..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

جاءك النبأ

حسام سلامة

١٠ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3546

جاءك النبأ
الشام -+- شعار.jpg

شـــــارك المادة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :

قال تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا  رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ) الإسراء /54

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن ، حتّى إذا رُئيتْ بهجتُه عليه ، وكان رِدْءاً للإسلام ؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك. قلت : يا نبيَّ الله! أيُّهما أولى بالشرك، الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي ) رواه ابن حبان في صحيحه.
وقال ابن كثير عن إسناده هذا إسناد جيد، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد، وصححه الألباني. انظر السلسلة الصحيحة رقم 3201.
و قال الإمام الشوكاني رحمه الله:
"اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام، ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن «مَن قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدُهما» ، هكذا في الصحيح وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما: « مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْرِ، أو قالَ : عَدُوَّ اللهِ، وَلَيْسَ كَذلكَ إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ » أي رجع، وفي لفظ في الصحيح : «فقد كفر أحدهما » ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير - ثم قال -  فإن الإقدام على ما فيه بعض البأس لا يفعله من يشح على دينه، ولا يسمح به فيما لا فائدة فيه ولا عائدة، فكيف إذا كان يخشى على نفسه إذا أخطأ أن يكون في عداد من سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كافراً". [السيل الجرار (4/578)]

وبعد فقد جاءك النبأ :
وإنه مما يؤسفنا ونحن وسط زحام من الفتن والنوائب والمصائب والطوام التي توالت على أهلنا في الشام أن يجد بعضنا وقتاً لا ليحشد الصفوف ويلم الشعث ويقارب الرؤى بل ليضع على عظام الشعب المحطمة مزيداً من الأثقال فوق ما ينوء به مستفرغاً جهده للفت في عضد الجماعة وقاطعاً لسبل المودة وناشراً كيل التهم على ما هي عليه الجماعة من شتات في الرأي والفكر ولكم كان بودنا أن نسكت لو وسعنا السكوت ولكن فيما الونى وقد جاوز الغلو حافة القدر ليصب قطرانه على النار فتزيد اشتعالاً .....
وكيف نسكت والمجاهدون الذين يقدمون أرواحهم قرابين في الصباح والمساء صارت أعراضهم وعقيدتهم مادة للتشهي والعبث على موائد التكفير السياسي والتنظيمي بذرائع أوهى من الحبر التي تكتب فيه ما أنزل الله بها من سلطان .

وما نرميه هنا ما قصدنا به - والله يشهد - إلا تخفيفاً عن أمة بليت بالإفراط والتفريط والغلو والإرجاء وكم قال ابن القيم رحمه الله (الإسلام قصد بين الملل، والسنة قصد بين البدع، ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه.. وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: فإما إلى غلو ومجاوزة، وإما إلى تفريط وتقصير، وهما آفتان لا يخلص منهما في الاعتقاد والقصد والعمل إلا من مشى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ومن هذا تعيين علينا أن نبين ما انطوت عليه مقالة أبي فراس السوري والتي عنونها بعنوان:
(النجاء النجاء فأنا النذير العريان ) وكأن نجاتنا بأن نرجع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نكفر بعضنا ويضرب بعضنا رقاب بعض!، وكأني بالنذير العريان بدل أن يقف على أعلى جبل بالشام لينادي يا بني قومي وديني يا أهل السنة لقد جاءتكم إيران وروسيا برجالها وحديدها تحاد الله ورسوله وتخرجكم من دياركم، إذاً لكنا لهذا النذير مدداً وجنداً ولعجمنا العيدان ورمينا عدونا بأمرها عوداً ولشحذنا السيوف، ولكانت بين يدي هذا النذير تهوي على رقاب الكافرين كالنجوم تهوي صواعق على الشياطين في الليل البهيم، ولكن هيهات فالنذير العريان في ندائه النجاء النجاء عاد لحلقة جديدة من ترويج سوق طالما نزفت فيه الأمة دماء أطهر أبنائها على عتبة مذابح العدمية وقصبات التوحش والفوضى ،

رويدك هديت الحق يا أبا فراس :
بداية أود أن أذكر أبا فراس بما وصل به الحال في الشام فأقول الشام يا أبا فراس  جرح نازف وعرض منتهك ودم مهراق وأهلٌ نازحون مشردون وطفل يموت جوعا ًفي الحصار أو غرقا ًفي البحار وآلام السجون تجف عن وصفها الأقلام ولا تنسى من أكل لحم القطط وورق الشجر وسط الحصار ولا المدن التي تئن من الألم وسط قصف طيران الطغاة ومفخخات الغلاة.... أسألك يا أبا فراس وبعد هذا كله ماذا يحل لهذا الشعب المقهور ومن يمثله من فعل المباح والأخذ بالرخص من هذا الدين الحنيف المستنبط من كتاب الله القائل (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) الأنعام 119
ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن هذا الدين يُسرٌ، ولن يُشاد الدينَ أحدٌ إلاَّ غلبه، فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرواح وشيء من الدُّلْجة ". أخرجه البخاري (39)، والنسائي 8/ 121 - 122)
ألم  يقل الرحمة المهداة يا أبا فراس قبل الحديبية والله ما يسألونني عن خطة يعظمون بها شعائر الله إلا أجبتهم إليها في حين كان في قوة ومنعة وقد طلب العدو في عقر داره إن منعوه بيت الله الحرام قاتله ورغم ذلك وقع صلح الحديبية (وكفى الله المؤمنين القتال ) وهذا دليل على أن القتال ليس غاية، فإذا أمكن تحصيل الغاية بدون قتال وجب ترك القتال لحقن الدماء. أتعلم يا أبا فراس ،ولا أظنك تجهل بنود ذلك الصلح، أتعلم أن من شروطها أنه من جاء من المشركين إلى المسلمين موحداً لله ردوه إلى المشركين وأمام النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ سهيل بتلابيب أبي جندل ليرده إلى قريش وهو يصرخ " يا معشر المسلمين أتردونني على المشركين يفتنوني عن ديني " و يرد إلى المشركين وفاءاً بالعهد ودخل في حلف واحد وخزاعة يومها على الشرك ،
وأمضى هذا العقد وتخلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم المصطلحات " "الرحمن الرحيم " " رسول الله "
كل هذا والنبي في قوة أما عندما كان في ضعف وحصار كما في الأحزاب وما أشبه حال النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة هو وصحبه في حالنا اليوم في الشام .
حينها أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفع ثمار المدينة وقوتها إلى الكفار من غطفان حتى يخذل عنه الأعداء ولا يسعرهم عليه وفي حالة الضعف دخل في جوار المطعم بن عدي وأجاز لعمار ينال منه إن كان يخفف عنه العذاب وإن عادوا فعد  .
واستعان باليهود وأخذ منهم الرماح وحق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة السهمي لأنه قبل رأس المجوسي كسرى ليخلص بعض الأسرى من المسلمين
أعلمت يا أبا فراس لماذا أجازت الضرورات المحظورات وأن المشقة أجلبت التيسير وأنه كلما ضاق الأمر اتسع .....
يا أبا فراس من الذي دعم المجاهدين في حرب السوفيت ومن الذي مهد للمجاهدين في ليبيا من السماء وهم يقتحمون على جنود الطاغية القذافي من الأرض؟ هل تراك كفرتهم؟ وكيف للعلماء أن يسكتوا عن كفرهم؟ هل قرأت بيانات طالبان التي بايعتها القاعدة تشكر كل الحكومات التي وقفت معها في جهادها ............
يا أبا فراس ألم يقل الظواهري أمير القاعدة : وكنا حريصين على أن لا يعلن فرع للقاعدة في الشام حتى لا يتحمل أهل الشام تبعات وجود القاعدة أم أنك ستقول له ما قاله العدناني بل منهج اعوج وانحرف .......
فهل يلام أبو جابر حين يقول: إن ارتباط النصرة بالقاعدة أضر بثورة أهل الشام ..
ألم تطلب النصرة حين أسرت جنود الحماية الدولية (UN) أن تزال من قائمة الإرهاب الدولي ؟
ماذا يعني هذا على حسب ما تبنى عليه فكرك من قواعد ؟
يا أبا فراس أين يداوى جرحى المجاهدين من كافة الفصائل والجماعات ومن أين يُغاث اللاجئون من داخل الحدود وخارجها؟ ما حكمهم عندك أم تراك تقول كمن قال يجوز للنازحين ما لا يجوز للمجاهدين!
يا أبا فراس خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الفرد فقال ( ولا تشرك بالله وإن قتلت وحرقت ) وخاطب الجماعة فقال (سيروا على سير أضعفكم ) فإن رأيت الأخذ بالفرعية فخذها على نفسك ولا تلزم بها غيرك ولا تتكلم إلا عن نفسك.
أبعد هذا تلوم من تلطف وما أراد أن لا يشعر به أحد وقال نريد دولة الحرية والعدل والقانون، وعجباً أن جعلتها خلاف الدولة الإسلامية وكأن الإسلام يبني دولة الظلم لا حرية فيها ولا قانون .
ثم سأقول لك ولغيرك من الذين ظنوا أنفسهم وكلاء الله في أرضه ويوزعون الناس على الجنة والنار؛ من الذي أعطاكم هذا الحق؟ أربّ كريم أم رسول مقرب أم أنتم أئمة الهدى والرشاد ومرجع العباد وغيركم في سكراتهم يعمهون.....
هل صار ابن باز وابن عثيمين ممن يجب أن يجثو على الركب عند فضيلتكم .....

أم أنكم من قعد القواعد وحرر المذاهب وكتب المتون وألف المختصرات والشروح، أم أنكم مجددو الزمان وغيركم عالة على الفقه والفقهاء ....
يا أبا فراس ما كل من قرأ الكتاب فهم وفقه، فما بالك بمن كان يحملها للبيع فقط، واعلم أن التكفير مهلكة الجهاد وكبوة الصافنات الجياد وتدمير البلاد، وأن تقتل الأمة نفسها فتنتحر وتدمر نفسها بنفسها، واعلم أن التكفير حكم شرعي يوقعه عن رب العالمين قضاة مستقلون ونزيهون متبحرون بالعلم مختصون بالفتوى، وليس هو نفثات صدر ضاق بالغل والحقد بين أضلاعه فتراه كمدفع جهنم ينفث حممه لا يدري أين تسقط ولا من هو المقصود بالرمي وتصور معي أن يصدق الناس كلامك معاذ الله إذا لن يعدموا رأياً ولا مفتياً يفتيهم بأن يعملوا السيف في رقاب العباد من أحرار وجيش وغيره ...

ما الجدوى مما تفعلون ولصالح من هذا الفجور في الخصومة وكان يسع الرجل أن يقول كما قال أهل العلم من قبل : قولي صواب ويحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب، وكما قالوا : نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ثم أين ما تبني عليه كلامك من قواطع الأحكام وكل ما أتيت به فمن معالجة النفوس وظن السوء فأين الشمس في رابعة النهار؟
تقول أبو يزن وأبو سارية وأبو عبد الله وتنسى أن هؤلاء رموز حركة كانت خزان المجاهدين في ميدان المعارك كما كانت معهد العلماء ووراث النبوة فعلام المزاودة لمجرد انتقادهم للسلفية الجهادية وأنت وداعش خرجتم من رحمها .

لم أرد في مقالي هذا الرد على تفصيل ما جئتم به من الفرية في مقالكم لأني بصراحة لا أجد لك علينا وصاية ولا سابقة تستوقفني أن أطلب منك الرضى أو أقف في أعتابك ولكن ما قمت به هو واجبي تجاه قادتي ورموز جهادي خاصة ومجاهدي الشام عامة
كررت مراراً وقلت نبؤوني بعلم وها قد جاءك النبأ ... فاسمع وللحق فاخضع، ففي هذا القدر الكفاية إن أردت الهداية .

والحمد لله رب العالمين .

 

 

 

تعليقات الزوار

..

عمر الدمشقي - سوريا

١٠ ٢٠١٥ م

لا فُضَّ فوكَ شيخ حسام لله درك وعلى الله أجرك
أشهد أنك كّفيت ووفيت وفي الصميم سهامك قد رميت 
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب ورحم الله شهدائنا وقاداتنا أجمعين .. 


أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع