..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الانتقائية في تنزيل الأحكام على الواقع عند المناهجة

ماجد الراشد

١٦ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3441

الانتقائية في تنزيل الأحكام على الواقع عند المناهجة
000 طابور.jpg

شـــــارك المادة

مقدمة:
العنصر الأول الذي يقوم عليه المنهج عند المناهجة هو أن الحاكم الجائر كافرا كفرا أكبر يخرج من الملة، وقد بينت بطلان هذا في صرخة نذير رقم 16، والمقصود منه الفصائل التي ترفع شعارات محتملة المعاني؛ كالثورة والحرية والوطنية وغيرها.
وكنت تحدثت عن أركان الفتوى الثلاثة:
الاول؛ الفهم الصحيح للأدلة
والثاني؛ الفهم الصحيح للواقع
والثالث؛ تنزيل الأول على الثاني بشكل صحيح وهذا موضوع هذا المقال؛ 

1 ) الحاكم الجائر كافر كفرا أكبر يخرج من الملة عند المناهجة  ومن ذلك كل من يرفع شعار غير شعار تحكيم الشريعة فهو كافر كفرا أكبر، سواء من الفصائل الشامية أو الدول أو الجماعات أو غير ذلك، ومع أن هذا الحكم بهذا العموم لا يعرف عن أحد من السلف، فسأوافقهم عليه جدلا لأبين تناقضهم؛
هل داعش تطبق الشريعة الإسلامية؟
إن قالوا؛ نعم، قلنا يلزمكم نصرتهم ومبايعتهم، وإن قالوا؛ لا ، قلنا هم كفار مرتدون على منهجكم الذي يكفر الحاكم الجائر.
فإن قالوا؛ هم يريدون الشريعة ولكن أخطأوا في تطبيقها، قلنا؛ وكذلك كثير من الفصائل التي كفرتموها لن يقبلوا بغير الإسلام ولكن أخطأوا في رفع شعارات محتملة لا تدل على تطبيق الشريعة كشعار الثورة وشعار الوطن وشعار الحرية وغيرها مما يحتمل معنى صحيحا ومعنى باطلا.
والسؤال للمناهجة؛
لماذا تقدمون داعش وجند الأقصى على أحرار الشام وجيش الإسلام وسائر فصائل الجيش الحر؟
إنها الانتقائية في تطبيق؛ إنما المؤمنون أخوة، لماذا تقدمون الدواعش مع ضلالهم وإجرامهم على تركيا وقطر وهم أصحاب فضل على الثورة السورية مع أنهم جميعا لا يطبقون الشريعة؟
إنها النظرة من خلال عين المنهج العوراء.

2 )الانتقائية بالتعامل مع الرايات التي عليها كلمة التوحيد:
لقد احتل المناهجة معرة النعمان وسفكوا الدم الحرام بسبب راية مكتوب عليها كلمة التوحيد سقطت على الأرض، ومع قناعتي أن هذا مسمار جحا وأن الأمر قد دبر بليل قبل سقوط الراية على الأرض إلا أنني سأستمر معهم بالحوار الهادئ.
ما حكم الدواعش الذين رموا راية الجبهة في الدير والبوكمال بالأرض؟ أم أنهم مجتهدون وثوار معرة النعمان لا يجتهدون؟
سؤال آخر؛ ما حكم راية آل سعود عند المناهجة؟
سيقولون راية كفرية؟ وماذا ستفعلون بها إذا وقعت بأيدكم؟
ستحرقونها أو تدفنونها أو تلقونها بالأرض لا على سبيل الإهانة لكلمة التوحيد بل على سبيل الإهانة لراية استخدمت لحرب المجاهدين، وهكذا فعل الثوار في راية من منعهم من رفع رايتهم، وهكذا فعلوا في رايات الدواعش في الراعي وغيرها.
فلماذا الانتقائية في التعامل مع الرايات؟ الواجب واحد تجاهها جميعا، ولماذا تزايدون عليهم بالدين وتعظيم الشعائر؟
متى تفهمون أن منهجكم ليس هو الإسلام، ورايتكم ليست هي الراية الوحيدة التي ترمز لراية الإسلام وجماعتكم ليست هي جماعة المسلمين كلهم، بل ولا تمثلهم.
ويبقى السؤال المحرج لكم؛ هل سقوط راية على الأرض أعظم جرما عند الله من سفك الدم الحرام؟

3 ) الانتقائية في التعامل مع الدم الحرام؛ قتل بعض المناهجة المجاهد مازن قسموم، ثم سكتوا جميعا عن هذه الجريمة مع وضوحها وقت حدوثها لأن القاتل من المناهجة ثم أكرموا القتلة في السجن بجعلهم سجانين ثم أطلقوا سراحهم!
وبالمقابل وجهوا أصابع الاتهام لقتلة أبي أحمد عيون وأبي سليمان طفور قبل أن يعلموا عنها شيئا،
أهذا هو العدل والإنصاف في التعامل مع الجرائم؟ أم هي الانتقائية لمصلحة صنم المنج؟
وهذا أبو جليبيب يحاول اغتيال ابي ماريا فيسكتوا عن جريمته بحجة أن أبا جليبيب له سبق في الجهاد؟ بل ويدافعون عنه!
والسؤال؛ هل أبو ماريا لا سبق له؟ أم أن عقيدته فاسدة كما يقول شيوخكم؟ وهل يحق لمن له سبق في الجهاد أن يقتل ويغتال مجاهدا؟
إنها الانتقائية في التعامل مع الأشخاص والوقائع بحسب صنم المنهج، سينفضح كل خائن يريد سفك الدم الحرام من أي فصيل كان، وهذا الجهاد من دين الله الذي تكفل بحفظه.

4) تنزيل آيات نزلت في الكفار على المؤمنين؛
فمثلا؛ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، نزلت في أهل الكتاب فيجعلونها على من يكفرونه من المسلمين، فإن قالوا؛ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قلنا ؛ صدقتم فنزلوها على من بدل أحكام الشريعة كما نزلت في أهل الكتاب لأنهم بدلوا أحكام الشريعة،
أما المناهجة فنزلوها على كل من رفع راية الثورة والوطن والحرية وغيرها ثم استباحوا الدماء والأموال بذلك، وجرائم حركة المثنى في درعا شاهد على ذلك، ثم جعلوا قتال هذه الفصائل أولى من قتال بشار لقوله تعالى؛ (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)؛ فهم ينزلونها على كل من حكموا بردتهم ولو كان من أولياء الله، بل ويجعلون كفره أشد من كفر الكافر الأصلي.

5 )الانتقائية تجاه المبادرات التي تدعوا لتوحيد الصف؛ فإذا كانت المبادرة منهم وبقيادتهم يسوقون كل الآيات والأحاديث التي تدعوا للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق، كما فعلوا في جيش الفسطاط، وإذا كانت المبادرة من غيرهم والقيادة ليست بأيديهم يتنصلون منها بأي طريقة وهكذا تنصلوا من مبادرة أهل العلم بالشام بطريقتين؛
الأولى ؛ أن هذه المبادرة ليس فيها مقومات النجاح وستفشل وتزيد الفرقة،
والثانية ؛ طرح مبادرة جديدة للتشويش، فإذا رفضت قالوا كما رفضتم رفضنا!
والصواب ؛ هو قبول جميع مبادرات توحيد الصف على أن يكون القرار بالأغلبية وليس لفصيل واحد ولا لقائد واحد، فالنزاع والفرقة من أسباب الفشل والهزائم، والاعتصام والوحدة من مقومات النصر ولا يكون ذلك إلا بمجلس شورى قراره بالأغلبية لا بقيادة فصيل ولا بالتحايل على المؤمنين.

6 ) الانتقائية في دماء الشهداء والمتاجرة فيها؛ فإذا أرادوا أبطال فكرة قالوا؛ هذه خيانة لدماء الشهداء، وكأن الشهداء كلهم من المناهجة.
ياقوم؛ شهداء المناهجة لا يتجاوزون 5000 شهيد في أكثر تقدير، بينما شهداء الثورة السورية تجاوزوا 500000 شهيد، فلا مقارنة في العدد، ولكنها الانتقائية في دماء الشهداء.

7 ) الانتقائية في التعامل مع الكوادر؛
عشرات الكوادر من غير المناهجة مهمشون بسبب المنهج ومنهم الخرسانيون، ولو استغلوا لكان بذلك خيرا عظيما ومن هؤلاء القائد العسكري أبو همام الذي قتل مع أبي فراس؛ لقد سلط المناهجة عليه سفاءهم إلى درجة قطع المادة عنه وسحب السلاح الشخصي منه، ثم المتاجرة بدمه بعد مقتله!
وبالمقابل يعين المجرم أبا جليبيب أميرا على الساحل! هل فقد الجولاني القيادة أم هي توجيهات شيوخ عمان؟؟

8) الانتقائية في وصف التعامل مع الطغاة؛ فتعاملهم مع الطغاة مفاوضات مشروعة وحكمة وسياسة؛ كمفاوضات الفوعة وبيع الطيار على بشار، وبيع الاسرى بواسطة قطر، وتبادل الأسرى مع النظام وحزب الله بل وتفاوض المقدسي مع المخابرات بخصوص الطيار معاذ الكساسبة، وظهوره بالفضائيات متحدثا عن بطولته معهم، أما مفاوضات غيرهم فهي مؤآمرة وعمالة وخيانة ؛ كمفاوضات زهران علوش ومؤتمر الرياض وكل تعامل يقوم به غيرهم من هذا الباب.

9 ) الانتقائية في وصف البيعة؛ إذا كانت البيعة من العلماء لآسعود فتكفير العلماء بسبب البيعة أمر اجتهادي!
أما بيعة البغدادي فهي اجتهاد ولا يجوز تكفيرهم بذلك ولا وصفهم بالخوارج!

10) الانتقائية في الإعانة والاستعانة؛ ومن ذلك مسألة الاستعانة والإعانة؛ فلا توجد عند المناهجة مسألة واحدة تصدر من غيرهم من باب الاستعانة بل كلها إعانة وعمالة وخيانة بسبب سوء ظنهم بإخوانهم.
اما مسائل الاستعانة فهي التي تصدر من المناهجة فقط.
والصواب؛ أن الإعانة هي مساعدة المسلم للكافر لتمكينه من المسلمين والغلبة على أرضهم، أما الاستعانة فهي مساعدة الكافر للمسلم لدفع صائل أو لسيطرة المسلم على أرض، وقد يكون للكافر مصلحة في القضاء على هذا الصائل، ونتيجة هذه الانتقائية يحدث الخلل في تنزيل الأدلة على الواقع.

11) الانتقائية في قتال الفصائل ووقفه؛ القتال بين الفصائل المجاهدة جريمة بشعة لا يقبل بها إلا من طمس الله بصيرته، لنتعرف على طريقة المناهجة في التعامل مع هذا القتال؛ المناهجة يسيرون على قاعدة تمسكن حتى تتمكن؛ فما داموا ضعفاء فهم أصحاب أخلاق وورع وفهم لمقاصد الشريعة فإذا تمكنوا استباحوا الدم الحرام باسم المصلحة أي مصلحة صنم المنهج، وما حدث في مخيم اليرموك قبل سنة ويحدث اليوم هو أقوى مثال على هذه القاعدة.
لقد مكنوا لإخوانهم الدواعش من احتلال مخيم اليرموك ثم هم اليوم يخوضون حرب استنزاف معهم، وأوقح من ذلك أنهم يطلبون المساعدة من المظلوم وإلا سنفضحكم!
فضح المجرم واجب ولن تفعلوا لأنكم أكثر الفصائل إجراما، والإخوة الذين يعتبرون هذا من معدنهم الأصيل فليقولوا مثل هذا بحق لواء شهداء اليرموك الدواعش الذين طلبوا من جبهة النصرة أن يخلوا بينهم وبين المرتدين!
وما الحل؟
إذا اعترف المناهجة بأي خطأ هنا وجب تصديقهم والتعاون معهم لأنهم لن يكرروا الخطأ خوفا على سمعتهم، أما فتح صفحة جديدة فهي خطة جديدة لتحقيق أهداف جديدة، إنها الانتقائية بتنزيل الأدلة على الواقع لنصرة صنم المنهج.

وأخيرا؛
ربما يرى البعض أني أكثرت الحديث في المناهجة ولهم حق في ذلك لو تكلم أناس كثير، ولكن الملاحظ أن من يغرد عنهم في بعض الأماكن التي لهم فيها شوكة يهددون المغرد بالقتل كما غرد بذلك قاضي الأمنيين، وهو واقع لا مجرد كلام، وقد يقول قائل؛ لقد أكثرت من النقد ونبش الجراح فلم لا تغرد عن المبشرات؟
فأقول؛ هناك إخوان لكم يعملون بصمت بعيدا عن الأضواء وانتظروا منهم مفاجأة سارة من العيار الثقيل تنسي الصادقين آلام السنين، وجور المجرمين، وظلم الظالمين. (ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).

 


حساب الكاتب على تويتر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع