..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الشام المباركة

خانقاه السميساطية

أسرة التحرير

١٠ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7019

خانقاه السميساطية
000.jpg

شـــــارك المادة

خانقاه السميساطية نسبة للسميساطي أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبشي، من أكابر الرؤساء بدمشق المتوفى 423 ه الذي اشتراها حين قدم دمشق. وسميساط قلعة على الفرات بين قلعة الروم وملطبة.

 


وقد وقف الخانقاه السميساطية الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الدمشقي السميساطي من أكابر الرؤساء بدمشق ومن أكابر المحدثين بها ، توفي بالخانقاه ودفن بها سنة (453 هـ) تاج العروس للزبيدي ،القاموس المحيط للفيروز أبادي صـ 638 مادة سمسط) -
وخانقاه: كلمة معربة من كلمة فارسية أصلها خانه كاه، ومعناها رباط الصوفية " تاج العروس " ( مادة خنلق ) ، و"المعجم الوسيط" ص (541)

خازن كتب خانقاه السميساطية:
علي بن محمد بن إبراهيم الشيحي علاء الدين المعروف بالخازن: عالم بالتفسير والحديث، من فقهاء الشافعية.
بغدادي الاصل، نسبته إلى " شيحة " بالحاء المهملة، من أعمال حلب. ولد ببغداد، وسكن دمشق مدة، وكان خازن الكتب بالمدرسة السميساطية فيها.
وتوفي بحلب. له تصانيف، منها " لباب التأويل في معاني التنزيل - ط " في التفسير، يعرف بتفسير الخازن،
لقب بالخازن لأنه كان خازن كتب خانقاه السميساطية بدمشق.
المكتبة السميساطية: وكانت في المدرسة السميساطية، وهذه المدرسة كانت دارا لأبي القاسم علي بن محمد السلمي السميساطي. وقد ضاع العديد من مجلداتها ولم يصل للظاهرية منها إلا 78مجلدا.

 

****

وأسقط قاضي القضاة نجم الدين بن حجي من الخانقاه السميساطية المزوجين وأهل البلد وقرر فيها عزبانا وكان قد تقرر فيها الفقهاء وصارت مدرسة، وقل الحاصل ثم انقطع أخيرا.
وكان عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو الأصبغ القرشي الاموي قد ولاه أبوه إمرة الديار المصرية في سنة خمس وستين وكانت له دار الخانقاه السميساطية ثم كانت من بعده لولده عمر بن عبد العزيز، ثم تنقلت إلى أن صارت خانقاها للصوفية.
وكانت دار عبد العزيز بدمشق هذه الخانقاة ملاصقة للجامع، وكانت بعده لابنه عمر - -
وفيها قال الشيخ علاء الدين الوداعي للأمير الكبير العالم المحدث سنجر التركي الدواداري لما أخذت دويرة السميساطي أبياتا:

لدويرة الشيخ السميساطي من ... دون البقاع فضيلة لاتنحل
هي موطن للأولياء ونزهة ... في الدين والدنيا لمن يتأمل
كملت معاني فضلها مذ حلها ... العالم الفرد الغياث المتبل
إني لأنشد كلما شاهدتها ... ما مثل منزلة الدويرة منزل

الغزالي والخانقاه السميساطية:
الزاوية الغزالية منسوبة إلى الشيخ نصر المقدسي  ثم نسبت إلى الشيخ أبي حامد الغزالي المتوفي سنة 505ه (1112م) رحمهما الله تعالى لكون الغزالي رحمه الله تعالى دخل إلى دمشق، وقصد الخانقاه السميساطية ليدخل إليها فمنعه الصوفية من ذلك لعدم معرفتهم به فعدل عنها وأقام بهذه الزاوية بالجامع إلى أن علم مكانه وعرفت منزلته فحضر الصوفية بأسرهم إليه واعتذروا له ثم أدخلوه الخانقاه السميساطية.

*****

كما ذكرنا فإن السميساطية نسبة للسميساطي أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبشي من أكابر الرؤساء بدمشق توفي يوم الخميس بعد صلاة العصر العاشر من شهر ربيع الآخر سنة 453هـ  بدمشق ودفن في داره بباب الناطفانيين التي وقفها على فقراء الصوفية وقف علوها على الجامع ووقف أكثر نعمة على وجوه البر.
سميساط:
وسميساط قلعة على الفرات بين قلعة الروم وملطية، وكانت هذه الخانقاه دار عبد العزيز بن مروان بن الحكم أبي الاصبغ الاموي امير المؤمنين وابنه عمر رضي الله عنه ولي عهد امير المؤمنين بعد أخيه عبد الملك بعهد مروان، ثم انتقلت هذه الدار بعده إلى ابنه عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وذلك مكتوب على عتبة الباب إلى اليوم.
أبو القاسم السميساطي:
ولما قدم أبو القاسم السميساطي دمشق سكن بدرب الخزاعية وإليه كان يفتح باب هذه الدار وعرف الدرب به، اشترى هذه الدار وبنى بها الصفة القبلية وجنبها لاغير وباقيها ساحة.
قال ابن شداد الخانقاه السميساطية منسوبه إلى أبي القاسم السميساطي ولما ملك تاج الدولة تتش سألوه أن يفتح لها بابا في دهليز الجامع فأذن لهم ففتح حيث هو الآن ثم عمرت فكان أول من شرع فيها الوزير المعروف بالفلكي بنى البركة والصفة الغربية والطباق على دهليزها، ثم مجد الدين بن الداية عمّر الصفة الشرقية
وقال الصفدي رحمه الله تعالى في حرف السين سعيد بن سهيل بن محمد بن عبد الله ابو المظفر المعروف بالفلكي النيسابوري، سافر إلى دمشق لزيارة القدس فوردها في أيام نور الدين الشهيد فأكرم مورده وطلب العودة إلى بلاده فلم يسمح نور الدين له وأمسكه وأنزله الخانقاه السميساطية وجعله شيخها فأقام بها مدة لا يتناول من وقفها شئيا ويجمع نصيبه عنده إلى أن صار بيده منها جملة حسنة فعمر بها الإيوان الذي في الخانقاه يعني الشمالي والسقاية وأقام هناك إلى حين وفاته.
شيوخ الخانقاه السميساطية:
وقال ابن كثير في تاريخه في سنة 701 وفي يوم الأربعاء 19 شهر ربيع الأول جلس قاضي القضاة وخطيب الخطباء بدر الدين بن جماعة بالخانقاة السميساطية شيخ الشيوخ بها عن طلب الصوفية له في ذلك ورغبتهم فيه وذلك بعد وفاة الشيخ يوسف بن حموية الحموي وفرحت الصوفية به وجلسوا حوله، ولم تجتمع هذه المناصب قبله لغيره. إلا بعد موت ابن كثير حيث تولى هذا المنصب برهان الدين بن جماعة وبعده شرف الدين وعلاء الدين بن أبي البقاء وشهاب الدين الباعوني وقبله شهاب الدين الغزي وشمس الدين الاخنائي وشهاب الدين بن حجي وغير هؤلاء رحمهم الله تعالى، تولوا هذه المناصب على قاعدة بدر الدين بن جماعة والله تعالى أعلم.
وممن تولوا مشيخة الخانقاه:
في 3شوال سنة 702 طلب الصوفية من نائب دمشق الأفرم أن يولي عليهم مشيخة الشيوخ للشيخ صفي الدين الهندي فأذن له في المباشرة.
وفي سنة 703 في آخرها ترك الشيخ صفي الدين الهندي مشيخة الشيوخ فوليها القاضي عبد الكريم ابن قاضي القضاة محيي الدين ابن الزكي
وفي سنة 711 في آخر ذي الحجة وصل الشيخ شهاب الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن علي بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن موسى بن جعفر الصادق رضى الله تعالى عنهم وهو الكاشغري الشريف من القاهرة ومعه توقيع بمشيخة الشيوخ فنزل الخانقاه وباشرها بحضرة القضاة والأعيان
وفي سنة 716 في يوم الإثنين 26 جمادى الأولى باشر ابن صصري مشيخة الشيوخ بالسميساطية بسؤال الصوفية وطلبهم له من نائب السلطنة.
وفي سنة 723 جاءت ولاية القاضي جمال الدين الزرعي لقضاء الشام عوضا عن النجم بن صصري
وفي سنة 727 في يوم الجمعة سادس عشرين شعبان باشر صدر الدين المالكي مشيخة الشيوخ مضافة إلى قضاء القضاة المالكية .
وفي سنة 728 في يوم الجمعة 4 محرم حضر قاضي القضاة علاء الدين الفونوي مشيخة الشيوخ بالسميساطية عوضا عن القاضي المالكي.
وفي سنة 748 مات قاضي القضاة وشيخ الشيوخ شرف الدين ابو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة معين الدين ابي بكر بن طاهر الهمداني النويري المالكي وولي بعده قاضي القضاة المالكية نائبه الإمام جمال الدين محمد بن عبد الرحيم المسلاتي ومشيخة الشيوخ  علاء الدين علي ابن محمود القونوي الحنفي الصوفي
وفي سنة 760 في يوم الأحد 4 ربيع الاول صرف القاضي ناصر الدين محمد ابن الشرف يعقوب الحلبي من كتابة السر بدمشق ومشيخة الشيوخ إلى كتابة سر حلب وولي بعده كتابة السر بدمشق وكيل بيت المال القاضي أمين الدين محمد بن احمد بن القلانسي مع تدريس الناصرية الشامية الجوانية ومشيخة الشيوخ
وفي سنة 762 استقر في كتابة السر بدمشق ومشيخة الشيوخ بها القاضي ناصر الدين محمد بن شرف الدين يعقوب الحلبي عوضا عن القاضي أمين الدين بن القلانسي وقبض على ابن القلانسي وصودر، فأدى في المصادرة نحو مائتي ألف درهم.
وفي سنة 764  صرف القاضي جمال الدين بن الأثير عن كتابة السر بدمشق وعن مشيخة الشيوخ بها وتوجه القاضي فتح الدين محمد بن إبراهيم بن الشهيد وتولى الوظيفتين المذكورتين عوضا عن المذكور وعاد إلى دمشق
وقال الاسدي في تاريخه في سنة 803 في جمادى الآخرة منها  حضر ابن العز القاضي الحنفي الخانقاه على قاعدة القاضي الشافعي لأن تيمورلنك كان يعظم الحنفية وحضر معه القاضي الحنبلي وحاجب الحجاب ومن كان بدمشق من الحنفيه
وفي سنة 824 في شوال  اسقط قاضي القضاة نجم الدين بن حجي من الخانقاه السميساطية المزوجين وأهل البلد وقرر فيها عزبانا وكان قد تقرر فيها الفقهاء وصارت مدرسة وقل الحاصل ثم انقطع أخيرا
وفي صفر سنة 825 في يوم الجمعة أعيد حضور خانقاه السميساطية إلى ما كان عليه قبل الفتنة وكان في هذه المدة الحضور بعد الصلاة ويحضر بها خلق كثير من الناس بسماع القراء والمداح وكل من يرد من البلاد
ثم ولي مشيختها محمد بن أبي بكر بن محمد الفارسي شمس الدين الأيكي كان فاضلا في فنون المعقولات له شرح على مقدمة المنطق التي في أول مختصر ابن الحاجب.

ومن صوفيتها علي بن عبد القادر الشيخ الإمام شرف الدين المراغي ثم الدمشقي المعتزلي الصوفي.
قال ابن حجي كان فاضلا في العلوم العقلية ويعرف العربية ويقرأ المنهاج في الأصول وكان بارعا في الطب ويدري علم النجوم وما يتعلق بذلك ويقرأ الكشاف. 
وكان معتزليا وينسب إلى التشيع والرفض وكان أولا صوفيا بالخانقاه السميساطية، فقام جماعة وشهدو به إلى الحاكم فاستتابه وعزره ثم استقر بخانقاه خاتون، ولم يزل بها إلى أن مات وحصل له استيحاش من الفقهاء وربما كان يقرأ عليه من يأنس له.
أخذ عنه تقي الدين بن مفلح والقاضي نجم الدين بن حجي وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بخانقاه خاتون المتقدم ذكرها ودفن رحمه الله تعالى بالصوفية وقد جاوز الستين والله سبحانه تعالى أعلم.

 

 

---------------------------

المصادر:

1- الدارس في تاريخ المدارس - المؤلف : عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي (المتوفى : 927هـ)
2-  شذرات الذهب في أخبار من ذهب -المؤلف : عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي
3-  سير أعلام النبلاء للامام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى 748 هـ 1374 م
4- أرشيف ملتقى أهل التفسير 7  أعده أبو محمد المصرى

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع