..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أيريدون حلاً أم الأسد؟

سميح صعب

٣ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4480

أيريدون حلاً أم الأسد؟
ل بشار الاسد 0.jpg

شـــــارك المادة

يواكب الرئيس السوري بشار الأسد المطلب الروسي بأن التقدم في الميدان يفتح آفاق الحل السياسي على مدى أوسع لا بل يسرعه ويعلن الموافقة على حكومة وحدة وطنية ودستور جديد يجري ترتيبهما في إطار مفاوضات جنيف. ويمكن الأسد ان يطرح ذلك وفي جيبه تدمر المحررة من "داعش".

لكن واشنطن ومعها المعارضة السورية المدعومة أميركياً وعربياً سارعت إلى رفض ما يقترحه الأسد باعتبار أنها لا تريد من الرئيس السوري أن يكون مشاركاً في حكومة الفترة الانتقالية وما عليه سوى أن يحزم حقائبه ويرحل ويسلم الحكم إلى هيئة حكم انتقالي.

وتبدو واشنطن والمعارضة كأنهما لم تكونا تتوقعان أن يقبل الأسد بحكومة وحدة وطنية وبدستور جديد وتاليا كانتا تراهنان على إثارة خلاف بين الأسد وموسكو التي لا يخفى إنها راغبة في رؤية النظام السوري يقدم على تنازلات من أجل تسهيل الحل السياسي.
وفي اعتقاد الكرملين أن الانقلاب الذي حصل في الميدان منذ التدخل العسكري الروسي في أيلول، يشكل فرصة للتوصل إلى حل سياسي لا يكسر النظام ولا يحقق للمعارضة كل أهدافها.

وفي سياق هذه المعادلة تعمل موسكو لإقناع واشنطن بأن هذا هو الحل المتاح حالياً وأنه ليس مفيداً طرح مسألة بقاء الأسد في الوقت الحاضر.
إلا أن رد فعل واشنطن والمعارضة، يوحي بما لا يدع مجالاً للشك أن مطلبهما في سوريا يختزل فقط بالأسد. ومن هذا المنطلق ليس مهماً على ما يبدو التوصل إلى حل سياسي في سوريا يوقف الحرب، بل المهم رحيل الأسد. أما اذا كان من شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى إطالة أمد الحرب او تمزيق سوريا وتفتيتها وتشريد ملايين آخرين، فليس مهماً كثيراً في حسابات من بات يعتبر الحرب السورية بمثابة تصفية حسابات شخصية مع الأسد ولم يعد معنياً بإيجاد تسوية تضع حداً لنزف الدم السوري الذي يغرق المنطقة بأكملها ويمتد إلى أوروبا الحائرة في ما ستفعله بموجات اللجوء السوري وتدفع الأمم المتحدة إلى البحث عن دول تقبل بإعادة توطين اللاجئين.
كل ذلك لا يزال يقع خارج الحسابات الأميركية وحسابات فرنسا وبريطانيا وحسابات المعارضة السورية المقيمة في الخارج، التي ترى أن هدفها من الحرب لم يتحقق بعد، وترى في "داعش" و"القاعدة" تنظيمين نشأ بسبب وجود الأسد في السلطة وليس بسبب الفوضى التي أحدثتها الحرب.
وإلى أن يقتنع هؤلاء لا يمكن التفاؤل كثيراً بقرب خروج سوريا من النفق.

 

 

النهار اللبنانية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع