..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

"دي ميستورا" مقاتل في صفوف الأسد!

حسين. ع

٢٤ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3141

الشاحنات 000.jpg

شـــــارك المادة

تظهر وثيقة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، والتي سرّبها الوفد الروسي في نيويورك إلى "مجلة فورين بوليسي" الأميركية، انحيازا فاضحا من قبل الأمم المتحدة لمصلحة بشّار الأسد وحلفائه روسيا وإيران.

في وثيقته السرية إلى مجلس الأمن، حمّل دي ميستورا "الهيئة العليا للمفاوضات"، والتي شكلتها المعارضة السورية في الرياض الشهر الماضي برئاسة رئيس الحكومة السوري السابق رياض حجاب، مسؤولية تأخير انعقاد المفاوضات في جنيف. وحمَل كذلك دي ميستورا "الدول الراعية" للهيئة مسؤولية عرقلة المفاوضات السلمية.

روسيا كانت قدمت لائحة من 16 من معارضيها إلى الأمم المتحدة وطلبت إضافتهم إلى وفد المعارضة في جنيف، ما دفع "الهيئة العليا للمفاوضات" إلى رفض طلب إضافة معارضين يتم إسقاطهم على المعارضة من موسكو. رفض المعارضة إشراك "معارضي موسكو" في صفوفهم أثار حنق دي ميستورا، فحمّل المعارضة مسؤولية عرقلة جهوده.

لم يتنبه "دي ميستورا" إلى بلاهة طلبه وطلب روسيا، فكيف يمكن لموسكو أن تكون راعية للأسد وتقاتل في صفوفه، وفي الوقت نفسه ترسل ممثليها للمشاركة في صفوف المعارضة؟

الإجابة تكمن في محاولة موسكو القضاء على السوريين المعارضين للأسد، عسكريا داخل سوريا ودبلوماسيا خارجها، وما تسريب وثيقة "دي ميستورا" السرية إلى الإعلام الأميركي إلا جزء من الحملة الروسية - الأميركية ضد معارضي الأسد.

الروس قاموا بتسريب مذكرة "دي ميستورا" السرية إلى محرر "فورين بوليسي" كولوم لينش، فيما يبدو أن الروس ولينش يستخفون بعقول الناس، ويعتقدون أن مقالة بقلم لينش في "فورين بوليسي" تتمتع بمصداقية كافية لاتهام المعارضين السوريين بعرقلة جنيف 3، وإدانة السعودية مع المعارضين، حسبما ورد في المقال.

على أن معارضي الأسد من السوريين وداعميهم يتحملون مسؤولية التراخي في مواجهة حملة التلاعب التي يشنها الروس والإيرانيون والأسد لكسب الرأي العام. مثلا، كان مطلوبا من المعارضة السورية وداعميها أن يحركوا الإعلام العالمي ضد إعلان روسيا إرسالها لائحة بمعارضيها إلى الأمم المتحدة لفرضهم على وفد المعارضة. وكان الأجدى بالمعارضة السورية وداعميها إظهار تناقض الطرح الروسي الذي يدعم الأسد ويطلب رعاية معارضته في الوقت نفسه.

كان لا بد للمعارضة السورية وداعميها أن يظهروا بلاهة الأمم المتحدة، التي تكاد تحارب في صفوف الأسد برفضها تصنيف ما جرى من تجويع "مضايا" حصارا لتفادي محاسبة نظام الأسد بتهم جرائم حرب، فيما يقوم "دي ميستورا" باتهام المعارضة بالعرقلة لمجرد أنها رفضت منح أتباع روسيا والأسد صفة معارضين.

كما لا بد للمعارضة وداعميها أن يذكروا الرأي العام العالمي بأنه على مدى السنوات الخمس الماضية وإغلاق روسيا لمجلس الأمن، لم توجه الأمم المتحدة يوما أصابع اللوم إلى روسيا أو إيران أو الأسد وهجومه الكيماوي، بل راحت تستجديهم للمشاركة في مفاوضات رفضوها مرارا.

ولا بد هنا من الإشارة إلى أنه مع مذكرة دي ميستورا ومقالة لينش، أصدرت مجلة "فورين افيرز" مقالة بقلم أكبر مؤيدي الأسد في الولايات المتحدة، جوشوا لانديس، وشاركه في كتابتها ستيفن سايمون، الذي زار دمشق وقابل الأسد في مارس الماضي.

في مقالة لانديس - سايمون فرضية أن الأسد يفوز الآن على معارضيه، وأن مصلحة أمريكا تكمن في المراهنة عليه. أما أسوأ ما في الأمر، فهو أنه سبق لسايمون أن عمل مسؤول الشرق الأوسط في "مجلس الأمن القومي" في البيت الأبيض. أما خليفته اليوم في المنصب، والذي يدير سياسة أمريكا تجاه سوريا، فهو صديق سايمون وصديق الأسد روبرت مالي.

ربما آن الأوان للمعارضين السوريين وداعميهم رمي قفازاتهم، والتوقف عن التظاهر وكأن التسوية مع الأسد ممكنة على قاعدة "الحق الكاذب حتى باب داره"، وتحميل الأمم المتحدة مسؤولية مئات آلاف القتلى السوريين والمحاصرين الذين يموتون جوعا وملايين المهجرين الذين ينامون في خيام.

 

 

العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع