..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من المعيب محاسبة الثورة

إحسان الحسين

٢٥ ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2796

من المعيب محاسبة الثورة

شـــــارك المادة

من المعيب محاسبة الثورة عقلانياً فقط بينما هي مطالب إنسانية تم الرد عليها بتوحش وتوسع تمثل بالدمار والتهجير والمجازر والاعتقالات، فألجأ المجتمع لخيارات لم يكن يريدها ولتدخلات للإقليم والعالم تمت باستدعاء النظام لها أولاً.
هذه العقلانية الباردة التي تدعي الحكمة أمام حالة الإحباط اليوم هي في حقيقتها شكل من أشكال الاصطفاف خلف النظام وخلف مراداته ولو بشكل آخر، إنها امتهان يرفض في جوهره تأييد الضحايا والمظلومين، بينما هو يتجاوز عن الجلاد ويمنحه الشرعية لأنه كان ذكياً وخبيثاً وعميلاً بما يكفي وأكثر.

تخيل لو أن هذا العالم يعمل دائماً وفق منظومة الحفاظ على المألوف والخوف والتجنب والانسحاب وتأييد الظلمة والمستبدين ؟
ترى هل كنت ستتوقع أي إنجاز علمي أو أدبي أو فني أو ديني ؟
وهل كنت ستتوقع قيام أية حركة تحرر اجتماعية أو سياسية ، أو نجاح نبي في دعوته ؟
أو أن ترى مظلوماً لا يزال يصّر على مظلوميته في وجه ظُلاّمه ؟

هم ضحوا من أجلنا ، واجتهدوا أن يحفظوا للمجتمع سلامه وأمنه الاجتماعي مع إصراهم على التمسك بالحقوق والحريات
وهذا ما لم يقبل به النظام ولا السياسة الدولية الحالية وعملوا عليه حتى تمكنوا من قلبه وتكسيره وتشغيبه .
أولى الخطوات كانت بالتغييب أو القتل أو التهجير ، الثانية بانتهاك الحرمات وتعميم الدمار والمجازر ، والثالثة بإطلاق الخبرات العسكرية الجهادية المعتقلة من السجون واستدعاء القاعدة والميليشيات الشيعية وروسيا ، وأما الرابعة فهي بضمان صمت المجتمع الدولي مقابل خدماته وقبول سيرته الذاتية وخبراته كشريك .
سياسة النظام أمام مواطنيه أنت إمّا مُغيب ، أو مُصالح توقع على عقد الذّل وأوراقه وفي الحالين أنت معتقل !

لا تلوموا الشهداء ، بل لوموا كل من خذلهم
وتآمر عليهم وآثر ثقافة القواعد ومتلازمات الجبن والانسحاب .

حقيقة سيكون لدينا الكثير من الوقت للتوبة إذا أردنا ، لكن ليس من الحرية والثورة ، بل من ثقافة النظام والخوف منه ، ومن ثقافة الجهل السياسي والديني ومن هذا العالم اللئيم ، وسيكون لدينا المزيد من الوقت لتذكُر الضحايا والشهداء فهم مادتنا التي سنتشكل منها ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )

اللهم أرحم شهداء داريا وشهداء الثورة ، اللهم امنح أهاليهم الاحتساب والسكينة واحترام أقدارك ، اللهم اجعل شهادتهم مادة فخر واعتزاز ، واجعل إرثهم إرث وعي وتوحد واجتماع .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع