..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

وكالة "الدفاع المقدس".. أداة إيرانية جديدة لبث الفتنة بلسان عربي

محمد عبود

٢٦ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2707

وكالة
المقدس 0.jpg

شـــــارك المادة

"اكذب ثم اكذب حتى تصبح الكذبة حقيقة"، بتلك المقولة الشهيرة للدكتور جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في حكومة أدولف هتلر في ألمانيا، تلعب إيران على وتر الإعلام الموجه إلى الشعوب العربية، حيث تتحدث لغتهم، وتصدر إعلاميين من جلدتهم؛ لترويج أكاذيب، على أمل تحقيق أغراضها الحقيقية دون إعلانها.

والمراقب لتاريخ الإعلام الإيراني يجده بلا أصول؛ فهو وليد الثورة الإيرانية، غير أنه سرعان ما تحول من مرحلة إلى أخرى دون تغيير لغة الهجوم ضد الدول الخليجية، كاشفاً عن معاداته، ومعتمداً على الترويج بدعمه لقضية فلسطين لكسب الشارع العربي.

وكالة "الدفاع المقدس" للأنباء الإيرانية أطلقت السبت 21 مايو/أيار، خدمة الأخبار باللغتين العربية والإنجليزية؛ تنفيذاً لخطتها بتوسيع خدماتها الإخبارية على مستوى دول المنطقة والعالم، بعد أن كانت خدماتها مقتصرة على اللغة الفارسية فقط، حيث تعنى الوكالة بأخبار ما أسمته "الدفاع والدفاع المقدس"، وقد بدأت نشاطها العام الماضي.

ويلاحظ مراقبون أن إيران لم تتوان لحظة عن مخاطبة الشعوب العربية بلغتهم الأم، منذ ولادة الثورة الخمينية، وتعمل على تعزيز حضورها، وتصوير تحركاتها باعتبارها حامي الحمى، والمقدسات الإسلامية، في ظل أنظمة عربية تشبِّهها بـ"الديكتاتورية" التي تؤوي الشيطان الأكبر، وتسمح له أن يكون على أراضيها.

ومن ثم فقد التزم الإعلام الإيراني بالثوابت الإستراتيجية الإيرانية تجاه الخليج، دون محاولة الخروج عن إطارها العام باعتباره ذراع طهران الرئيس الموجه، الذي تنفق عليه ملايين الدولارات دون ملل أو كلل، برغم أزماتها الاقتصادية والفقر المدقع الذي يعاني منه أغلب الشعب الإيراني.

بث السم:

الإعلام الإيراني يكيل بأكثر من مكيال في تعامله مع دول الخليج، فلكل دولة وضعها ودرجتها من الهجوم أو تخفيفه، حسب بعدها الإستراتيجي، وثقلها السياسي، وحجم التعاون، أو وجود أزمة ناشئة معها.

فالحديث عن الإمارات يختلف عنه مع البحرين، وتتميز عُمان دون غيرها من منطقة الخليج لطبيعة العلاقة بينهما، بينما يتجنب الحديث مباشرة وبصورة نقدية لاذعة ضد السعودية؛ لثقلها الإستراتيجي في المنطقة، ويستقوي في اللحظة ذاتها على البحرين؛ باعتبارها- حسب معتقد النظام الإيراني- جزءاً من الإرث الفارسي، في حين يفتر حديثه عن الكويت.

فالتباين في تناول قضايا الخليج ودوله في الإعلام الإيراني لم يأت بمحض المصادفة، أو باجتهاد عشوائي، وإنما يتم توجيه الآلة الإعلامية الإيرانية من قبل النظام، فتارة يزيد الهجوم، وتارة يخف، كما أنه دؤوب على التشكيك بالأنظمة الخليجية جميعها؛ محاولاً إحداث بلبلة وفرقة في الصف الخليجي الواحد، ويلحظ ذلك كل من انتبه لما تخفيه سطور الإعلام الإيراني عن الخليج.

الخليج.. خطاب إعلامي متعدد:

واللغة الفارسية لم تكن كافية لإقحام إيران نفسها في المنطقة الخليجية، فعمدت إلى استغلال الفضائيات، وأطلقت قنواتها التي تتحدث باللغة العربية؛ لتشكل جيشاً من الإعلام الموجه إلى الشعوب، في محاولة لزرع الفرقة بين الأنظمة الخليجية وشعوبها، فيكون التركيز على قهر الأنظمة للشعوب، ثم تتساءل بين الفينة والأخرى عن شرعية تلك الأنظمة، وتنتقل بعد ذلك إلى النفط والعوائد وأين تذهب، ما يؤكد استغلال إيران كل الوسائل للنفوذ إلى قلب الخليج، دون التورع عن التدخل في شؤونه، بينما تحرص على الظهور أمام الشعوب العربية باعتبارها حامية الحمى، والمقدسات الإسلامية، فتلعب على العاطفة الدينية التي تمتاز بها الشعوب العربية، فتكثر الحديث عن قضية فلسطين، والمسجد الأقصى، ودورها في دعم المقاومة الرافضة للاحتلال الصهيوني لفلسطين، فضلاً عن رفضها للوجود الأمريكي بالمنطقة.

فالإعلام الإيراني يسعى بكل السبل إلى تسويق النظام الإيراني على أنه النظام الذي فيه النجاة، مع أنه في واقع الأمر يتقاسم مع "شيطانه الأكبر" -حسبما يُطلق عليه- البلدان العربية، مرتكباً أبشع الجرائم ضد شعوبها، كما هو الحال في العراق، وسوريا، واليمن، فضلاً عن التدخل السافر في الشؤون الداخلية للسعودية، أو الكويت، أو البحرين.

إيران ما بين فلسطين والأحواز:

روجت إيران للقضية الفلسطينية على أنها الداعم الأكبر لها، وأنها حامية المقدسات الإسلامية، دون فعل حقيقي على الأرض، ثم نجدها ترتكب أبشع المجازر في منطقة الأحواز العربية، وتنهب ثرواتها النفطية، تاركةً وراءها فقراً مدقعاً، وجهلاً مستشرياً لأهالي الأحواز.

فاليد الإيرانية التي تمسح على فلسطين تمارس أبشع أنواع القهر ضد الشعوب العربية التي احتلت أرضها، دون أن يكون لهذه البشاعة صدى في الإعلام الإيراني "الموجه".

بلسان عربي مبين:

وعلى الرغم من محاولات الإعلام الإيراني اختراق المنطقة العربية والخليجية، فإنه عجز عن تحقيق نتائج متقدمة على الأرض، إلا من خلال تجنيده لإعلاميين عرب يعرفون مواطن ضعف وقوة الشعوب العربية، ومن ثم ينتظرون اللحظة المناسبة ليكيلوا المدح لإيران، في حين ينهال غضبهم على الأنظمة العربية الحاكمة.

فالمراقب لتطور الأحداث في المنطقة العربية يجد الدور الإيراني البارز، حيث مزقت لبنان، حتى باتت بلا دولة ولا رئيس، وتشهد العراق فتنة طائفية كبيرة، فضلاً عن محاولات تمزيقها وتقسيمها، وأذرع إيران تعبث في اليمن، وتسعى لتمزيقها وتقسيمها إلى دويلات، وتتحرك إيران مباشرة في سوريا، حيث تعمل على تغيير الخريطة الديموغرافية لمصلحتها؛ بإفراغ المناطق السنية المسلمة من سكانها الأصليين، وتوطين الشيعة الإيرانيين بدلاً منهم، فضلاً عن المجازر التي ارتكبتها وما زالت.

تلك التدخلات - سواء كانت من خلال إيران مباشرة - أو من خلال أذرعها التي تتحرك بوصاية الولي الفقيه؛ الحوثيين في اليمن، والحشد الشيعي في العراق، والعلويين في سوريا، كانت سبباً كافياً ليتصدى لها مجلس التعاون الخليجي، ليدرج تلك الأيدي العابثة على قائمة الإرهاب، ومحاسبة وتجريم كل من يثبت تواطؤه مع إيران في زعزعة استقرار وأمن المنطقة.
 

 

الخليج أونلاين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع