منذر الأسعد
تصدير المادة
المشاهدات : 3607
شـــــارك المادة
الذي لا يرى الشمس من الغربال أعمى، فكيف بالذي لا يرى الشمس من دون غربال في ظهيرة يوم شديد القيظ؟
كيف نغفل ونحن نتابع أنباء المجازر اليومية المستمرة منذ سنوات، وهي تحظى بتأييد الصليبيين غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً، وتصفيق الهنادك والبوذيين ومساندة اللا أدريين وتجار اللبرالية؛ ويشترك فيها فعلياً المجوس الجدد والنصيريون وصليبيو روسيا وملاحدة الكرد والصليبيون السوريون!!
هذه هي حالنا –نحن أمة التوحيد أهل السنة والجماعة- من سوريا مروراً بالعراق ولبنان وبنغلادش، معاقلنا التاريخية الكبرى في المشرق، وأما حيث نكون أقليات عددية فالحال أشد قتامة كما في ميانمار والفلبين.
فهل سنواصل خداع أنفسنا أو الاتكاء على أننا أغلبية ساحقة في أكثر من 50 بلداً؟ ألم نكن أكثرية في الأندلس فماذا بقي فيها بعد حرب فرديناند وإيزابيلا الاستئصالية؟ ألم نكن أكثرية في أكثر أقطار القارة السمراء فتحولنا أقليات هامشية مضطَهدة، ولم يبقَ لنا أثر في بعض تلك البلاد؟
ألم تكن بلاد فارس معقلاً لأهل السنة ومنبعاً لكثير من علمائها، إلى أن جاء أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي بزعامة زير النساء الخمَّار السفاح الشاه إسماعيل الصفوي (للاطلاع على سيرته القذرة: http: //alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=5105 +
http: //www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=72949 ) فقتل ملايين منا وشرَّد ملايين آخرين–كما يفعل أتباعه في الشام والعراق اليوم- فإذا بإيران قاعدة للشر والكراهية، توظِّف كل طاقاتها وطاقات أذنابها في البلاد الأخرى لمحاربة الإسلام وأهله بالتحالف مع الصليبيين والصهاينة؟
لا نسمع وعيدهم الصارخ ولا آهات أشقائنا:
في الشهور المبكرة من عمر الثورة السورية أطلق البوم لافروف تصريحاً حقيراً خلاصته أنهم لن يسمحوا لأهل السنة بحكم سوريا!!
كان هذا الممثل الفاشل ينطق باسم المتآمرين الكبار في تل أبيب وواشنطن، وليس باسم روسيا البائسة التي يزدريها الغرب ولذلك يوظفها في خدمة مصالحه، ويخصص لها المهمات القذرة التي يأنف من مباشرتها بنفسه.
مع ذلك واصلنا رقادنا، وتعامينا عن سكوت الغرب المنافق على قطعان الرافضة تتدفق في عز النهار من شتى الأنحاء، لنجدة السفاح النصيري من مصيره المحتوم.
كان الكلام يومئذ عن الحكم، فإذا بنا اليوم نرى سوريا تكاد تخلو للأقليات البغيضة بعد تشريد 13 مليون إنسان كلهم منا وحدنا!!
كان الحديث عن سوريا فحسب، وأصبح التيس المستعار بوتن يطالب الآن بإعادة إسطنبول إلى عُبَّاد الصليب!! ويهبُّ مفتي النصيرية مفتي براميل الحقد الخبيث أحمد حسون، ليفتي بكفر الأتراك بأثر رجعي!! فهو لم يقف عند تكفير تركيا الحاضرة، وإنما ركَّز خساسته على العثمانيين، الذين كانوا على مدى أربعة قرون من الزمان، شوكة موجعة في خاصرة سادة سادة سيده: الغرب الكاثوليكي والبروتستانتي كله والشرق الأرثوذوكسي كله.
حسون الملعون أفتى بكفر العثمانيين لأنهم لم يتعربوا باللسان، ولأنه أداة وضيعة في خدمة نظام كفري قبيح يحتكر كل شيء ولا يسمح بمناقشة إملاءاته السفيهة، فإنه لا أحد هناك يجرؤ على الهمس بأن العثمانيين لم يتعربوا لكنهم يقِّرون العربية، على عكس المجرم الأكبر خامنئي ورهطه الذين يبغضون اللغة العربية ويحتقرون العرب القدماء والمعاصرين.
تكمن المشكلة الأساسية فينا، فنحن غافلون عما يُدَبَّر لنا، إلا من قلة تنذرنا من عشرات السنين لكننا لا نصغي إليها، بل إن بعضنا يمقتها ويراها ظاهرة مزعجة تعيش عقدة اضطهاد وهمي؛ تماماً كالمستغرق في رقاده يكره من يرش الماء على وجهه ليوقظه إنقاذاً له من ثعابين ضخمة تكاد تطبق حصارها عليه!
كان الكيد خفياً لا يبصره إلا أولو الألباب، فربما التمس المرء بعض العذر للعامة؛ لكن غفلتنا استمرت حتى بعد إعلان القوم عما يعتزمونه من شر.أعلنوه في فضائيات تنبح بضغائنهم فقلنا: هؤلاء غلاة لا يمثلون إلا أنفسهم.وأعلنوه في خطة خمسينية مخيفة فشككنا في وجودها!! وأعلنوه بتصريحات مسؤولين كبار فتظاهرنا بأن الأمر استعراض عضلات لا أكثر.
ثم تحوَّل الوعيد إلى وقائع دموية مستمرة على الأرض، ومع ذلك استمرأنا رقادنا، وكأن كل ما يجري من تغلغل مجوسي فوق جسدنا، ليس سوى أضغاث أحلام.
سنوات دامية:
لو أخذنا أنفسنا بأضعف الإيمان لكان لزاماً علينا أن نهب من سباتنا مذعورين، عقب الغزو الصليبي للعراق، وما تلاه من إيكال الغزاة مصيره إلى عدوه خامنئي، الذي مزَّقه شر ممزق، ونكَّل بأهل السنة تنكيلاً عجز عنه البريطانيون في فترة احتلالهم لبلاد الرافدين بين 1918- 1958م.
لكن الغزو الجديد-2003م- لم يوقظنا، ولم نفعل لمأساة الفلوجة على يد الأمريكان شيئاً غير النياحة كالنساء، وها هو الحشد المجوسي يكرر مأساة الفلوجة والمجرم العميل هادي العامري يتوعد أهلها، بمقاطع موثقة بالصوت والصورة.ولا من مجيب!!
ثم جاءت أم الكواشف: الثورة السورية، التي تنبِّه من ينام نوم أهل الكهف، لكنها أيقظت جرذان الرافضة في أفغانستان ولم توقظنا إلا بشيء من التعاطف اللفظي وقليل من الدعم الإغاثي ونزر نادر يسير من مؤارزة بالسلاح الخفيف والمتوسط، بحسب قيود العدو الأمريكي الذي ادعى أنه يؤيد الشعب السوري، لكنه في الواقع كان أكبر نصير لنيرون الجديد صبيِّهم بشار حارس الاحتلال الصهيوني للجولان الذي باعه أبوه سنة 1967م بلا قتال!
وها نحن نسمع عدو الله لافروف يتشدق بأنه سيضع دستوراً لسوريا، ويمر تصريحه الوقح بلا أدنى فعل من جانبنا، وكأن الأمر لا يعنينا!
وفي بنغلادش يجري استئصال الإسلام ورعاية التنصير الغربي الذي يستغل الفقر المدقع، وسياسة نظام عميل للهند، يعادي هوية الأمة، بذريعة مكافحة إرهاب لا وجود له إلا في أبواق العصابة الحاكمة.
السؤال المطروح بقوة: إذا كانت تلك الجرائم المستمرة والتي تفرض واقعاً جديداً على الأرض في المشرق كله، عجزت عن إيقاظنا فما الذي سيوقظنا؟
أعلم أن هناك محاولات للتصدي للمؤامرة الشاملة علينا، لكنها–في رأيي المتواضع- ما زالت أقل من أن تكبح جماح العدو الفاجر؛ فلا بد من إطلاق مشروع كبير يحشد طاقات الأمة كلها، في سياق إستراتيجي واحد، فقد تكالبت علينا الأمم من كل صوب، ولم يعد الدفاع الهادئ المجزأ مجدياً..
وأما من يوهم نفسه بأنه في منجاة من السرطان الصفوي لسبب أو لآخر، فأهدي إليه هذا الخبر من الأردن وقد نشرته صحيفة (ودنا) الصادرة في عمّان يوم 10 مايو/أيار الجاري، حيث اتهمت مصادر أردنية إيران بالوقوف وراء محاولة إغراق الأردن بالسلاح والمخدرات عن طريق التهريب.
وقالت المصادر إن إيران تقف وراء معظم عمليات التهريب التي تصل إلى الأراضي الأردنية، بالإضافة إلى أطراف دولية أخرى. ألا هل بلغت!! اللهم فاشهد.
المسلم
محمد صالح المسفر
أحمد عمر
بشير البكر
أحمد أبازيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة