..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

الفلتان الأمني ينتشر في مناطق سيطرة النظام

المرصد الاستراتيجي

٣ ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 1722

الفلتان الأمني ينتشر في مناطق سيطرة النظام

شـــــارك المادة

تندلع في دمشق حرب إشاعات وتسريبات بين بارونات “اقتصاد الحرب”، وذلك في أعقاب خطاب رئيس الوزراء “الناري” في مجلس الشعب، والملاسنات التي دارت في اجتماع حاكم المصرف المركزي مع التجار الموالين للنظام لإنقاذ الليرة السورية، وما أعقب هاتين الحادثتين من تحقيقات وأحكام قضائية بالحجر على أموال ومنع سفر بعض المتنفذين.
وكانت “منظمة غلوبال ويتنس” لمكافحة الفساد، قد نشرت تقريراً يشير إلى امتلاك أبناء خال بشار الأسد من عائلة مخلوف عقارات في روسيا تقدر قيمتها بنحو 40 مليون دولار، مستخدمين قروضاً وتسهيلات من شركات لبنانية تعمل في الخارج وتملك تلك العقارات رسمياً.
ونشر التقرير تفاصيل دقيقة حول ممتلكات آل مخلوف في موسكو، تتضمن شراء؛ رزان عثمان زوجة رامي وشقيقتها ندا شققاً في الطابقين 53 و58 من مجمع “سيتي كابيتلز”، وامتلاك حافظ مخلوف شقة في الطابق 60، وشقيقته كندة شقة في الطابق 20، من المجمع نفسه، بالإضافة إلى امتلاك حافظ 11 شقة في مجمعات أخرى من خلال 3 شركات روسية تتبع له، وأكد التقرير أن: “صفقات العقارات تعتبر دليلاً فعلياً على الطريقة التي ساعدت فيها روسيا أفراداً فُرضت عليهم عقوبات ممن دعموا واستفادوا من نظام الأسد الإجرامي وتهربوا من العقوبات الدولية”، مضيفة أن روسيا: “سمحت لهم بملجأ آمن في موسكو حيث استمتعوا بالرفاهية في وقت كانت فيه سوريا تحترق”.
وعلى الرغم من أن حجم المشتريات صغير بالنسبة إلى ثروة آل مخلوف؛ إلا أنها تمثل دليلاً على الحركة التجارية النشطة بين روسيا وسوريا جراء العلاقات العسكرية، حيث تحصل روسيا مقابل تدخلها العسكري في البلاد على صفقات مربحة من المصادر السورية الطبيعية مثل الفوسفات والغاز والنفط بالإضافة إلى عمليات إعمار، فيما يحصل متنفذون من النظام على تسهيلات مالية كبيرة في موسكو مقابل ذلك، كما تشير تلك المعلومات إلى أن آل مخلوف يعملون بالفعل على نقل أموالهم من دمشق على خلفية الصراعات المندلعة في أروقة القصر الجمهوري، ورغبتهم حماية ثرواتهم في ظل الفوضى التي آلت إليها الأوضاع في دمشق.
ويبدو المشهد أكثر دموية على الأرض، حيث تندلع صراعات مفتوحة بين الميلشيات الموالية للنظام في مواقع مختلفة من البلاد، وخاصة في اللاذقية حيث تشتبك قوى الأمن مع عصابات تتبع لآل الأسد، وكذلك الحال في حلب، وفي دير الزور، حيث شهد شهر نوفمبر الجاري صراعاً بين عناصر محسوبة على الحرس الثوري الإيراني والأمن العسكري في مدينة الميادين شرق دير الزور، عقب وضع الأمن العسكري حاجزاً أمنياً بالقرب من مقر للحرس الثوري الإيراني، وتطور الخلاف إلى اشتباكات بالأسلحة، ولا تزال الأوضاع متأزمة بين الطرفين حتى الآن.
وترتفع وتيرة الفوضى في محافظة السويداء التي شهدت في الفترة الماضية 21 حالة خطف واعتقال، معظمها بهدف الحصول على فدية مالية، فيما تقوم ميلشيات محلية باعتقال عناصر من النظام ومقايضتهم بأبنائهم المعتقلين.
أما في حلب فقد شهد شهر نوفمبر الجاري سلسلة مواجهات مفتوحة بين ميلشيات تابعة لروسيا وأخرى محسوبة على إيران، واستخدمت القنابل اليدوية في مشاجرات وقعت بين عناصر من الطرفين وسط المدينة التي تشهد انفلاتاً أمنياً، وسط تجاهل النظام مناشدات الأهالي لإنقاذهم من: “عصابات الشبيحة التي استباحت حلب وأهلها وحرمتها”.
وجاءت تلك المشاجرة في أعقاب إغلاق مجموعة من الشبيحة شارع جامع الهدى بحي سيف الدولة بحلب حاملين سيوفاً وأسلحة وهم بحالة سكر، واعتدوا على السيارات والمارة، فيما قام أحد عناصر الشبيحة بإطلاق النار من مسدسه على شاب في حي المشارقة بسبب اصطدام دراجة الضحية بسيارته دون قصد.
وفي مطلع شهر نوفمبر الجاري داهم عناصر من المخابرات الجوية ومن فرع أمن الدولة منزل القيادي السابق في ميلشيا “الدفاع الوطني” حسن حريبل في منطقة الحي الرابع بحي الحمدانية غرب حلب، وقامت بضربه وسحله على درج المبنى وصولاً إلى السيارات لتقوم في النهاية باعتقاله ونقله إلى جهة مجهولة.
ويُعرف حربيل بسلوكه السيء وتسلطه على المدنيين، معتمداً على عصابة من أبناء عشيرته المسلحين، إضافة لعلاقاته مع ضباط كبار في النظام أسد وخاصة في فرع الحزب والأمن العسكري.
وتتفشى مظاهر الفلتان الأمني بصورة أكبر في محافظة درعا، حيث تتصاعد وتيرة الاغتيالات والتصفيات، والعمليات التي يقوم بها مجهولون ضد عناصر النظام في مختلف بلدات المحافظة، فضلاً عن حملات الاعتقالات التي تشهدها المحافظة بشكل شبه يومي بناء على تقارير أمنية يرسلها عملاء النظام.
وشهدت المحافظة في 12 نوفمبر خروج المئات من الأهالي درعا في مظاهرات نددت بالنظام وطالبت بإسقاط الأسد، وإخراج المعتقلين، وخروج الميليشيات الإيرانية من المحافظة، وجاب المتظاهرون شوارع قرى “اليادودة”، و”تل شهاب”، و”المزيريب”، و”العجمي” بالدراجات النارية، ورددوا هتافات مناصرة لإدلب التي تتعرض لحملة عسكرية من قبل النظام.
وفي ريف حمص؛ أخلت ميليشيا “نسور الزوبعة” معسكراتها وانسحبت مع عتادها الثقيل باتجاه الساحل السوري في خطوة وصفها كثيرون بأنها تعكس توجه إيران لتوطيد نفوذها في محافظة اللاذقية التي تعاني من تكدس العناصر الإيرانية فيها، وذلك على خلفية صراعات محتدمة بين قادة الميلشيا والقوى الأمنية التابعة للنظام، ووضع أربعة من قادة الميلشيا على قائمة المطلوبين، وهم؛ جميل طبراني، وأبو حيدر، وسردار علي، وأبو سليمان الدردري، وجميعهم مدعومون من قبل رامي مخلوف الذي يعاني من تقليص صلاحياته في دمشق.
وشهدت مدينة جبلة صراعات رديفة أسفرت عن فرار قائد مليشيا “الدفاع الوطني”، آيات بركات، إلى لبنان وبحوزته ملايين الليرات، وذلك بعد صراع مع مليشيا “الحارث” في القرداحة التي يقودها بشار طلال الأسد، ابن عم بشار الأسد، وفيما يؤكد صراع الأجنحة في دمشق، تؤكد مصادر مطلعة أن بركات على صلة وثيقة بحافظ ورامي مخلوف اللذين دعما عصابة بركات طوال السنوات الماضية.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع