..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا المراجعات

محمد العبدة

١٧ ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3101

لماذا المراجعات

شـــــارك المادة

هل سأل أحد نفسه هذا السؤال : لماذا نجد أن أكثر اللاجئين في العالم وفي هذه السنوات الأخيرة هم من المسلمين ؟ لماذا هذا التشرد وهذا القتل ، بل هذا العذاب وهذا التخريب للأوطان والتغريب للإنسان ؟ هل هذا شيء طبيعي ؟ هل يجب أن نعتبر هذا من الابتلاء والمحن وحسب ؟ وعلى المسلمين الصبر وانتظار الفرج ،أم أن هناك مشكلة ما ، وأن هناك أخطاء من فعلنا وكسبنا ؟ ويجب أن نقف قليلاً أوكثيراً لنراجع أنفسنا ونراجع منهجنا في العمل وخطواتنا في السير ، بل ومنهجنا في الفكر وفهم هذا الدين.

نعم ، يبتلي الله سبحانه وتعالى عباده ليمحص الصفوف وينقي الصدور ، ليخرج المؤمنون بعد ذلك أصلب عوداً وأشد ايماناً ، والابتلاء سنة من السنن الربانية ،قال تعالى ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )محمد / 31 ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ) البقرة / 155 ولكن هل يستمر البلاء أم أن من سنته تعالى أيضاً الفرج بعد الشدة ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) غافر / 51 والأصل أن المسلم يسعى ألاّ يتعرض للابتلاء ولايطلبه ويتمناه كما جاء في الحديث النبوي ( لاتتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ) .

قال ابن القيم رحمه الله : " فمن ظن أن الله لاينصر دينه وكتابه ، وأنه يديل الشرك على التوحيد والباطل على الحق إدالة مستمرة يضمحل معها التوحيد فقد ظن بالله ظن السّوْء ، فإن حكمته تأبى ذلك وتأبى أن يذل حزبه وجنده ، وأن يكون الظفر لأعدائه ، ومن ظن ذلك فما عرفه ولا عرف أسماءه وصفاته " ( 1 )

لماذا لا نفكر أن هناك مشكلة ما في حاضر المسلمين وواقعهم ، لماذا لا نبحث عن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت ، عن الأشياء الثمينة التي ذهبت من أيدينا ونحن غافلون ، قد يكون هناك أخطاء في النظرة إلى المجتمع الذي نريد له النهوض وأن ننهض معه ، والنظرة إلى ما حولنا من تجمعات وكيانات ودول ، وإذا اكتشفنا أننا على جبل صغير ألا يجب أن نفكر كيف نهبط ونعبر السهول لنتسلق جبلاً أعلى ، وهذا يعني التخلي عن الأفكار الميتة التي نحملها .لماذا لم تستطع الحركات الإسلامية أن ترتقي لتصبح تياراً عاماً ويستفيد من كل طاقات الأمة ، ومن الملاحظ في الشركات التي فقدت المرونة أن الابتكارات تأتي غالباً من أشخاص لا يعملون في الشركة إنما يكونون من خارجها لماذا لا نلاحظ أنه عندما يزداد العلم ويبدأ التفكير وتبدأ المناقشات فسوف ينسحب البعض لأنه لا يستسيغ طرق التفكير الساذجة وهذا خسارة للدعوة .

هل فكرنا بما ستؤول إليه الأمور ، بالاستراتيجيات أم مازلنا نحب التفكير الآني القصير المدى والنتائج الفورية " إن التجربة الدعوية حتى لو كانت ناجحة تحتاج هي الأخرى بعد مرحلة معينة لإعادة النظر ، لأن كل نجاح ينتهي إلى أزمة عندما يقع الإخلاد له واعتباره نهاية المطاف " ( 2 )

إن الناظر إلى الساحة اليوم لايبصر حركة في اتجاه واحد ، اتجاهاً بناءاً ، وإنما يلاحظ دوامات وجيوباً منفصلة ، كل جيب استأثر بجزء من شباب الأمة ، قد يكون التعدد شيئاً واقعاً ولكن يجب أن ننكر الدوران في الدوامة نفسها ، في الدوائر المغلقة المعزولة ، والمتشاحنة أحياناً .

هل نمارس النقد الذاتي أم نقول : نحن قمنا بما يجب علينا وعملنا كل الذي نستطيع ولكن المؤامرات الخارجية هي التي عملت بكل جهدها لصدنا عن مشروعنا وعطلت كل خططنا ، ثم نحن غير مسؤولين عن النتائج . إن الجملة الأخيرة من مقولتهم هي كلمة حق أريد بها تبرير الكسل الفكري والعملي وعدم الاعتراف بالتقصير في الأخذ بالأسباب الكافية .

ألم يتمكن المسلمون في أفغانستان من دخول العاصمة كابل ثم اختلفوا وتنازعوا وفشلوا ، وجاءت طالبان ووقعت في أخطاء كبيرة أيضاً ، وعادت أفغانستان تحت الاحتلال مرة ثانية ؟ ألم تنجح الحركة في السودان في استلام أمور الحكم ولكنها لم تستثمر هذا النجاح في وقته وذهبت الفرصة ؟ لماذا لم تستثمر ثورة الشعب في مصر ، في تجمع ميدان التحرير وسارت الأمور بطريقة فيها تبسيط وسذاجة وعادت الأمور أسوأ من ذي قبل ؟

هل هذا شيء طبيعي ؟ لا أعتقد ذلك  ، بل هي الأخطاء والفشل الذي يجب الاعتراف به ثم تصحيح المسار بعد الاعتماد على الله سبحانه وحده .

 
   

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع