..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الذي كنّا نحذّر منه قد وقَع!

أبو بصير الطرطوسي

٢٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6742

الذي كنّا نحذّر منه قد وقَع!
بصير الطرطوسي00.jpg

شـــــارك المادة

منذ الأيام الأولى من الثورة الشامية كنّا نخذّل ــ ما استطعنا ــ عن أهلنا في الشّام، وعن الثورة الشاميّة، وعن مستقبل الإسلام في الشام.. إلا أنَّ فريقاً متعصباً منّا ــ لا يُلقي لمآلات أفعاله بالاً ــ أبى إلا أن يُقعْدِن الثورة، ويدَعْشنها.. وأن يُعولم المعركة مع العالَم كله على أرض الشام... فما الذي حصل؟!
قد أنعشوا الطاغوت بشار الأسد، ونظامه النصيري.. ومدوه بالقوة والحياة.. فقد وجد لنفسه مزيداً من الأعوان والأنصار، والداعمين.. بعد أن كاد أن يتهالك ويخسر الجميع.. كما وجد لنفسه مزيداً من الحرية والسّعة في قتل الشعب السوري.. بالوسيلة التي يشاء.. على اعتبار أنه يُواجه ويُقاتل الإرهاب العالمي المتمثل في القاعدة، وداعش..!

في الباطن له أهدافه الخاصة في الحفاظ على ملكه، ونظامه، ومخصصاته، ومخصصات طائفته.. وفي الظاهر أنه يُقاتل من أجل دفع شر الإرهاب العالمي عن سوريا.. وعن العالَم أجمع.. وبالتالي فهو لا ينبغي أن يُسأل عما يفعل، ولو أحرق سوريا أرضاً وشعباً.. وهجّر أهلها من ديارهم!
أما إيران ــ ومعها شيعة وروافض العالَم ــ فلها أطماعها التوسعية الطائفية في المنطقة التي لا تخفى على أحد.. ووسيلتها إلى تحقيق ذلك.. التظاهر بأنها ما أرادت من تدخلها في الشأن الشامي.. سوى محاربة الإرهاب العالمي المتمثل في القاعدة وداعش.. وهي أكثر الدول دراية في محاربة هذا الفريق من الناس...!
فوجدت الطريق لأطماعها وأحقادها ممهداً وميسراً.. ومتفهماً لدى الجميع.. ولمَ لا.. وهدفها المعلَن هو محاربة الإرهاب العالمي المتمثل في القاعدة وداعش..؟!
يكفي أن تدعي أنك ما أردت من تدخلك في الشأن السوري إلا محاربة القاعدة وداعش.. لتجد بعد ذلك كل شيء ميسراً لك.. ومسموحاً لك به!
كذلك روسيا.. لها أطماعها، ومصالحها العسكرية والسياسية في سوريا.. وبخاصة في الساحل السوري.. فالنظام النصيري هو آخر محطة تتكئ عليها روسيا في منطقة الشرق الأوسط.. وتقدر من خلالها على ابتزاز المجتمع الدولي!
وهي لم تجد لتحقيق غرضها هذا سوى إدعائها أنها ما غزت سوريا بأساطيلها وجنودها.. سوى رغبتها في قتال القاعدة وداعش.. وحفاظها على أمن وسلامة المجتمع الدولي من الإرهاب العالمي...!
ولما كان هذا هو الهدف المُعلَن.. باركها الجميع.. وتفهموا تدخلاتها.. وحركاتها العسكرية!
أما أمريكا ومن ورائها دول الغرب.. فلهم مصالحهم وسياساتهم في الشام.. ولهم أطماعهم في أن يتدخلوا ويتحكموا بتفاصيل الشأن السوري.. وتفاصيل حياة ومستقبل الشعب السوري.. ونظامه السياسي.. ولم يجدوا لهدفهم هذا أفضل من أن يُعلنوا أنهم ما أردوا من تدخلهم هذا سوى محاربة الإرهاب العالمي المتمثل في القاعدة وداعش.. وهم تحت هذا العنوان، وباسمه.. يُشاركون طيران النظام النصيري المجرم في قصف وقتل الشعب السوري.. وقصف مقرات المجاهدين والثوار.. تحت عنوان ما أردنا إلا القاعدة وداعش!
وهكذا كل شرٍّ في العالَم قد وجد لشرّه وأطماعه متسعاً في سوريا.. تحت عنوان وزعم ما أردنا إلا محاربة القاعدة وداعش... وأحياناً تراهم يتكلمون بطريقة توحي بأنه لا يوجد في سوريا إلا القاعدة وداعش.. فألغوا وجود السواد الأعظم من الشعب السوري وجميع فصائله المجاهدة، الثائرة على الطاغوت ونظامه.. ولم يبقوا على الأرض إلا القاعدة وداعش.. ليعطوا لأنفسهم مزيداً من المسوغات للتدخل في الشأن السوري.. وهذا ما كنا نحذّر منه قبل وقوعه بأربع سنوات.. وهو الذي وقع وحصل، لما غلَبنا هؤلاء المتعصبة السّفهاء على ما أرادوا!
وبعد أن أصبحت سوريا مرتعاً لكل شرٍّ في العالَم.. وبعد كل هذا الشر الذي اجتمع على أهل الشام وثورتهم.. والذي لا يخفى على أحد.
لا يزال هؤلاء المتعصبة والسفهاء يُجادلون عن طريقتهم، وأسلوبهم في إدارة وقيادة المعركة.. وأنهم مستمرون ــ وإلى نهاية الطريق، ومهما كانت التكاليف ــ في قعدنة، ودعشنة المعركة.. وقعدنة ودعشنة الثورة الشامية.. والجهاد الشامي.. ومستقبل الإسلام والمسلمين في الشام.. وكأن القعْدنة والدعْشنة هما الإسلام، والإسلام هما!
ويا لفرحة وسعادة العدو ــ كل العدو ــ بهذا الفريق من المتعصبة والسفهاء....!!

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع