..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

صيحة نذير: الهجرة إلى بلاد الغرب

رابطة خطباء الشام

١٠ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8773

صيحة نذير: الهجرة إلى بلاد الغرب
36301_345940672164608_1075280039_n.jpg

شـــــارك المادة

مقدمة:
إنه ومع ازدياد عدد المهاجرين إلى بلاد الغرب، وتدفقهم إلى هناك بالآلاف، ومع ما ينقله بعض من وصل إلى هناك ممن حصل على إقامة أو عمل وما رآه من الانفتاح في الدنيا لأقاربه وأصدقائه، حتى صارت الهجرة إلى بلاد غير المسلمين شغل الشباب الشاغل وحديث الليل والنهار وفي قمة سلم الأولويات، ومع ما يكتنف هذه الهجرة من مخاطر ومهالك في الدين والدنيا؛ كان لابد من صرخة نذير تبصر المسلمين بخطورة الأمر وشدة الخطب.

1- حكم الهجرة إلى بلاد الكفر
- الواجبُ على المسلم المضطر للخروج مِن بلده: البحث عن بلادٍ إسلاميةٍ يأمن فيها على دينه ونفسه وماله، ويختار مِن هذه البلاد أسلمَها لدينه، وأحفظَها لعرضه. قال تعالى: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً)(النساء: 100)
قال الطبري في تفسيره:  (ومن يُفارق أرضَ الشرك وأهلَها هربًا بدينه منها ومنهم، إلى أرض الإسلام وأهلها المؤمنين ... يجد هذا المهاجر في سبيل الله مهربًا ونجاةً، ورحابًا فسيحة).بتصرف يسير.
وقد جاء في حديث توبة قاتل المئة نفسٍ: (انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ) متفق عليه، واللفظ لمسلم.

- يجوز السّفرُ إلى بلادِ الكفرِ الآمنةِ للمضطرِ إذا لم يجد بلدًا مسلمًا آمنًا يقيم فيه، أو يلجأ إليه، ويتقي الله في دينه ما استطاع، ومَن سافر إلى تلك البلاد مضطرًا فعليه أنْ ينويَ الرّجوعَ والانتقالَ لإحدى البلاد الإسلامية متى زالت الضرورةُ، وقدَر على ذلك.
ولا ينبغي للمسلم أنْ يتساهلَ في الإقامة بين الكفّار لغير ضرورة، كفضول التكسُّب، أو الترفُّه في المعيشة، بل يصبر نفسَه مع المسلمين، ويحتسب ذلك عند الله تعالى؛ صونًا لدينه وذريته، ولا يعرّض نفسَه للبلاء والفتن.

- لا تجوز الإقامةُ في تلك البلادِ، واللجوءُ إليها إذا خشي المسلمُ الفتنةَ في دينه، سواء كان ذلك مِن قبيل الشُّبهات، أو الشَّهوات، أو كان مستضعَفًا لا يتمكّن مِن إقامةِ الشّعائرِ الإسلاميةِ، أو لا يأمنُ على نفسِه، أو مالِه، أو عِرضِه؛ لأنَّ اللهَ تبارك وتعالى توعّد الذين يتركون الهجرةَ مِن بلاد الكفر إلى دار الإسلام، وهم على هذه الحال، فكيف بمن هاجر إليها؟! قال سبحانه: (إنّ الذين توفّاهمُ الملائكةُ ظالمي أنفسِهمْ قالوا فيمَ كُنتم قالوا كنّا مستضعفينَ في الأرضِ قالوا ألم تكنْ أرضُ اللهِ واسِعةً فتُهاجروا فيها فأولئك مَأواهُم جَهنَّمُ وساءتْ مَصيراً)(النساء: 98)
قال ابنُ كثيرٍ في تفسيره: (هذه الآيةُ الكريمةُ عامّةٌ في كلِّ مَن أقام بين ظهراني المشركين، وهو قادرٌ على الهجرةِ، وليس متمكّنًا مِن إقامةِ الدّين، فهو ظالمٌ لنفسِه، مرتكبٌ حرامًا بالإجماع، وبنصِّ هذه الآية).
وقال النّووي في روضة الطالبين: (المسلمُ إنْ كان ضعيفًا في دار الكفر لا يقدِرُ على إظهار الدّين، حرُمَ عليه الإقامةُ هناك، وتجب عليه الهجرةُ إلى دار الإسلام".

- ويتأكّد المنعُ في حال اللاجئين السّوريين إذا نُظر إلى ما يكتنف هذا اللجوءَ والإقامةَ مِن مخاطرَ عظيمةٍ، ومفاسدَ كثيرةٍ، ومنها:
♦ عدمُ أمن الطرق، وغلبةُ احتمال الهلاك، كما في السّفر بالزوارق البحرية عن طريقِ التّهريب.
♦ التكاليفُ المادّية الباهظة، وما يصاحبُ ذلك مِن احتيالٍ، وتزويرٍ يتحمّل المسافرُ تبعتَه عند اكتشافِه.
♦ فَقْدُ البلادِ الشّاميّةِ فلذاتِ أكبادِها، وخيرةَ أبنائها، وهجرةُ نُخَبِها، وأصحابِ العقول فيها وهي أحوجُ ما تكون إليهم؛ ليرابطوا على ثغورِها في مختلف المجالات العسكرية، والإغاثية، والإعلامية، والتربوية ، وغيرها.
♦ مساعدةُ النّظامِ في تحقيقِ أطماعِه في تهجير أهلِ السّنة، وتفريغِهم مِن مناطقِهم واستبدالهم، وصولًا إلى تغيير تركيبة السُّكّانِ في البلادِ. (مختصراً من فتوى هيئة الشام الإسلامية).

وإليكم عباد الله شيئاً عن مخاطر هذه الهجرة، وكيف أنها تهدد مستقبل أولادنا وتعود بالسوء على مجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا، والعاقل من اجتنب مهاوي الردى ومواضع الفتن واختار لنفسه ولمن يعول طريقاً يوصلهم إلى الله وإلى جنته.

2-مخاطرها
لو عملنا مقارنة بين الإيجابيات والسلبيات في الهجرة إلى بلاد الغرب لأذهلتنا النتيجة!!
فمن الإيجابيات لا أكاد أجد غير أن المرء يأمن على نفسه من الخوف والظلم والقهر، وقد يكسب المال الكثير والوفير في الدنيا وبعض العيش الرغيد، وقد يستفيد من علوم الدنيا،
ولكن لو نظرنا إلى كلِّ ما سبق وغيره مما قد يستفيده المهاجر إلى تلك البلاد لوجدنا أنها أشياء دنيوية عما قليل ستزول، وعند مقارنتها بما سنذكره من سلبيات بل وطامات  ستجعلك تختار الله والدار الآخرة والصبر على من أنت فيه من محن حتى يأتي وعد الله بالنصر
ومن تلك السلبيات على سبيل العدِّ لا الحصر:
على صعيد الشهوات:
- انتشار ثقافة الشذوذ الجنسي في كثير من هذه الدول كحرية شخصية وعادة غير ممقوتة.
- انتشار ثقافة المساكنة والمصاحبة خارج إطار الزواج.
- انتشار ثقافة شرب الخمر كعادة طبيعية ومقبولة.
- انتشار ثقافة الانفكاك عن العائلة في سن الثامنة عشر، في الوقت الذي يكون الشاب أو الفتاة أحوج ما يكون الى الرعاية الأسرية.
- انتشار الإباحية والخلاعة في الشوارع والحدائق من غير نكير، بل يُنكَرُ على من ينكر ذلك.

على صعيد الشبهات:
طغيان ثقافة المادة والانفكاك عن أي طرح غيبي يتعلق فيما بعد الموت.
أن يجعل المسلم على نفسه سبيلاً للكافرين، والله تعالى يقول: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) (النساء: 141) .
التأثر في العقيدة والموالاة والمحبة والإعجاب بهم؛ وذلك لكثرة مخالطته ومساكنته لهم ولما يرى مما عندهم من زهرة الحياة الدنيا وزينتها مما لا يزن عند الله جناح بعوضة .
ومنها أنه قد يخف عند المسلم الشعور بالكراهية لما هم عليه من كفر بالله تعالى ومنكرات وانحلال فالنفس تألف ما اعتادته، وفي هذا من الخطر ما لا يبقي مع المرء أدنى مقومات الإيمان.
هذا كله قد يتأثر به المهاجر إلى بلاد الغرب بمجرد إقامته بين أظهرهم حتى ولو لفترة مؤقتة، أما لو أقام إقامة دائمة وحصل على جنسية تلك البلاد فهذا فيه من المخاطر المحققة على دين العبد ما تنذهل منه العقول،
ومن ذلك بالإضافة إلى ما سبق:
أن تلك الدول لا تمنح الجنسية بدون مقابل بل لها عدة شروط، ومن أهمها:
أن الأبوين حينما يحصلان على الجنسية لتلك البلاد عليهم أن يتعلموا اللغة أولاً ويتطبعوا بعادات وتقاليد تلك البلاد.
وأخطر ما في الأمر هو أن يذهب أولادهم للتعلم في مدارس تلك الدولة الكافرة, فيتعلمون العادات والتقاليد والثقافة الغربية، وكذلك يتعلم الولد كيف يتصل في الشرطة إن تعرض للضرب من أبيه أو أمه٬ باسم الحرية الشخصية والديمقراطية الزائفة.
ويتعلم في المدرسة الاختلاط والعلاقات المحرمة وشرب الكحول،
وتتعلم الزوجة المسلمة كيف تكون هي الآمر الناهي، وبيدها العصمة وهي التي من حقها تطليق زوجها، وممنوع على زوجها الزواج من زوجه ثانية،
وتكبر الفتاة العربية المسلمة الشابة وقد اتخذت خليلاً وصديًقا٬ وأبوها لا يستطيع أن يفعل شئياً وإلا ستسحب منه الجنسية ويطرد من البلد.
وقد يصل الأمر إلى أن يجندوه لحرب المسلمين في بلادهم كما حصل في أفغانستان وجندوا المسلمين لقتال الأفغان.
ومن المخاطر العظيمة كذلك تعريض النفس للهلاك وذلك بالسفر عبرالطرق غير الشرعية والتي تحفها المخاطر، وكم غرق من رجال ونساء وأطفال وذهبت أسر بأكملها وفي ذلك إلقاء بالنفس إلى التهلكة
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه. قالوا وكيف يذل نفسه قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق) (رواه ابن ماجة /4016، وصححه الألباني).
إن ما سنجنيه بعد أعوام من هجرة الشباب والأولاد إلى تلك البلاد وبعد رجوعهم إلى أرض وطنهم وقد تحملوا أحمالاً ثقيلة بفكر المادية والعلمانية وتنكرهم لكثير من تعاليم ديننا بل وربما محاربته بدعوى التمدن والتحضر وتجديد الخطاب الديني سيثقل كاهلنا، ويستنزف أوقاتنا، ويؤخرنا في مسيرة البناء والتمكين.

لعلنا إذا تأملنا هذه المخاطر العظيمة فهمنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) (خرجه أصحاب السنن، وصححه الألباني).
إن كل هذه الأمور المنكرة ما كان لها أن تتمكن في نفوس الشباب والفتيات وحتى الكبار وتلقى صدى إلا لأنها تصدر من أناس غربيين  سجلوا نجاحات في شتى المجالات من التفوق العلمي والتكنولوجيا إلى قيم العدالة وصولاً إلى الإجماع على عقد اجتماعي يصون الحقوق والحريات وينهي الفوارق الطبقية والدينية وهذا واقع مادي ملموس لايمكن إنكاره، بينما الإسلام وقيمه السامية وحضارته المتقدمة في جميع الأصعدة مغيبة وهي تتمثل في واقع مأساوي من الظلم والغش والقهر والسجن والتعذيب والتجهيل، وذلك ليس لعلة في الإسلام بل لسوء الفهم والتطبيق، وانعدام النموذج الحي، ووجود من رباهم الغرب وصنعهم على عينه وولاهم علينا ففعلوا فينا ما نراه اليوم.
نعم بلا شك هناك قصص لمسلمين عاشوا هناك، واستطاعوا أن ينجو بأنفسهم وبدينهم وبأولادهم، ولكنه لا ينفي بحال وجود شريحة كبيرة قد فقدت أولادها وبناتها واستقامتها في هذه المجتمعات، ولا ينكر ذلك عاقل.
قد يقول بعض من يريد الذهاب إلى هناك من أن الفساد نفسه موجود في البلاد العربية والمسلمة، ويا للعجب ممن يسوي بين بلاد المسلمين وبلاد غير المسلمينفي ذلك!
وأهم ما يقال هنا: إنه لفرق كبير بين أن تكون في مجتمع أكثريته تحتقر الفاحشة، وأن تكون في مجتمع أكثريته تعد الفاحشة حرية شخصية.

3- دين الله أعز وأغلى:
أيها المسلم: إن دين نفسك ودين أولادك ودين الأمة أعز وأغلى من أن تضحي فيه من أجل أن تعيش دنياك، لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالهجرة إلى الحبشة من أجل ماذا؟
نعم من أجل أن يسلموا من أذى المشركين، لكن بشرط أن يأمنوا على دينهم، ويحافظوا على عقيدتهم، وهذا ما كان من ملك الحبشة تجاههم، فقد أمَّنهم على دينهم وأنفسهم وأموالهم، بل وأكرمهم، بل وكانوا سبباً في إسلامه.
لماذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة؟
لأن مكة كانت دار كفر لا يستطيع المسلمون فيها إقامة دينهم، وكانت أساليب فتنتهم عن دينهم متجددة من قِبَلِ أعداء الله، هل من يهاجر اليوم من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفر يأمن على دينه؟!
نعم قد يستطيع الصلاة والصيام والزكاة والحج، لكن هل يأمن الشبهات التي لم يسلم منها المسلمون وهم في بلادهم فكيف وهم في بلاد من يبثُّها ويختلقُها؟!
نعم قد يستطيع تأدية شعائر دينه، لكن هل ستسلم عقيدة أبنائه وهم يدرسون في مدارس من يحادُّون الله ورسوله، ومن يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم، ومن ينسبون إلى الله الولد...
قد يقول قائل ممن هاجر إلى تلك البلاد أن بلاد الغرب تعطي الحرية للمسلمين في تأدية شعائر دينهم ولا تضيِّق عليهم، نقول له: نعم هذا في الظاهر، ولكن هل تعلم يا مسكين أن لبلاد الكفر نشاط وخطط مدروسة في تجنيد المسلمين وتنصيرهم وتحويلهم إلى ملاحدة وزنادقة, وهذه خطط قديمة والآن يطبقونها؟!
أخي المسلم: يا من تفضل الهجرة إلى بلاد الغرب على الإقامة في بلدٍ مسلمٍ رغم ما فيه من مشاقّ،هل تعلم أن ولدك بعد سنين قليلة سيعرض عليك من الشبه ما يحتاج إلى علماء ليردّوا عليها ويفندوها ؟!
هل تعلم بأنه قد يأتيك يوماً بصاحبته وخدينته وقد أفسدت عليه دينه ودنياه؟! كيف لا وهو يتعلم في مدارس اليهود والملاحدة والعلمانيين والنصارى ويعلمونه دينهم ولا يفرقون في هذا بين مسلم وغير مسلم.
فيا أيها الذين آمنوا: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..) (التحريم: 6)
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(التوبة: 24).

4- قصة واقعية:
هذا لاجئ سوري يطلب فتوى من أحد الشيوخ ويقول: (أنا لاجئ سوري وصلت إلى أوربا مع أسرتي قبل سنتين وأولادي صغار يذهبون إلى المدرسة وقد تعلموا اللغة، وقد جاؤوا اليوم وهم يتكلمون عن عمل قوم لوط على أنه أمر طبيعي ويجب احترام الشواذ ومحبتهم! تأكدت من الأمر من المدرسات في المدرسة، فقالوا لي: إن هذا قانون أوربا كلها، ويجب أن تتعلم قيمنا الاجتماعية، أما قيمكم الدينية فلا مكان لها عندنا، فنحن نساعدكم والدولة تؤمن لكم حياتكم كي تتأقلموا وتذوبوا في مجتمعنا وقيمه الديمقراطية!.
ويقول: وليس عندي جواز سفر أسافر به إلى بلد مسلم، فهل أنا آثم؟ وماذا أفعل؟
وجاءه الرد من المفتي كالتالي:
إن المجتمعات الغربية الأوربية والكندية والاسترالية وجنوب أمريكا كلها إباحية..
بل في السويد والدنمارك يسمحون بنكاح المحارم!!
إن ما تشكو منه اليوم ليس إلا بداية المصائب والفتن، وستواجهك مصائب أكبر من هذه بكثير!
فإنهم قد اشتروا أولادك منك بالتقسيط مقابل المعاش الشهري الذي يدفعونه لك، ولو رفضت طريقتهم في التربية يخولهم القانون أخذهم منك وتربيتهم بعيداً عنك!.
علم أولادك الإسلام، واختر لهم أصدقاء من المسلمين وعليك بالحكمة ريثما تتيسر مغادرتك لأقرب بلد مسلم في أقرب أقرب فرصة). انتهى
ولعل المتابع والمهتم قد سمع الكثير من القصص التي تشيب لها الولدان وتتقطع لهولها القلوب بسبب الهجرة لبلاد الغرب! فلقد تشردت كثير من الأسر وفقد كثير من الأزواج زوجاتهم اللاتي تمردن عليهم أو العكس، وترك بعض الأزواج زوجاتهم بالحلال؛ ليناموا في أحضان نساء ساقطات بالحرام، وفقد كثير من الآباء أولادهم وبناتهم تحت دعوة الحرية المزيفة، وابتلي كثير منهم بالزنا وشرب الخمور والمخدرات.. كسبوا المال وخسروا الاخلاق والدين والآخرة، (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر: 15).

5- فضل سكنى الشام:
لقد مر على الشام منذ غابر الأزمان ظروف فيها من السواد والقتامة ما فيها، ثم بعد ذلك رجعت الشام إلى سابق عهدها درة مضيئة، ومأمناً وحصناً، وربوة ذات قرار ومعين، وَيْحَكُم أيها الناس ألا تصبرون؟! فالشام سيرجع حكمها وتخصب أرضها وينعم أهلها كيف لا والصادق المصدوق قد أخبر أنها ستكون ملاذاً من الفتن، وذكر فيها من الأحاديث ما يُرَغِّبُ في سكناها ويَصْرِفُ ساكنيها من الرغبة عنها؟! ورسول الله لم يترك لنا هذه الأحاديث عبثا.. إنما ذخرا لقادم من الأيام.. وعونا لجيل سيشهد ما قدَّر الله له أن يشهد..
- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَشْكُو الْفَقْرَ وَالْعُرْيَ وَقِلَّةَ الشَّيْءِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَبْشِرُوا فَوَاللَّهِ لَأَنَا بِكَثْرَةِ الشَّيْءِ أَخْوَفُ مِنِّي عَلَيْكُمْ مِنْ قِلَّتِهِ، وَاللَّهِ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِيكُمْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومَ وَأَرْضَ حِمْيَرَ، وَحَتَّى تَكُونُوا أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ، وَحَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَتَسَخَّطَهَا) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ: فَقُلْتُ: وَمَتَى نَسْتَطِيعُ الشَّامَ وَبِهَا الرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَفْتَحَنَّهَا اللَّهُ لَكُمْ وَلَيَسْتَخْلِفَنَّكُمْ فِيهَا ...
إلى أن قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتَرْ لِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنِّي أَخْتَارُ لَكَ الشَّامَ، فَإِنَّهَا صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ بِلَادِهِ، وَإِلَيْهَا يَجْتَبِي صَفْوَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، يَا أَهْلَ الْيَمَنِ فَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، فَإِنَّمَا صَفْوَةُ اللَّهِ مِنَ الْأَرْضِ الشَّامُ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَسْتَقِ بَغُدُرِ الْيَمَنِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ) (رواه الطبراني في مسند الشاميين/2540، وصححه الألباني في السلسلة). والأحاديث في فضل الشام وفضل سكناها كثيرة.
فيا أيها المسلمون.. ما هو إلا صبر أيام وستنكشف الكربة، وتزول الغمة، ويرجع الأمن والأمان بإذن الله الملك الديان، واعلم أيها المسلم أنه ما عليك إلا أن تتق الله عز وجل ويأتيك رزقك من حيث لا تحتسب (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) واعلم أن نفساً لن تموت حتى تستوفي ما كتب الله لها.
واعلموا عباد الله.. أنه من الغفلة عن حقائق الأمور أن يظن أحد أنه سيعيش في الدنيا بدون منغصات. وأمر المؤمن كله له خير،
عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له) (مسلم: 2999)

وإنا نقول لمن حصلت له ضرورة قصوى فهاجر: لا تنصح غيرك بها ولا تبرر وتسوق الحجج وتزين تلك البلاد لغيرك، بل اكتف بنفسك واهتم بدينك وأسرتك، وقوِّ عقيدتك واطلاعك على أمور دينك.

والله أعلم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع