..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كيف ستوظف موسكو التصعيد الإسرائيلي في سوريا لمصلحتها؟

وكالة الأناضول

١٠ ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 1620

كيف ستوظف موسكو التصعيد الإسرائيلي في سوريا لمصلحتها؟

شـــــارك المادة

اعتبر خبراء عسكريون وسياسيون عرب، أن إسرائيل لن تتجه إلى المزيد من التصعيد العسكري على الأراضي السورية، وتوقعوا في الوقت نفسه أن تستثمر روسيا التطورات الأخيرة بين إسرائيل وسوريا لمصلحة أجندتها على الأراضي السورية، وأن تعتمد لهذا الغرض دبلوماسية التهدئة.

وأكد الخبراء في تصريحات للأناضول، أن العلاقة الاستراتيجية الروسية الإسرائيلية، أقوى من أن يتم التضحية بها من أجل سوريا وإيران، معتبرين أن روسيا لديها انتخابات رئاسية قريبة، لذا ستسعى إلى التهدئة بين الطرفين.

واعتبروا أيضا أن موسكو حريصة على الحفاظ على توازن القوى لمصلحتها، لا سيما أن الروس لا يشعرون بالارتياح لازدياد النفوذ الإيراني داخل الأراضي السورية، وهي ترفض بشكل واضح إنشاء أي قواعد عسكرية إيرانية داخل سوريا، وتوقعوا أن تستثمر التطورات الأخيرة لكبح جماح إيران في هذا البلد.

وقال الخبير السياسي في الشأن الإيراني "نبيل عودة"، إن "الروس لا يشعرون بالارتياح لازدياد النفوذ الإيراني داخل الأراضي السورية، ولذلك فروسيا ترفض بشكل واضح إنشاء أي قواعد عسكرية إيرانية داخل سوريا، وعلى ذلك يمكن أن تستثمر موسكو التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل من أجل تعزيز نفوذها والضغط على الطرفين، بهدف التراجع عن طموحاتهما، والتوصل إلى تفاهمات لا تمس النفوذ الروسي في سوريا".

ورأى عودة أن "إسرائيل حاولت من جانبها الضغط بشكل كبير على الإدارة الأمريكية من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة في سوريا، للحد من النفوذ الإيراني، خصوصا بعد أن استطاعت إيران تأمين الخط البري الواصل بين طهران وبيروت عبر كل من بغداد ودمشق".

وأشار إلى أن "الغارات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة أصبحت تأخذ طابعا أكثر خطورة، عندما أصبحت تستهدف قواعد الجيش السوري بشكل مباشر، وهو ما أزعج السوريين والإيرانيين على حد سواء".

وفيما يتعلق بالموقف الروسي، شدد عودة على أن "موسكو تعتبر القوة الوحيدة داخل سوريا التي تستطيع أن تعقد تفاهمات بين جميع الأطراف المتنافسة، فهي قادرة على التفاهم بين الإيرانيين والسوريين من جهة، والإسرائيليين من جهة أخرى، ولكن يجب ألا يغيب عنا أن روسيا حريصة على الحفاظ على توازن القوى لمصلحتها".

واستدرك حديثه قائلا "لا أرجح ذهاب الأطراف إلى حرب شاملة ومفتوحة، فإيران معنية بإرسال رسائل واضحة حول نفوذها في سوريا، وإسرائيل لا تسعى لفتح حرب شاملة مع إيران، لأنها لا تقوى على الصمود في حرب طويلة، ولذلك ستسعى إلى إعادة رسم معادلة ردع جديدة، من خلال الاستمرار في توجيه ضربات تكتيكية من وقت لآخر من ناحية، والضغط على واشنطن وموسكو من ناحية أخرى للتوصل إلى تفاهمات للحد من النفوذ الإيراني في الجنوب السوري".

من جانبه، قال الجنرال السابق في الجيش اللبناني "وهبي قاطيشا، إن "التصعيد هو عمل تتحكم إسرائيل فيه من خلال محطات معينة، حينما تشعر مثلا أن هناك سلاحا جديدا يمكن أن يصل إلى الأراضي السورية، أو إلى حزب الله في لبنان".

ورأى أن "الضربات الإسرائيلية للأراضي السورية تأتي لقطع وصول السلاح إلى حزب الله".

واعتبر الجنرال السابق "لا أعتقد أن تتطور الأمور إلى حرب مفتوحة بين إسرائيل ولبنان، والتصعيد بطبيعة الحال موجود من وقت إلى وقت، وإن كان بشكل متقطع، لا سيما على القواعد العسكرية في الأراضي السورية".

وحول الموقف الروسي، شدد على أن "الموقف متناسق مع الموقف الإسرائيلي، لأن العمليات التي تقوم إسرائيل بها، لا تتدخل بها روسيا، ولا تتحرك في هذا المجال، ولا حتى تعطي إشارة إلى سوريا باحتمال ضربات أو ما شابه ذلك".

بدوره، شدد العميد السابق في الجيش اللبناني "ناجي ملاعب" على أن "التصعيد الإسرائيلي في سوريا هو تغيير استراتيجي في مسار العمليات العسكرية الجارية في سوريا".

وأشار إلى أن "الموقف الروسي اليوم، نستطيع ربطه بالموقف الأمريكي الذي صدر على لسان الخارجية الأمريكية بالبقاء العسكري في سوريا حتى إحلال السلام والاستقرار فيها، وهو ما يعتبر من وجهة النظر الروسية أنه ينسف كل الجهود لتسوية الأزمة وفق أجندتها".

وأضاف ملاعب أن "إسرائيل ترى أن القرب الإيراني منها في سوريا، فيه خوف وقلق على أمنها، وهذا هو المبرر الذي قد يكون للضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية أمام روسيا"، غير أنه اعتبر أن "الأمور لن تتجه إلى تصعيد".

بدوره، قال المحلل العسكري الأردني فايز الدويري إن "العلاقة الاستراتيجية الروسية الإسرائيلية أقوى من أن يتم التضحية بها من أجل سوريا وإيران".

وأشار الدويري الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية إلى أن "ما حدث هو مفاجأة تمثلت في أن ترد سوريا.. حيث إنه من عام 1973 حتى الآن لا ردود سورية، وكان هناك رد يتيم عام 2016، وهذا الرد الثاني، وكنا أيضا نسمع عن ردود لمواجهة صواريخ وليس لمواجهة الطائرات".

وتابع "ما جرى أعتقد أنها محاولة لإثبات الذات (من إيران)، لأن روسيا بدأت تتقارب مع تركيا بعد عملية غصن الزيتون، وإيران فقدت الأمل بالسيطرة على إدلب، وبالتالي حاولت أن تثبت أنها لا تزال لاعبا رئيسيا، وذلك من خلال الضغط على النظام السوري ليتخذ بدوره إجراء مضادا على الطلعات الإسرائيلية" وتغيير قواعد اللعبة.

وتساءل الدويري "هل هناك تراخٍ روسي أم أن هناك تمردا إيرانيا روسيا؟" على المعادلة القائمة بين القوى المعنية في سوريا، مجيبا: "قد يكون كلاهما ولكن تبقى العلاقة الاستراتيجية الروسية الإسرائيلية أقوى من أن يتم التضحية بها من أجل سوريا وإيران".

وأوضح "روسيا ستضغط للتهدئة، لأنها تحاول أن تجد مخرجا سياسيا في سوريا، ولديها انتخابات رئاسية في مارس / آذار المقبل، لذلك ستسعى إلى التهدئة للحفاظ على مكتسباتها في سوريا وليس للتصعيد، وستضغط على إيران وسوريا، بالإضافة إلى أنها ستطلب من أمريكا أن تضغط على إسرائيل لضبط النفس".

وشهدت الحدود الإسرائيلية السورية صباح اليوم السبت تصعيدا عسكريا استثنائيا، تخلله قيام مقاتلات إسرائيلية بغارات على أهداف إيرانية وسورية، وتصدي مضادات النظام السوري لها قبل أن تتحطم إحداها من طراز F-16 وإصابة طياريها الاثنين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أرسل نسخة منه للأناضول، إن مقاتلات تابعة له شنت غارات واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية، بإلاضافة إلى أهداف إيرانية في سوريا.

واعترف الجيش بتحطم مقاتلة وإصابة طيارين، قبل إسقاط طائرة إيرانية دون طيار، فيما أفادت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن الدفاعات الجوية تصدت لمقاتلات إسرائيلية وسط البلاد، وأصابت أكثر من واحدة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع