..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بوتين يهرب من أزماته الداخلية

أحمد منصور

١٣ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5293

بوتين يهرب من أزماته الداخلية
12.jpg

شـــــارك المادة

أعلنت روسيا يوم الأثنين الماضي عن إفلاس بنكين جديدين في مسلسل إفلاس بنوكها بسبب تردي أوضاعها الاقتصادية هما بنك إنتركوميرتس ومصرف ألتا بنك والبنك الأول يقع في المرتبة 67 بين بنوك روسيا التي يبلغ عددها 700 بنك أما البنك الثاني فيقع في المرتبة 186 وقد عجز البنكان عن توفير السيولة التي يطلبها العملاء في ظل تردي قيمة العملة الروسية الروبل بل وانهيارها حيث بلغ سعرها 83.4 مقابل الدولار كما تفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

غير أن انهيار أسعار النفط يعتبر السبب الرئيسي لتهاوي الاقتصاد الروسي حيث إن روسيا من الدول التي تبلغ كلفة إنتاج البرميل فيها 30 دولارا وهي كلفة مرتفعة للغاية في ظل وصول الأسعار إلى ما دون ذلك وفي ظل أن روسيا وضعت ميزانيتها للعام 2016 على سعر 50 دولارا للبرميل، ولأن بوتين يخشى من نفس المصير الذي تعرض له غورباتشوف فقد سعى لحشد الروس وراءه والخروج بهم إلى حرب خارجية في سوريا علاوة على حربه في أوكرانيا بدعوى حماية الأمن القومي الروسي حيث كانت روسيا خلال سنوات حكم بوتين الأولى بين عامي 2000 إلى 2008 تعيش مرحلة نشوة أسعار النفط التي تخطت سعر 140 دولارا غير أنها بدأت تعاني منذ العام 2008 حتى دخلت الآن مرحلة الضعف وانعدام الثقة حيث انخفضت الاستثمارات الخارجية بها إلى أكثر من 90 % مما كانت عليه ولولا الدعم الصيني لانهارت اقتصاديا بالفعل كما يقول كثير من الخبراء، وفي الوقت الذي كانت فيه الدوائر الغربية تتداول سيناريوهات سقوط بوتين والسيناريو الأسود للنظام الروسي والنهاية الدموية قفز بوتين للأمام وقرر احتلال سوريا والدخول بشكل مباشر في معركة الصراع على سوريا حتى يستنزف دول الخليج من ناحية ويجد مبررا من ناحية أخرى يقدمه لشعبه يداري به تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد كذلك يربك الولايات المتحدة والغرب التي تعتبر المنطقة التي دخلتها روسيا ضمن نطاق نفوذها، وبدلا من أن تستغل الدول الخليجية هذا الضعف الروسي الظاهر والتردي الاقتصادي المقلق لتزيد ضغطها على روسيا لدعم الشعب السوري إذا ببعض الدول تتسابق لعقد الصفقات مع روسيا رغم أنها تدخلت في سوريا مقامرة ويأسا وضعفا وقفزا للأمام، وهذا خطأ استراتيجي فادح ستدفع المنطقة ثمنه فبدلا من إجبار روسيا على الخروج من سوريا إذا الجميع يسكت عن هذا بل ويتم التباري في عقد الصفقات وترتيب الزيارات، وهذا انفصال وانفصام وتضحية بسوريا كما تم التضحية بالعراق من قبل، إن بوتين على وشك السقوط فلا تمدوا له يد العون ودعوه يذهب كما ذهب غيره إلى مزبلة التاريخ.

 

 

 

جريدة الوطن

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع