسلسلين كوميديين لعرضهما في شهر رمضان، ويقول أبو الجود -الذي يمثل دورا بطوليا في المسلسلين- إن الفريق يعتزم تقديم كوميديا سوداء تسلط الضوء على الواقع المؤلم في ظل الثورة بطريقة ساخرة وناقدة، ويضيف أبو الجود أن هذا النشاط -الذي يجري إنتاجه في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة- يهدف لمجابهة "مسلسلات زائفة يبث فيها النظام أفكاره التشبيحية في شهر رمضان".