..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

روسيا والسعودية في سوريا.. هل هي حرب بالوكالة؟

العصر

٢٦ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3064

روسيا والسعودية في سوريا.. هل هي حرب بالوكالة؟
000 نصر بشار بوتين.jpg

شـــــارك المادة

يرى محللون أن هذه ليست المرة الأولى التي تدعم فيها السعودية وروسيا معسكرين متضادين. ومع ذلك، فمحاولة إعادة العلاقات بين الرياض وموسكو بدأت خلال حكم الملك عبدالله، ولا تزال قائمة حتى اليوم، وهما يبحثان عن بناء جسور للثقة بينهما. وفي هذا السياق، وقعت السعودية وروسيا اتفاقا للتعاون حول تطوير الطاقة النووية وتجري زيارات رسمية مستمرة بين البلدين.

"حتى خلال الأزمة السورية، كانت الزيارات مستمرة بين السعودية وموسكو"، كما أفاد المحلل السعودي حسن المصطفى، مشيرا إلى زيارة الأمير بندر بن سلطان لموسكو مرات عدة، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين، وأضاف: "في ذلك الوقت، كانوا يحاولون عقد اتفاقات حول الوضع في سوريا وإيجاد أرضية مشتركة بين وجهات نظر مختلفة.

وفي مرحلة ما، كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بالحد الأدنى بين الجانبين، ولكن ذلك لم يحدث لعدة أسباب اقتصادية وسياسية، بالإضافة إلى العملية التي استغرقت وقتاً طويلاً بسبب البيروقراطية في السعودية".

وقد برزت مخاوف من احتمال وجود توتر ما، وفقا لمحللين، عندما ذكرت السعودية بأنها سوف تزود الثوار السورين بأسلحة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات. إذ "ليس لدى المملكة العربية السعودية خيارات سوى دعم المعارضة السورية"، كما نقل الدكتور عماد سلامي، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية.

ورأى "سلامي" أن تدخل روسيا في سوريا قد يعرض وجود السعودية للخطر، ويضيف: "بالنسبة إلى السعودية، سوف يقوي تدخل روسيا في المنطقة الدور الإيراني، خصوصا بعد تعزيز التحالف بين روسيا وإيران في المنطقة. ونتيجة للقوة التي يتمتع بها التحالف الروسي- الإيراني والتراجع في الدور السعودي، لن يكون شيعة المنطقة على صلة بالهوية العربية. سوف يحاولون بناء هوية شيعية طائفية على علاقة بالحماية الإيرانية والروسية".

وهنا، يرى مراقبون أن إعادة البناء الطائفية للمنطقة أتت من موقع إيران القوي. إذ من الناحية العملية، تشكل اليوم كل من روسيا، الولايات المتحدة، إسرائيل وإيران تحالفا واحدا يستهدف مواقع القوة السنية من دون تمييز بينهم، وكأنَ هناك اتفاقا دوليا لتقسيم المنطقة وفقاً للطوائف. وهو ما تبناه الباحث السياسي "عماد سلامي"، حيث يعتقد أن ما يحدث اليوم هو اتفاق دولي.

ذلك أن التفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا تطشف بعض ملامح هذا الاتفاق الذي يستهدف إضعاف قوة السنة في المنطقة ويضعها تحت سيطرة الشيعة، كما أفاد المحلل نفسه.

وعلى هذا، فالعلاقات الجيدة بين طهران وموسكو يرى فيها كثيرون أنها أحد الهواجس الأساسية التي تُساوِر السعودية.

ووفقا لأحد المحللين، فإن موسكو تحاول إيجاد مصلحة مشتركة أو شبكة بديلة بشكل يجعل روسيا تتأكد من أن إيران ليست اللاعب الوحيد في المنطقة، وبأن علاقات روسيا لا يجب أن تكون محصورة بطهران.

إذ لدى روسيا علاقة ثنائية: من جهة هناك علاقاتها مع إيران، ومن جهة ثانية دعمها للمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.

ثم إن العامل الاقتصادي للصراع في سوريا يؤثر بشكل كبير، حيث يقول محللون إنه قد تشتعل حرب نفطية جديدة بين السعودية وروسيا. "قد تكون حربا نفطية بمعنى أن روسيا وإيران اتفقتا على أن التراجع في أسعار النفط والخسائر التي قد تنتج عن ذلك تسببت بهما السعودية"، كما يرى الباحث السياسي اللبناني "عماد سلامي"، وأوضح أن هذه إحدى النقاط التي تجمع روسيا وإيران ضد السعودية.

وثمة سبب آخر، أيضا، قد يكون احتمال بناء خطوط غاز ونفط من الخليج مروراً بسوريا وتركيا وصولاً إلى أوروبا. ولو حدث ذلك، قد يهدد اقتصاد روسيا لأن أوروبا وتركيا تشكلان سوقاً ضخماً للغاز الروسي".

وعلى هذا، وفقا لمحللين، فالصراع ليس متعلقا بإعادة بناء جغرافية المنطقة بناء على أسس طائفية فحسب، بل هو كذلك صراع اقتصادي على الموقع الجغرافي السياسي في المنطقة. ويتابع هؤلاء أنه إذا زودت السعودية الثوار السوريين بصواريخ مضادة للطائرات، فإن هذا سيمكنهم استخدامها ضد الطائرات الروسية، ما قد يصعد التوترات بين البلدين.

ولكن هناك محللون لا يعتقدون بأن السعودية "سوف تطلق حرباً غير مباشرة على روسيا، سيما وهم يحاولون إعادة المياه إلى مجاريها بينهما مؤخراً"، ذلك أن "السعودية تفهم دور روسيا وتعلم أن روسيا لا تحمي بشار الأسد أو نظامه، وإنما هدفها هو إرساء نوع من الاستقرار في سوريا لمنع بناء إمبراطورية شبيهة بأفغانستان من أجل الحد من تمدد المجموعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة".

 

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع