عبد الله حاتم
تصدير المادة
المشاهدات : 3152
شـــــارك المادة
سيكون قطع العلاقات السعودية - الإيرانية ورقة أخرى في تزايد حدة الصراع "البارد" بين البلدين، وتأكيداً من الرياض على مواصلتها لسياسة "المواجهة" منذ اعتلاء الملك سلمان بن عبد العزيز للعرش في علاقتها مع طهران، لرفضها لانفراد إيران بالمنطقة.
ويرى المحللون أن التوتر المستجد بين البلدين، سينعكس حتماً على ملفات في المنطقة، يخوض فيها الطرفان ما يشبه "الحرب بالواسطة" خاصة في سوريا الساحة الأبرز للمواجهة بينهما.
ويتوقع مراقبون أن تؤدي هذه الأزمة إلى دفع إيران إلى تنسيق أكثر مع روسيا لمزيد من التعقيد في المشهد السوري، حيث يدعم البلدان نظام بشار الأسد، فيما تتكفل السعودية بدعم المعارضة السورية لتوسيع نطاق سيطرتها على الرقعة السورية.
وكانت فصائل المعارضة السورية المختلفة قد رحبت بقطع العلاقات السعودية الإيرانية، وثمنت الخطوة السعودية وأبرز تلك الفصائل الائتلاف الوطني السوري، وجماعة الإخوان المسلمين، وفيلق الشام، وجيش الإسلام وهما من أكبر الفصائل العسكرية في سوريا.
خطوة إيجابية:
الدكتور نصر الحريري، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، اعتبر الخطوة السعودية إيجابية، وستدعم من موقف المعارضة السورية السياسية والعسكرية ضد الأسد وحلفائه.
وقال في حديث لـ "الخليج أونلاين: "بالتأكيد الخطوة السعودية ستساهم في تحجيم الدور الإيراني في سوريا، خصوصاً من التقهقر الذي تعيشه قواتها هناك"، متوقعاً "أن تزيد المملكة من حجم دعمها العسكري للثوار لتحقيق تقدمٍ على الأرض".
وذكر الحريري أن "الممارسات الإيرانية سوف تزيد من فرص عدم خلق مناخ إقليمي مناسب للحل السياسي في سوريا، فالممارسات الإيرانية العدائية تجاه المملكة ودول المنطقة، وجرائم النظام السوري تجاه المدنيين تقتل أي فرصة لخلق جوء ملائم للتفاوض على حلٍ سياسي".
ودعا الحريري دول المنطقة والسعودية لعدم الالتفات للتلكؤ الأمريكي تجاه ممارسات إيران في المنطقة، داعياً في الوقت نفسه إلى "رفع الدعم للثوار السوريين لأن مقبرة المشروع الإيراني الطائفي هو في سوريا".
إنهاء الحلول:
وفي سياق متصل، يقول مراقبون إن القطيعة السعودية - الإيرانية سوف تنهي أي حل سياسي للأزمة السورية، وسوف تزيد من لهيب الجحيم السوري.
إذ يعتقد الدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، أن نتائج التصعيد ستظهر على الساحة في دول الشرق الأوسط، وخاصة في الملف السوري حيث ستتبدد فرصة التوصل إلى حل سياسي قريباً.
ويضيف جرجس لشبكة "CNN" الأمريكية: "كنا نأمل بحل دبلوماسي في سوريا، الآن علينا نسيان ذلك، فنحن الآن في مرحلة نشهد فيها مواجهة مباشرة بين أقوى دولتين في الشرق الأوسط بعد سنوات من المواجهة غير المباشرة، ولذلك علينا أن نتنبه لتصاعد المواجهة".
وفي خضم ذلك، ارتفعت أصوات دعوات سعودية للعلن تطالب بضرورة دعم السعودية لحسم الصراع عسكرياً في سوريا لكسر الشوكة الإيرانية، أبرز تلك الأصوات كانت من المحلل السعودي، جمال خاشقجي الذي قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لتكن الصفعة السعودية الثانية لإيران بإتمام النصر في اليمن وسوريا، وإن أكملتها بالموصل فهو خير وبركة، بعدها لن تقوم لطهران وآياتها دولة".
وتابع: "إنها مواجهة حاسمة أكبر من مجرد قطع علاقات، إما نعيش أحراراً مع شعوب حرة، وأما أن نكون جميعاً تحت ولاية فقيه طائفي حاقد، فأي فسطاط تريد؟".
تحت السقف الأمريكي:
لكن المحلل السياسي الدكتور أنور السنجري، الباحث في المركز الدولي للعلاقات السياسية في برلين، كان له موقف مغاير، إذ رأى في حديث لـ "الخليج أونلاين"، أنه مهما بلغت حدة العلاقات بين السعودية وإيران، فإن ذلك لن يؤثر على خريطة الحل السياسي التي أقرها المجتمع الدولي، والتي دعمها القرار الأممي 2254.
وأضاف: "الولايات المتحدة لن تسمح للسعودية وإيران بتدمير اتفاق فيينا، الذي كرس الرغبة الأمريكية الصارمة بوقف إطلاق النار في سوريا خلال العام الجاري، والذي حظي بدعم أممي واسع لا سيما روسيا".
وتابع: "الولايات المتحدة سوف تسمح لإيران والسعودية بالتعبير عن خلافاتهما ولكن تحت السقف الذي وضعته هي، ولعل ردة الفعل الأمريكية الباهتة على غضب الحليف السعودي الكبير تؤكد بذلك، واعتقد أن الإدارة الأمريكية ستسعى لضبط هذا الغضب عبر وسائلها الدبلوماسية وهو ما سيظهر جلياً خلال الأيام القادمة".
وفي خطوة وصفت بـ "المتواضعة"، أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اتصالات هاتفية مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف، والسعودي عادل الجبير، وحضهما على الهدوء في أعقاب قطع الرياض العلاقات مع طهران.
وقال مسؤول أمريكي رافضاً ذكر اسمه، لشبكة "CNN" الأمريكية: "إن كيري اتصل بظريف والجبير، لإنهاء الأزمة الناجمة عن إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر"، مؤكد أن الولايات المتحدة "تحض على الهدوء وعدم التصعيد، وـن الموقف يحتاج إلى الهدوء والحكمة".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن مساء أمس الأحد، أن بلاده قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران"، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد.
الخليج أونلاين
ميشيل كيلو
غسان شربل
محمد كمال الشريف
نجوى شبلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة