..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

القائد والعلامة الإسلامي إبراهيم الحريري

عباس عواد موسى

٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3481

القائد والعلامة الإسلامي إبراهيم الحريري
1 ابراهيم الحريري.jpg

شـــــارك المادة

غادر سوريا في العام 1970, إلى الكويت, حيث عمل فيها مدرساً وأستاذاً في المعاهد العليا.
ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليكمل مشواره التدريسي .
إنه خبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة, وقد أفنى في التدريس أكثر من ثلاثين سنة .
اعتقلته أجهزة النظام السوري القمعية أثناء زيارته لوطنه عام 1979, وحققت معه لمدة أسبوع بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين . ومنذ ذلك الحين وهو ينتظر لحظة العودة.


يعتزّ بمدينته بصر الحرير إحدى مدن حوران, وهي مدينة اللجاة الرئيسية. واللجاة سلسلة صخرية تمتد من حوران إلى ريف دمشق .
ومثّلت هذه الهضبة مكاناً آمناً للثوار الذين كبدوا النظام خسائر فادحة على امتدادها , ويُطلَق عليها إسم النجاة أيضاً , فمن وصلها قد نجا , كيف لا ؟
وهي صبّات بركانية تكثر فيها الكهوف. ومدينته كانت سبّاقة في الفزعة لمدينة درعا المحاصرة وقدمت الشهداء منذ بدايات الثورة المباركة .

إنه الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الحريري النائب السابق لرئيس هيئة الشورى برابطة العلماء السوريين والقائد الإخواني البارز الذي أكد أن اعتقاله والتحقيق معه جاء ضمن خطةٍ أعدها النظام للانقضاض على كل مسلم , ولتحقيق هدفه بضرب أهل السنة والجماعة , ارتأى فرض المواجهة مع الإسلاميين .
وفعلاً, نفّذ مجازره الوحشية والبربرية في ظل صمت عالمي مريب. وشهدت مدينة حماة, التي يشتد فيها عود الإسلاميين وقوّتهم ومنعتهم, على أعنف مجازره ودمويته .
فالنظام أراد إيصال رسالته لكل سوريا من حماة, ولذا, تأجّل موعد انطلاق هذه الثورة الشعبية التي نشهدها الآن.
العلّامة الحريري, قدم للأردن عام 1970 للقاء الشهيد الدكتور عبد الله عزام -رحمه الله- وطيب ثراه الذي قاد كتائب الشيوخ ولما لم يتمكن من لقائه, عاد من الزرقاء إلى حوران.
وكان مع الذين أشاروا إلى ضرورة تأسيس مقاومة إسلامية فلسطينية, ويقول, إن حركة حماس, هي صنيعة فلسطينية غُزّية باركها مجلس شورى الحركة الإسلامية الأردنية.
والثورة السورية تقدّر لحماس موقفها مع الشعب السوري وليس مع النظام السوري. فأي أذى يصيبها, إنما يصيب الثورة السورية, والعكس صحيح. ويشير إلى أن المأساة الأكبر وقعت على إخوان سوريا, فاختلفوا في وجهات النظر في فترة من الزمن, لكنهم اجتازوا تلك المرحلة, وخرجوا أكثر تماسكاً ووحدة.
القائد الإخواني, يصف الإخوان المسلمين بالأوفياء مع من يمدّ يده إليهم. وميزتهم أنهم أصحاب, نظرة شمولية, وأكثر اعتدالاً, ويرون في الآخرين أنهم شركاء في هذا الربيع.
ونحن والقول له, نؤمن بالديمقراطية ( ألشورى ) ووجود الإخوان ومشاركتهم في المؤتمرات كان أهم أسباب نجاحها .
ومن الواضح في سلوك الإخوان ومعاملاتهم أنهم ليسو أعداء للنظم الحاكمة بمقدار ما يريدون لها الخير والصلاح .
وعلى الغرب والعالم بأسره أن يبدّد تخوفه من الحركة الإسلامية . وعن علاقتهم بالتيار السلفي قال إن نقاط الإلتقاء أكثر من نقاط التباين وقناعة كل طرف أنه لا غنى له عن الآخر .
أعرب عن تمنياته للأردن قيادة وحكومة وشعباً كل خير وأضاف بجزم لن تصل الهوة بين النظام والإخوان حدّ القطيعة .
لا يخشى على الثورة السورية من المُندسين والفارّين من نظام الأسد الطائفي الخبيث, لأنها, وببساطة, كما قال: ثورة الشعب المظلوم ضد النظام الظالم, وسيبوء بالفشل كل مَنْ تسلّل إليها ممن يرتبط بالمخابرات العالمية والأجندات الخارجية.
فهي أقوى بإذن الله عز وجل وأكثر منعة وصلابة . ألثورة , وقودها الشعب, وهو يعرف أن هؤلاء الفارين أسوأ من النظام نفسه.
وإذن , لا خِشية عليها .
ولما سألته عن شخص رئيس الحكومة المؤقتة أجابني بأنه يثق بالائتلاف وإنهم سيُوَفّقون بإذن الله في اختياره . فطرحت اسم رياض حجاب فأردف ليس عليه تحفظات كما أعلم .
الرئيس محمد مرسي, رجل عملاق , وهو نعمة ساقها الله لمصر وشعبها وللثورة السورية كذلك. أخرجه الربيع العربي, ربيع الشعوب , التي عانت من حكم الحكومات الجبرية الظالمة الدكتاتورية المستبِدّة. والثورات الربيعية, هي ثورات المساجد وأيام الجمعة ووصفها الحقيقي أنها ثورات (ألله أكبر) .
ومسقط رأسه, بصر الحرير, شهدت أول معركة في يوم الجمعة في الخامس والعشرين من آذار من العام الماضي لتبدأ بالمقاومة المسلحة في مواجهة آلات النظام الدموي العسكرية المدججة.
ومن هنا, فهو يرى أن الثورات لن تتوقف حتى تحقق أهدافها المنشودة.
الولايات المتحدة ستتفكك, أكثر من تفكّك الإتحاد السوفييتي.
والعاصفة الاقتصادية التي تجتاحها وتجتاح أوروبا ستصب في صالح المُستَضعَفين في الأرض.
لسنا صقوراً وحمائم, ردّ عليّ عندما وصفت الحركة الإسلامية بجناحيها, فحكم الإعدام لا يزال سارياً بحقّي.
إننا حركة واحدة مُتحابة لا أكثر ولا أقل .
لقد شارك إخوان سوريا في مواجهة المد الصهيوني منذ بدءه, بقيادة الدكتور مصطفى السباعي -رحمه الله- وطيب ثراه.
وكرر اسم فلسطين , متمنياً الشهادة على ثراها كما يحب الاستشهاد على ثرى سوريا الحبيبة, فإن أدركته المنيّة, نظر إليّ, وأشار إلى أهله الجالسين, موصياً إياهم أن يدفنوه في أقرب نقطة من بُصر الحرير إن حالت الظروف دون دفنه فيها.
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع