..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سليماني في حلب، علامة انتصار أم هزيمة؟!

أبو يعرب المرزوقي

١٨ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2966

سليماني في حلب، علامة انتصار أم هزيمة؟!
0098.jpg

شـــــارك المادة

1- أغلب من رأى قاسم سليماني يتبختر في حلب اعتبر ذلك دليلا على قوة إيران وضعف العرب، وعلى انتصار لها علينا. لكني كالعادة رأيت العكس تماما.
2- ودون شك سيبدو كلامي مفارقيا كالعادة. لكن لنفكر قليلا. أليست غاية إيران الانتقام مما حصل لدولة الفرس منذ ما ينيف على أربعة عشر قرنا خلت؟

3- أليست هذه الحركات شبه تنفيس عن هزيمة سابقة وتوهم الانتقام من العرب بالغزو المضاد؟ عندئذ من المهزوم ومن المنتصر ماضيا وحاضرا ومستقبلا؟
4- وما كنت لأقوم بهذ التحليل لولا إيهام الكثير بأن ذلك سيفت في عضد شباب الثورة الذين يبدون وكأنهم قد انكسروا في معركة حلب فيهنوا أو يحزنوا.
5- فلنحسب الآن: لما فتح العرب فارس كانوا قلة ضد كثرة وكانوا عربا مستغنين عمن يحميهم كما يفعل الجبناء أمثال سليماني: لم يحتفلوا باحتلال مدينة.
6- أسقطوا امبراطورية دون حاجة لمظلة مجانسة لما احتاج إليه الجبان المتعنتر سليماني، أمريكية في العراق وإيرانية في سوريا ولا لمليشيات خائنة منهم.
7- ستقولون لكن ذلك من دلالات ذكاء الإيرانيين: استطاعوا أن يوظفوا الأمريكان والروس لخدمة أجندتهم. يتوهم الملالي أمريكا وروسيا وإسرائيل أغبياء.
8- كذلك ظنوا لما استعملوا المغول وكانوا أدلتهم في الحرب على الخلافة. والنتيجة: لم ينالوا شيئا لأن هزيمة المغول كانت من نصيبنا وعلى أيدينا أسلموا.
9- وقد يضحك أدعياء الحداثة مما سأقول: على أيدينا أيضا سيهزم الملالي وحماتهم وبفضلنا سيسلم الكثير من حماتهم والمعركة ستبدأ في أوروبا وأمريكا.
10- أما في روسيا فهي حاصلة بعد: لن تبقى الجمهوريات الإسلامية ساكنة والقلة المسلمة فيها ستصبح ذات دور متزايد كمثلها في أوروبا والأمر بين الاتجاه.
11- ألا يعني ذلك أني أتكلم على التاريخ المديد وليس على التاريخ القصير؟ نعم ولا، بل بالمعنيين: فالمديد سار والقصير جار وتلك أزمة اليمين الغربي.
12- المطلوب والعاجل هو الصمود في الشام والعراق بتغيير الاستراتجيية كما وصفت في ما تقدم من المحاولات: التوسيع مكانا والتمديد زمانا وفتح الممرات.
13- إلى حد الآن لا يوجد إلا ممر واحد للسند والمدد: تركيا. كل بلاد العرب الأخرى ينبغي أن تفتح طوعا أو كرها أعني كل ما يحيط بمسرح الحرب من حدود.
14- لا بعد من عكس العلاقة فحيثما كان النظام يحاصر المقاومة ينبغي أن تصبح المقاومة هي التي تحاصره بدء بالساحل ولبنان والأردن والعراق. لا حدود.
15- وكل نظام عربي على حدود الهلال إذا لم يرد أن يغمض عينيه، لترك الشعوب تساعد المقاومة فينبغي أن يعتبر حليفا لنظام بشار والسيسي وحفتر وطالح.
16- ذلك أنهم بمنع المقاومة التي هي الآن جهاد دفع يساعدون إيران وإسرائيل في استرجاح ما تحلمان به: أمبراطورية فارس وامبراطورية صهيون.
17- والملالي والحاخامات مجرد ذراعين لأمريكا وروسيا في استعدادهما لعماليق آسيا وأمريكا اللاتينية بتقاسم دارالإسلام من جاكرتا إلى المغرب الأقصى.
18- ليست إيران وإسرائيل إلا قاعدتين لهذه الخطة التي تفهمنا أن ما يجري فيها تواطؤ بين روسيا وأمريكا لنفس الغاية: الاستعداد لعماليق آسيا.
19- روسيا وأمريكا متفقتان على أن دار الإسلام تشطر العالم شطرين وتختزن جل طاقة العالم وتحوز جل ممراته وهما متفقان على تقاسمه استباقا للصين.
20- ذلك ما ينبغي أن يفهمه شباب الأمة وأن يعمل في إطار استراتيجية مرحلية تضرب الذراعين بتوسيع مسرح المعركة وجعلها معركة مطاولة ليخسرها العدو.
21- ولنعد إلى سليماني: فهو بين حلين لا ثالث لهما. إما احتلال حلب أو البقاء فيها فيصبح من كانوا ضد الثوار ضده لأنهم لن يرضوا بالاحتلال.
22- وهذا سيحصل في سوريا والعراق خاصة إذا وجدوا في باقي العرب تفهما لوضعهم ومساعدة على الخروج منه لأن الاحتلال الإيراني أبشع من الإسرائيلي.
23- لكن هذه الفرضية هي الأقصى. فالثوار الذين غادروها سيصلحون أخطاءهم التي جعلتهم يخسرون المعركة ويعودوا أقوى ولن يواصل الروس حماية سليماني.
24- ورغم تواضع ما أكتب فتأييد الوقائع لما توقعت ستجعل قيادات الحركات المجهرية والمتعددة تتحدد لتصبح قوة وتعتمد الاستراتيجية الفعالة كما وصفت.
25- لكن الأهم من ذلك كله هو أن الأنظمة التي حاربت الثورة اكتشفت أنها لم تحارب إلا نفسها بفضل عرفان السيسي: بين لهم أن رزهم عاد عليهم بالوبال.
26- الأنظمة العربية التي مولت الثورة المضادة أي طالح في اليمن والسيسي في مصر وحفتر في ليبيا ومثله في تونس أصبحت في مرمى النار وعليها أن تختار.
27- لم يعد لها الكثير من الخيارات: فإما تعمل مثل إيران فتحارب بكل قوة وترد الصاع صاعين أو فلتعد نفسها لأن تصبح بلادها كالعراق وسوريا واليمن.
28- ولما كانت قليلة العديد وعدمية الحامي فإن لم تفعل فستكون في لمح البصر مستعمرات إيرانية وخاصة السعودية التي هي المطلوب الأول بسبب الحرمين.
29- أيدت الملك الحالي ولم أشأ أن أتكلم في من سبقه الذين قضوا  على قوة العرب بدء بالعراق وختما بمصر: أهدوا الأول لإيران والثانية لإسرائيل.
30- أفهم أن يتنافس الأخوة على الرئاسة لكن إذا بلغ التنافس بينهم إلى حد نسيان المتربصين بهم جميعا فإن الحصيلة هي ما نراه جاريا في بلاد العرب.
31- ولأختم بأن تونس على صغر حجمها تمثل اليوم كما وصفتها في أحد كتبي عاصمة الفتح في المغرب الإسلامي وقد عادت مرة أخرى إلى دورها في الصدارة.
32- كل ما يعاب على شبابها رغم البعض ممن غرر به الدواعش فإنه يمثل طليعة المقاومة في معركة الحرية والكرامة العربية والإسلامية: من فضل الإسلام.
33- فالإسلام حورب في تونس كما حورب في تركيا والجميع يعلم العلاقة بين أتاترك وبورقيبة. لكن كلا الرجلين من حيث لا يعلمان أنتجا العكس تماما.
34- شباب تركيا وشباب تونس كلاهما قام بما يمكن اعتباره معجزات إسلامية في عصرنا: من أفشل الانقلاب في تركيا أفشله في تونس. منع المسار المصري.
35- الانقلاب بالأسلوب المصري فشل في تونس قبل فشله في تركيا. وأصبح قطبا الإقليم شباب تونس وتركيا اللذان أفشلا الإنقلابين لوأد الاستئناف السني.
36- وبذلك فيمكن لشباب الأمة كلهم أن يجدوا في شعب تونس وتركيا نموذجين للبناء وحماية الكيان والمشاركة في حماية الأمة من أعدائها داخليا وخارجيا.
37- وكلا البلدين يسهمان في السند والمدد للثورة في سوريا والعراق وخاصة في الاستراتيجيا التي تتجنب الغباء الذي جعل الجهاد يصبح تشويها للإسلام.
38- وهو فضلا عن ذلك عقيم لأن للجهاد أخلاق وللجهاد خطط تجعله فعالا سياسيا وليس هو مجرد تنفيس عن غضب أو أخذا بالثأر لكأنه معارك بدائية بلا غاية.
39- ولهذه الاستراتيجية التي تحقق الأهداف بأخلاق الإسلام وليس بالتوجش والعمل البدائي الذي يحقق عكس القصد خصصت الكثير من وقتي لمساعدة الشباب.
40- فلا معنى لثورة خالية من الفكر الاستراتيجي والقيم الخلقية لأنها عندئذ تتحول إلى تهديم ذاتي هدفه الانتقام من بعضها البعض وليس تحريرنا قيميا.

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع