..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

المؤامرة والبحث عن الحقيقة

محمد الفاضل

١٥ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2317

المؤامرة والبحث عن الحقيقة
111.jpg

شـــــارك المادة

في عصر كثرت فيه التجاذبات، وتعقدت وتشابكت المصالح وطغت فيه الأهواء، غدت مهمة البحث عن الحقيقة وإماطة اللثام عن النوايا الحقيقية والصفقات التي تتم في دهاليز وأروقة السياسة، ومراكز صنع القرار مهمة شاقة يكتنفها الكثير من البحث والتقصي والتمحيص بغية محاولة فك رموز كيمياء السياسة ومعادلاتها السرية، فضلاً عن قراءة ما بين السطور لكشف المستور.
وبعيداّ عن التعصب والمهاترات والجدل البيزنطي للوصول إلى جوهر الحقيقة بعقلية مستنيرة وتفكير منطقي قائم على التحليل الموضوعي، تقتضي الأمانة العلمية دراسة معطيات الحالة السورية والنتائج المستخلصة بعقلية منفتحة، وبعيداً عن الشتائم وكيل الاتهامات.
ومع بروز طبقة طفيلية من تجار الكلام وكتاب الاسترزاق ممن يلهثون وراء كل ما يلمع من شعارات براقة -وليس كل ما يلمع ذهباً-، تتعمد تلك الأقلام خلط الأوراق والذود عن الطغاة في مسعى لتشويش القارئ، متسربلين برداء الوطنية الفضفاض، وكذبة الحرص على مصلحة الوطن.
نقول لكل هؤلاء: إن محاولة إنكار كل ما يحدث من ثورات -وبالأخص في سوريا- هو ضرب من الجنون والمكابرة، والعناد الأجوف الذي لن يفضي بنا إلى شيء. وكأنكم تصورون البلاد العربية جنة عدن في عهد أولئك الطغاة!! دعونا نسلم بفرضية أن هناك أطرافاً دخلت عل خط الثورة لحسابات ومصالح معينة، وهذا يحدث في كل الثورات، ولكن أن ندعي ونصر أن الأمر لا يتعدى مجاميع قليلة من المندسين والمتآمرين، والأمور على ما يرام، والشعب كله يقف مع النظام... فهذا لعمري إجحاف بحق الشعب، ومحاولة حجب الشمس الساطعة بغربال.
هل ما يحدث من قتل وانتهاك لحريات الإنسان، وما نشاهده على شاشات التلفاز بشكل يومي؛ وبالأخص تكالب واستئساد مجاميع من الأمن على ضرب وسحل أحد المتظاهرين الذي (شاء حظه العاثر)(1) أن يقع فريسة بين براثنهم بهذه الوحشية، هو محض أوهام وخيالات؟ أنتم تدعون يا سادة أن كل هؤلاء خونة وعملاء، فكيف يطلب حسن نصر الله في خطابه الأخير من المعارضة السورية في الداخل والخارج أن تحاور النظام؟ كيف يقبل النظام أن يحاور عصابات مسلحة وخارجين على القانون حسب زعمكم؟ أم غدا هو الآخر من السلفيين؟
ولماذا الإصرار على خلط الأوراق والزج بملفات حقوق الإنسان في بعض دول الخليج كلما تكلمنا عن مفاسد وهمجية النظام؟ ألا يعد هذا تهرباً من الموضوع الأساسي الذي نحن بصدده ليلتبس الأمر على البسطاء؟ لماذا يختزل الوطن بشخص الحاكم؟ ومنذ متى والبلاد ملك للطغاة؟
البعض يذهب به الخيال بعيداً ويقول لك: هناك إصلاحات جدية من قبل النظام!! لماذا لا نتلمس هذه الإصلاحات المزعومة؟ ولماذا لا يراها إلا هؤلاء؟ يبدو أن النظام صحا من نومه فجأة، وبعد عقود من التسلط والتهميش والقمع، وقرر أن هناك حاجة إلى الإصلاح!! أما موضوع المقاومة والممانعة فلن أستفيض في حيثياته لأنه يحتاج إلى مجلدات. وحفاظاً على وقت القارئ الثمين ولكي لا نطيل، نكتفي بهذا القدر ونقول ماذا عن تحرير الجولان؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصحيح: شاء الله ( نور سورية).

المصدر: موقع أرفلون نت 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع