..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

النفوذ الأمريكي يتضاءل؛ منطقة تركية في الشمال وأخرى روسية-إيرانية في الجنوب

المرصد الاستراتيجي

٣ ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2281

النفوذ الأمريكي يتضاءل؛ منطقة تركية في الشمال وأخرى روسية-إيرانية في الجنوب

شـــــارك المادة

تستمر واشنطن في تقليص وجودها العسكري، ومحاولة إقناع الدول الحليفة لإرسال قوات بديلة، وذلك بالتزامن مع التفاهم مع تركيا على إنشاء “مركز عمليات مشترك في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الأمنة”.
وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت إنشاء منطقة آمنة بعمق 5 كم على طول الحدود السورية-التركية، بحيث تسحب القوات الكردية سلاحها الثقيل خلف ذلك الخط، وتجوب دوريات لطرف ثالث (غير تركي) ذلك الشريط، في حين نصر أنقرة على إنشاء منطقة بعمق 32 كم خالية من مقاتلي “قسد”.
وعلى الرغم من أن بعض أجزاء المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا آخذة في التشكل تحت النفوذ التركي بالفعل؛ إلا أنه من الصعب رؤية حل ملموس لهذا الخلاف، في ظل إصرار أردوغان على إبرام تفاهمات صلبة مع الولايات المتحدة لإنشاء “ممر سلام” على طول الحدود السورية-التركية، وتأكيده على أن واشنطن قد التزمت بذلك، وهو أمر لم تقره إدارة ترامب مطلقاً.
وبينما تكافح الولايات المتحدة لتسوية الخلاف التركي-الكردي، والمحافظة على نفوذها في الشمال الشرقي؛ تنشغل روسيا بمشاكل شبيهة في المحافظات الجنوبية مع حليفتها إيران، حيث يبدو للوهلة الأولى أن الكرملين قد تنصل مع تعهدات بوتين لترامب ونتنياهو (منتصف عام 2018) بإبعاد القوات الموالية لإيران عن المناطق الحدودية مع إسرائيل والأردن، حيث كان من المفترض تشكيل “منطقة آمنة” يقتصر الوجود العسكري فيها على روسيا وقوات النظام.
ومنذ ذلك الحين بدأت القوات الروسية في إخلاء المواقع التي انتشرت فيها لمراقبة الحدود الجنوبية مع الأردن وإسرائيل، وأعادت تموضعها في جيب عسكري يسيطر عليه الفيلق الخامس بالقرب من الحدود السورية-العراقية.
ويبدو أن الفيلق الخامس الذي يقوده الزعيم السابق لفصيل “شباب السنة” في بصرى أحمد العودة، سيتحول إلى قوة شبيهة بقوات “قسد” في الشمال السوري، حيث يحظر على غير الروس الدخول للمناطق التي يسيطر عليها هذا الفيلق، أو الوصول إلى الطرق الرئيسية المفضية إليه، في حين يعزز “فيلق القدس” الإيراني و”حزب الله” اللبناني مواقعهما في مناطق بالقرب من الحدود مع الأردن وإسرائيل.
وقد حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل -دون جدوى- معرفة ما إذا كان الانسحاب الروسي من تلك المناطق الحدودية يمثل سياسة رسمية للكرملين أم أنه مجرد اجتهادات عسكرية تتبناها قيادات روسية ميدانية، وفي كلا الحالتين تشعر كل من واشنطن وتل أبيب بضرورة وضع تصور لكيفية التعامل مع الوضع الجديد، الذي يبدو أنه سياسة يتبعها بوتين للانتقام من المناورات العسكرية الأمريكية في الشمال الشرقي.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع