..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

رسائل في نصرة الشعب السوري

عبد الله فيصل الأهدل

٢١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2463

رسائل في نصرة الشعب السوري
555666005.jpeg

شـــــارك المادة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70-71].


أما بعد:
ما يجري في سوريا من قتل للأبرياء والنساء والأطفال أمام مرأى ومسمع من العالم، دون أن يحرك ساكنًا، إنه لممَّا يندى له الجبين، ووصمةُ عارٍ في جبين البشرية، وهي ترى هذا الظلم دون أن تتحرك وتنصف المظلوم، إنها جريمة ضد الإنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فلقد أقدم هذا النظام النصيري المرتد على قتل أكثر من سبعه آلاف من السوريين لا لشيء إلا أنهم طالبوا سلميًا بحقوقهم وحرياتهم، إنها جريمة ضد الإنسانية، والأدهى والأمر أن تقف بعض الدول مع المجرم دون اعتبار للقيم كالصين والروس وإيران، حتى الدول العربية، لقد جاء تحرك بعضها متأخرًا، وما زال دون المستوى المطلوب، ولا نشك أن هذه الدماء البريئة التي تزهق يوميًا هناك لن تمر بدون معاقبة ربانية؛ فإن الله حرم الظلم على نفسه، وجعله بين العباد محرمًا: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102].
إننا نؤكد على الفتوى التي صدرت عن علماء المسلمين، ونطالب معهم:
أولاً: الشعب السوري نطالبه بالصبر والثبات؛ فإن النصر معه بإذن الله، والعاقبة للمتقين، والنصر صبر ساعة، وليعلموا أن هذه التضحيات التي يقدمونها، وهؤلاء الشهداء سيكونون -بإذن الله- مشعل نور لأمتهم في بلاد الشام الحبيبة، في الأرض المباركة.
كما نوجِّه رسالةً إلى الجيش السوري أن يتقوا الله، وأن يتخلوا عن حماية هذا النظام المرتد، وليعلموا أن مهمتهم هي حماية الشعب السوري وليس قتله، بل نطالبهم أن ينشقوا عن هذا النظام المتهالك، وينضموا إلى جيش سوريا الحر؛ لتحرير سوريا من هؤلاء العملاء الخونة بشار أسد وزمرته.
ونوجِّه رسالةً إلى الثوار في سوريا، والمجلس الأهلي الانتقالي، وسائر التشكيلات، بأن يوحدوا صفوفهم، وأن يتركوا الخلافات الحاضرة والمستقبلة؛ لمصلحة بلادهم وأمتهم، ويقودوها إلى بر الأمان؛ فالأمة في الشام وسوريا لم تقدم هذه التضحيات إلا وهي تريد وضعًا أفضل.
كما نوجِّه رسالةً للأمة الإسلامية في العالم الإسلامي، من مشرقه إلى مغربه، أن يقفوا وقفةً جادة مع إخوانهم بالنصرة والمؤازرة ضد هذا الطاغية بكل أشكال المعونة والمساعدات والنصرة الممكنة، كتكوين اللجان الشعبية التي من شأنها إغاثة المنكوبين المهَّجرين من سوريا إلى الأردن ولبنان وتركيا، فيتعين جمع التبرعات والدعاء لهم في الصلوات والقنوت، وإظهار الاحتجاجات ضد سفارات الدول المؤيدة لهذا النظام الخبيث مثل السفارة الصينية والسفارة الروسية، والاعتصامات أمام تلك السفارات، ومقاطعة بضائع هذه الدول، وكل ما تستطيعه الأمة الإسلامية من ضغط أن توجهه لصالح المسلمين في سوريا، ولا أقل من الدعاء، وهو سلاح عظيم عند من يعلم ذلك، في السحر، وفي الصلوات، وفي القنوت.
فإن هذا النظام ذو التاريخ الأسود قد قتل من السوريين عشرات الآلاف، ومكَّنَ لطائفة النصيرية الذين هم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أكفر من اليهود والنصارى"(1)؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث، ويعتقدون بألوهية علي بن أبي طالب، وأن البرق تبسمه، والرعد صوته، بالإضافة إلى العمالة للصهاينة؛ فمنذ أكثر من ثلاثين سنة لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد إسرائيل، وباعتراف إسرائيل وقادة إسرائيل أن سقوط نظام سوريا يعني تهديد أمن إسرائيل.
فيا أمة الجسد الواحد، كونوا لإخوانكم، ولا تتخلوا عنهم، كونوا وحدة واحدة، أيتها الأمة الإسلامية.
ــــــــــــــ
(1) انظر:مجموع الفتاوى (35 /149).

المصدر: منبر علماء اليمن، نقلاً: موقع الشيخ. 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع