بدر الثوعي
تصدير المادة
المشاهدات : 3460
شـــــارك المادة
1- في مثل هذه اللحظات قبل خمسة أعوام ولدت ثورتنا، سآخذ خطوة للخلف لرؤية المشهد وأسجل الدروس والاعترافات؛ لله ثم للوعي.
2- تعلمت النظر للأحداث القريبة والبعيدة بعين التحقيق دون تسليم؛ فمن كذب علينا فيما رأته عيوننا كيف يؤمن على ما غاب عنا.
3- الغلو كالقذر على الثوب؛ إن حاولت معالجته بلمسة ناعمة زادت بقعته وانتشر.
4- إن بذور الغلو الفكرية حقها الإتلاف، أما رميها برفق فرياح الأحداث كفيلة بإعادة التلاقح، وإنتاج الثمرة المرة.
5- حرارة العاطفة لا تؤدي بالضرورة لنضج الفكرة، قد تكون الكلمات الملتهبة شرارة أولى لمحرقة لا تبقي ولا تذر.
6- إن دعوات التصحيح لا بد بها من أمرين: الشجاعة والسرعة، وإلا طحنتها عجلة الأحداث، وكأنها لم تكن.
7- للأجيال دين في عنق من صنع الأحداث وعايشها يقتضي نقلها وتدوينها، وإلا فالتجارب ستعاد كل مرة ما دام الصمت حاضرا.
8- ليست العبرة بوجود انحراف داخلي بل العبرة بالموقف منه، وصوت الانحراف المسكوت عنه هو عنوان الجماعة في مرحلتها التالية.
9- المعيار الحقيقي لجدية الإصلاح داخل الجماعة يعرف بموقف الجماعة من التيار الإصلاحي الداخلي، فإن همشتهم خنق الصوت ومات.
10- رأيت في ثورتنا مصداق كلمة عبقري أهل السنة ابن تيمية: "إذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا، ثم باعا"
11- الحفاظ على فطرية الثورة أولى من مكتسبات متوهمة، وأن المسار الفطري كالقاطرة إذا انفصلت عن بقية القاطرات تاهت واصطدمت.
12- الناقد الناصح يحمل مطرقة لإزالة ترسبات الغلو، والناقد الجماهيري يأخذ مدفعا؛ فيهدم الغلو ومعه ثوابت شرعية بالجملة.
13- الأفكار كالنباتات؛ ما نشأ منها في الظلام -بسبب الاستبداد- إعوج، ولا يبين العوج إلا تحت شمس الساحات المفتوحة.
14- كثير من الخلافات في الساحة سببه أن الجماعات قامت أساسا لإعادة هوية الأمة ومع مرور الوقت شكلت لها هوية متخيلة مستقلة.
15- "الطبقية الدينية" ضخمت المشكلات؛ الراية وتمايز اللباس واللثام داخل المدن المحررة بل وفك الارتباط مشكلة هوية أولا.
16- أدركت أن الجهاد الرشيد يراعي العرف الاجتماعي والفقهي السائغ، وأن الحفاظ على ذاكرة البلد وحضارته أولوية ملحة.
17- التعامل مع رفاق المصلحة المشتركة يجب أن يكون جزئيا؛ كحال المصلي المعتمد على جدار إن زال لم يقع ولم تبطل صلاته.
18- علمت أن شعار "تمكين الأمة" يتحول مع الوقت إلى "التمكن من الأمة" وأن بين أظهرنا مستبدين أخفياء منعهم العجز لا التقوى.
19- الإصلاح الشعبي أشد تأثيرا من التغيير السلطوي، وإعلام الظلمة يظن نفسه سيطر على الوعي ليفاجأ بظهور معدن الأمة اﻷصيل.
20- تعلمت من الثورة أن الغلو سلوك ذاتي داخلي والاستمداد المعرفي لاحق له، فهو موجود عند أنصار الجماعات وعند خصومهم أيضا.
21- علمتني الثورة أن الوعي الاجتماعي يقوم على ثنائية "الفكرة ونقيضها"، ففشل التجارب دعاية مجانية للفكرة المناقضة.
22- علمتني الثورة أن مفاتيح بوابة الانحراف بيد من يرد باطلا بباطل؛ فيصمت رفاقه على خطئه لأنه في مرحلة مواجهة.
23- تعلمت من الثورة معنى تأسيسيا في داخلي؛ وهو أن التراث الفقهي السياسي القديم ينتفع به ولا يكتفى به.
24- أدركت أن الجماهير المناصرة -خارج رقعة القضية- تمل وتتشتت، وأن إطالة أمد الثورة له تكاليف باهظة.
25- أدركت أننا لم نتخلص تماما من الاحتلال الكولونيالي -المسمى زورا بالاستعمار-، وأن الأمة تعيش موجة تحررية ثانية.
26- عرفت في ثورتنا نوعا رديئا من الشياطين؛ إعلاميون يلمعون الغلاة بألفاظ ظاهرها الحياد، وددت لو جعلتهم رابع الجمرات.
27- تعلمت من ثورتنا الانتقال من سؤال وسيلة التمكين "سلمية أو عسكرية" إلى معنى التمكين أصلا.
28- رأيت درسا من سنن التاريخ؛ ما عاب الغلاة على أحد رخصة إلا فضح الله استخدامهم لها.
29- أدركت أن تلميع الحكومات من باب نقد الجماعات هو غاية "بيادق الهامش المتاح"، وأن اختلاف النوايا معتبر مع تطابق الفعل.
30- تعلمت من الثورة ضرورة وجود شخصيات اعتبارية غير منتمية لفصيل معين، تحل على يدها الخلافات والنزاعات.
31- علمتني الثورة أن الغلو يدرك بالبصر والقابلية للغلو تدرك بالبصائر؛ وأن من الشباب من فاق شيوخه وعيا واستشرافا للأحداث.
32- تعلمت من الثورة أن المعالجة السطحية لعويصات الأفكار كالعلمانية من أكبر روافد التكفير غير المنضبط في الجيل التالي.
33- أعترف أني كنت أظن أن فساد الساحات بالعمالة، فاتضح أنها تفسد بالجهالة أكثر.
34- علمتني الثورة أن الصحوة العلمية رسخت معنى صحة الدليل، وأن عليها أن تتبعها بمعنى صحة الاستدلال.
35- أدركت أن أول عتبات الإصلاح تأتي بكسر الاحتكار؛ فلا جماعة تحتكر معنى "الجهاد"، ولا "التوحيد"، ولا "تحكيم الشريعة".
36- أدركت أن الإصلاح لا يكون بالكلمات الفضفاضة التي تحسن كل جماعة تفصيلها على مقاسها، وأن الشجاعة الفكرية عزيزة.
37- تعلمت أن الجماعة الرشيدة تقدم الاحتواء على الاصطفاء، والأمة على النخبة، والثابت الشرعي على الثابت الحركي.
38- تنبهت من ثورتنا إلى الفرق بين الجهاد والقتال؛ وأن السلفية الجهادية في طورها الأخير صارت سلفية قتالية صرفة.
39- تعلمت ضبط مساحات العمل بين المنظر الشرعي وبين الميداني؛ للشرعي الإطار العام وللميداني التفاصيل وإلا فسدت الأرض.
40- علمتني الثورة درس فقه الخلاف؛ وأن الحديث عن أخلاقياته لا يكفي بل علينا الحديث عن رتبة الخلاف ودرجته.
41- علمتني الثورة مسلمة يقينية؛ نقد الجماعات قد يكون دلالة حياتها، وأنه ما من كارثة في الجماعات إلا في المستبدين ضعفها.
42- ثم ماذا! تعلمت دروسا عن بشاعة الحداثة، وأخرى عن أكابرية الشاميين، وبقي المضمر أكثر، أترك القلم لكم لتكتبوا.
حساب الكاتب على تويتر
مجاهد مأمون ديرانية
إبراهيم السكران
علي صلاح
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة