..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

أيتام وأرامل القصير في حمص يحتمون بمخيم «أبناء الشهداء» في عرسال

نذير رضا

٣ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4953

أيتام وأرامل القصير في حمص يحتمون بمخيم «أبناء الشهداء» في عرسال
وأرامل القصير في حمص يحتمون بمخيم0000.jpg

شـــــارك المادة

لا تكترث رغد طوماز (8 سنوات) للبرد القارس. فالغرفة التي تقطن فيها، ضمن مخيم «أبناء الشهداء» في بلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، تحميها، إلى حد كبير، من الصقيع، وتحفظ غرفتها وعائلتها، من سيول المطر التي تهدد مئات العائلات السورية في السهل.

 

 

ويبدو هذا المخيم، إذا ما قورن بمخيم يُستحدث إلى جواره، الأفضل حالا بين مواقع إيواء اللاجئين السوريين في البلدة.
أنشئ في شهر أغسطس (آب) الماضي، لإيواء اللاجئين الهاربين من القصير بريف حمص، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة عليها، وخُصص «لأبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم في المعارك»، بحسب ما يقول أهالي البلدة.
وأقيم مخيم «أبناء الشهداء» على أرض تابعة لدائرة الأوقاف، وتكفل ببنائه متبرعون ومانحون لبنانيون وعرب.
وأراد الواهبون أن يكون المخيم أفضل من سواه، فشُيد بالإسمنت والحجارة، ورفعت أرضيته المبنية وفق الأصول، بما يمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخل الغرف.
وقُسم المخيم إلى ثلاث مجمعات متقاربة، يضم كل منها عشرات الغرف، بشكل أفقي، تفصل بينها ممرات ترابية، وأرصفة من الإسمنت تلاصق البناء.
وقد خصصت كل غرفة لعائلة من الأيتام، وخصصت لهم خزانات مياه في الخارج، يلبون حاجتهم منها.
النساء، ومعظمهن أرامل، يقمن بواجب العائلة، ويعوضن عن غياب الرجال، بمساعدة الأطفال.
تتولى الطفلة رغد ملئ الماء لأمها، بهدف «مساعدتها». تتولى الطفلة جزءا من المسؤولية التي تحملتها الأم في تدبير المنزل وتربية الأطفال، حيث «ليس هنا من يساعدها غيري».
تملأ الماء من الخزان المشترك القائم على مدخل المخيم، وتدخله إلى الغرفة، شأنها شأن كثيرات من الطفلات اللواتي لا يرتدن المدارس.
وتشير طفلة أخرى إلى أنها تساعد أمها «لأن والدي استشهد، ونقيم وحدنا هنا»، لافتة إلى أن والدها قتل في معارك القصير الصيف الماضي.
في هذا المخيم، نادرا ما تلمح رجلا. تعج الطرقات التي تفصل بين بناءين، بالأطفال، وقد تيبست بشرة وجوههم بفعل البرد.
وحده محمد (رجل ثلاثيني) جاء لتقديم العون لعائلتين، حيث وسّع الرصيف أمام غرفتيهما، بإضافة الإسمنت.
وقد أتى من مخيم آخر، متبرعا لتحسين ظروف الغرفة قبل وصول المطر.

على مقلب آخر من المخيم، وصل رجل للتو لزيارة عائلة شقيقه الذي قتل في معارك القصير.
جاء يتفقد أحوالهم، قبل أن يعود أدراجه إلى مخيم آخر.
وبين الأطفال، قد تجد رجلا طاعنا في السن، يقيم مع أبناء ابنه «الشهيد»، حيث يقدمون له العون «لأنه لم يبق له في هذه الدنيا سوانا».
ويعد هذا المخيم الأفضل نسبيا بين المخيمات القائمة في عرسال، التي يتجاوز عددها أصابع اليد.
مخيمات أقيمت في السابق لإيواء لاجئين من القصير، وأخرى تشيّد حديثا لإيواء الآلاف من اللاجئين من بلدات القلمون، بعد بدء العمليات العسكرية فيها، في 15 من الشهر الحالي.

إلى جانب مخيم أبناء الشهداء، تشيّد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مخيما يضم أكثر من مائة خيمة. استحدث المخيم لإيواء مئات العائلات التي تدفقت من بلدات قارة، سحل، والنبك في ريف دمشق، وهو عبارة عن خيام منصوبة فوق التراب أو الحصى، في أحسن الحالات، لكنها غير قادرة عن رد تدفق مياه الأمطار إلى الداخل.
وبهدف منع تدفق السيول إلى الخيام، عمد مشيدو المخيم إلى حفر خنادق في محيطه.
وفاق عدد اللاجئين السوريين إلى عرسال عدد سكانها الأصليين، حتى قارب ضعفهم.
وارتفعت أعداد اللاجئين إلى نحو 60 ألف لاجئ، وصل 25 ألفا منهم خلال الأسبوعين الأخيرين من قارة في القلمون.
وسارعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وجمعيات أهلية ومنظمات إنسانية دولية، إلى تلبية جزء كبير من احتياجاتهم من إيواء وغذاء وتوفير الطاقة للتدفئة.


الشرق الأوسط

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع