..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بين المشروعين الفارسي والتركي في المنطقة

خالد وليد محمود

١٢ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2438

بين المشروعين الفارسي والتركي في المنطقة
000 ايران.jpg

شـــــارك المادة

فرق شاسع بين المشروعين الفارسي والتركي في المنطقة؛ فالأول صدامي استحواذي يريد السيطرة، وهذا هو جوهر الاختلاف بينه وبين المشروع التركي العثماني؛ فتركيا تسعى إلى المشاركة والتكامل مستفيدة من تاريخها الطويل في حكم المنطقة، إضافة إلى أن للمشروعين عقيدتين متصارعتين تاريخيًا، “سنة وشيعة”.

الشق الأخير من الافتراق بين المشروعين التركي والفارسي في المنطقة، يتمايز بصورة واضحة ونحن نتحدث عن الشعبين؛ فالشعب التركي في معظمه شعب علماني التوجه، همّه الاقتصاد أولًا، في حين لا يتصادم مشروع الإسلاميين الأتراك مع المشاريع الإسلامية العربية الأخرى وهذا غير متوفر إيرانيًا؛ فأن نقول إسلامي إيراني فهذا يعني صدامه الفكري على الأقل شئنا أم أبينا مع مشاريع الإسلاميين في المنطقة.

هنا نحن لا نتحدث عن إمكانية التعايش بين إيران الفارسية الشيعية وباقي العرب فهي متوفرة، لكن الانطلاق هنا من وجود جذور للخلاف واضحة، لا تتوفر في المشروع التركي.

على هامش هذه الرؤية يمكن فهم العين العربية وهي ترى توصل إيران لاتفاق شامل مع الغرب، ترى الدول العربية أنه يهددها.

الاتفاق من دون أدنى شك توريط للمنطقة، وهذا ما تدركه دول الخليج وتحديدًا المملكة العربية السعودية، في حين تلعب دولة مثل الإمارات دورًا مزدوجًا تخدم فيه المصالح الإيرانية والخليجية؛ وذلك لحظ “خط الرجعة”.

إذا كان هذا ما يريده الخيال الفارسي للسيطرة على عواصم المنطقة، وهو كذلك، فإن ذلك يعني أن حروبًا قادمة مفروضة على الدول العربية ومخطط لها غربيًا، وتريد واشنطن اندلاعها. فما العمل عربيًا؟

وفق الطموح السعودي فإن الدول العربية تستطيع ومن فائض تبعيتها لأمريكا أن تشكل قوة عربية مشتركة للدفاع عن الأمة بقيادة السعودية؛ فأن تبقى طهران تعربد في المنطقة بهذا الشكل السافر لن يكون معناه إلا أن ندخل جميعًا في بيت المتعة الإيرانية.

وتفهم الرياض أن القوة العربية المشتركة ليست مهيأة وفق (كتالوجها) لتشكل تهديدًا حقيقيًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن وبالنظر إلى برغمانية الأولويات فهذا لا يهمها، طالما بقي الإصرار الإيراني على مواصلة التحرش بالسعودية.

نعلم أن الاتفاق النووي الإيراني هو توريط لإيران في الرمال المتحركة للصحراء العربية، لكننا نعلم أيضًا أن إيران وافقت على ذلك في سياق أحلام يقظتها لاستعادة مجد زال ولن يعود منذ 1400 عام.

اليوم الدول العربية -السنية- أمام عدوين يوازيان بعضهما بالخطورة: الاحتلال وطهران، وكلاهما يريد أن يحتل أرض المنطقة وإنسانها، وإن اختلفت اللغة، هذه عبرية وذاك فارسية.

وسبق وتحدثت نخب سعودية بأن المملكة سبقت الإيرانيين باتفاقها الخاص، والذي يقضي بضمان وجود حدودهم مع حدود دول سنية عراقية ويمنية عندما تقوم الدول بإعادة سحب وإضافة لخرائط دول المنطقة الجديدة في سياق طبعة سايس بيكو 2016.

لكن هل هذا يعني أن الأمور بخير؟ حتى الآن ما زالت مصالح شعوب المنطقة تطحن، فما هو مؤكد أن أيًا مما تجريه واشنطن ومجموعتها الدولية التابعة لن يكون بأي حال من الأحوال لصالح شعوب المنطقة العربية، وإن كان بالتأكيد سيكون لصالح أنظمتها.
 

 

التقرير

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع