..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

روسيا تعزز نفوذها العسكري في سوريا تمهيداً للمرحلة المقبلة

المرصد الاستراتيجي

٢٧ ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2394

روسيا تعزز نفوذها العسكري في سوريا تمهيداً للمرحلة المقبلة

شـــــارك المادة

تشير مصادر أمنية مطلعة إلى أن المسؤولين الروس في سوريا كان لهم دور كبير في إعادة هيكلة وزارة الدفاع وقيادة الأركان، وبعض الأجهزة الأمنية بهدف تثبيت شبكة من الضباط السوريين الموالين لروسيا في أبرز المواقع العسكرية والأمنية الحساسة، حيث اتخذ الضباط الروس منذ منتصف عام 2017 من "هيئة أركان الجيش والقوات المسلحة" السورية في دمشق مقراً لهم وبدأوا بإجراء تغييرات في الأركان ووزارة الدفاع، طالت أسماء كبيرة وصلت إلى وزير الدفاع ومساعديه ومستشاريه، حيث صدرت في شهر يوليو الماضي أوامر روسية بتجميد وزير الدفاع فهد جاسم الفريج ومدير مكتبه العميد محمود نظام، والمساعد الأشهر في الوزارة أبو الليث.

وشملت عملية التطهير أكثر من 150 ضابطاً بعضهم من أصحاب القرار في الجيش وفي موقع المسؤولية عن عمليات عسكرية مباشرة في محيط دمشق، حيث نُقل عشرات الضباط إلى المبنى المجاور لقيادة الأركان، المخصص منذ عهد حافظ الأسد للضباط غير المرغوب بهم، أو أولئك الذين استغنى عن خدماتهم. وانتهت قضية الفريج بعد تعيين العماد علي عبد الله أيوب، المُقرّبُ من الروس، وزيراً للدفاع، وإحالة مدير مكتب الفريج وبعض مستشاريه إلى التحقيق بإشراف روسي مباشر.

وبعد إجراء اجتماعات دورية ومكثفة للضباط المسؤولين عن العمليات العسكرية في جنوب دمشق وشرقها ومناطق "خفض التصعيد"، تم إرسال دفعة من الضباط إلى روسيا لحضور دورة تدريبية لأربعة شهور قبل عودتهم لتسليمهم مناصب رفيعة المستوى، كما أُعيد عشرات الضباط والمستشارين المُسرحين من الخدمة والمواليين للروس منذ عهد الأسد الأب.

كما طالت عملية التطهير الروسية وفرض سيطرة موسكو على مفاصل النظام بعض الأجهزة الأمنية، حيث تم التنسيق مع اللواء علي مملوك لزيادة الرقابة على الفروع الأمنية، ولوحظ عودة رئيس "الفرع 40" التابع لإدارة أمن الدولة" العميد حافظ مخلوف، شقيق رامي مخلوف، بعد أكثر من عامين من الغياب عن المشهد السوري الداخلي.

يأتي ذلك بالتزامن مع إشراف بوتين شخصياً على إعادة نشر المزيد من القوات الروسية وتعزيز سيطرة موسكو على القواعد الروسية في طرطوس وحميميم.

ووفقاً لتقرير أمني مطلع فإن موسكو تعمل على إرسال المزيد من الوحدات العسكرية بهدوء، وذلك بهدف تعزيز نفوذهم في أربعة قواعد أخرى هي:

1- قاعدة الطياس التي تعرف كذلك باسم "تي فور" في محافظة حمص غرب تدمر، حيث يرغب الروس بجعلها مركزهم الرئيسي للعمليات الجوية في منتصف سوريا؛ وتجهيزها لتأمين الإسناد لقاعدة حميميم التي تعرضت مؤخراً لهجمات بالطائرات الآلية وقذائف الهاون.

2- قاعدة تدمر التي تقدم الدعم الجوي للعمليات في شرق سوريا بما ذلك العمليات في دير الزور، وقد وافقت موسكو مؤخراً على تسليمها لإيران، حيث يخطط قائد فيلق القدس قاسم سليماني جعلها المركز الرئيسي لتجمع الميلشيات الشيعية في سوريا.

3- قاعدة حماة، والتي ستمكن الروس من السيطرة جواً على وسط سوريا وعلى الطريق السريع الممتدة من الشمال والوسط إلى العاصمة دمشق، حيث تقع على مسافة قريبة من قاعدة طرطوس على البحر المتوسط (125 كم) خط مباشر، وفي حال تعرضت القاعدة البحرية للهجوم في طرطوس فسيكون من اليسير تقديم الدعم الجوي خلال فترة قصيرة.

4- مطار الشعيرات بحمص، والذي يستخدمه الروس كمقر للواء الجوي "50"، ويعتبر مدرجا المطار وحظائره الأربعون المحصنة المحطة الرئيسية التي يجلب منها الروس والإيرانيون تعزيزاتهم من السلاح وقطع الغيار.

وأكد التقرير أن موسكو تنوي نشر نحو ست آلاف مقاتل في القواعد الأربعة معظمهم من القوات الخاصة وسلاح الجو، وقد وصل بعضهم بالفعل، حيث تمركزوا في مواقع قريبة من القواعد التي اختار الأمريكيون التموضع بها شمال وشرق سوريا.

في هذه الأثناء تدير القوات الخاصة الروسية المعارك على الأرض في إدلب، في حين تقدم الطائرات الروسية تغطية جوية على مدار الساعة للميلشيات الموالية للنظام، كما أنهت "كتيبة المدفعية والصواريخ" التابعة للقوات الروسية عمليات انتشارها ونصبت قواعدها في ثلاثة مواقع شمالي وشمال شرقي حماة، وشاركت فعلياً في تقديم التغطية النارية للنظام وحلفائه.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع