..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

طهران تستكمل مشروع الأمل - ويل للعرب من شر إيران الذي اقترب

نبيل العتوم

٢٢ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2799

طهران تستكمل مشروع الأمل - ويل للعرب من شر إيران الذي اقترب
السم 00.jpg

شـــــارك المادة

الولايات المتحدة تفرض مشروعها كأمر واقع. وفرضت نفوذها وتمددها في المنطقة كذلك.... وداعش تصول وتجول وتعربد في المنطقة...... إيران ومن يشايعها يتمددون في المنطقة يعضمونها بألاعيبهم ومؤمراتهم....... والعرب في كبوتهم وغفوتهم يتمددون لكن إلى أين؟.... للأسف إلى السرير.
مرحلة استئناف التمدد الإيراني اصطلحت إحدى الصحف الإيرانية تسميته مرحلة الأمل لوصف الحقبة القادمة؛ فهي مرحلة البناء والنهضة والعلم حسب تصورهم؛ والواقع العربي حسبما هو عليه يعاني من دمار وفوضى، وهذا أعاد بالذاكرة إلى مسلسل كرتوني كنا نتابعة ونحن أطفال اسمه "عدنان ولينا"، وأحداثه تتلخص حول انهيار العالم ولا عاصم إلا جزيرة الأمل؛ الملجأ الوحيد للبشرية, فهل تعتبر إيران نفسها جزيرة الأمل بعد تدمير العالم العربي، والجلوس على أنقاضه؟.
مشروع بدء مرحلة الأمل، هو ما طالعتنا به إيران كعنوان رئيس لها صبيحة الاتفاق النووي؛ فقد عنونت صحيفة ابتكار الإيرانية صفحتها الرئيسة بهذا العنوان، لقد استعرض الخبر ما تحقق خلال المفاوضات مع الغرب، وقالت إن البساط -بموجب الاتفاق مع الغرب - ُسحب من تحت أقدام الأعداء، وأنه قد بدأت مرحلة التفاهم مع إيران على القضايا الكبرى. وأضافت أن الخاسر الأكبر في هذا الإنجاز النووي هو الكيان الصهيوني وبعض الدول الحليفة له في المنطقة، وفي مقدمتها السعوديه. وأكدت على أن المنطقة ستشهد تطورات كبرى وجديدة، مؤكدة على أهمية استغلال الفرص الكبرى لتحقيق أهداف الشعب الايراني، وأكدت على أن قطار التنمية يجب أن يسير منذ اليوم على السكة الحقيقية للوصول إلى بر الأمان، ولابد من شحذ الهمم لامتلاك ناصية العلم والتقدم والتطور لإكمال مسيرة الأمجاد الإيرانية، فالشعب الإيراني سيمضي قدماً في إستراتيجياته الداخلية والخارجية ومسيرة البناء الحضاري، والإنتاج العلمي والتطور الاقتصادي الذي بدأه.
أعلنت القوى العالمية السبع الكبرى في العاصمة النمساوية فينا، توصلها لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع كامل الحظر عن إيران؛ وهو الحظر الذي بدأ الغرب بفرضه على إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف. وبهذا الإعلان الذي وقّع عليه السبع الكبار: الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا وإيران؛ أسدل الستار على ماراثون المفاوضات الصعبة التي استمرت مايقرب من اثني عشر عاماً، وجاء اليوم الموعود لبوابة جهنم الإيرانية للمنطقة.
المرحلة الأولى من مشروع الأمل الإيراني (تجربة تاريخية مريرة)
بادئ ذي بدء لاشك بأن مشروع الأمل الإيراني ومنذ نشأته كان يشكل ويجسد خنجراً تآمرياً في جسد الأمة الإسلامية: تاريخياً  ُتعتبر الامبراطورية الفارسية آخر الامبراطوريات التي تأسست منذ نشأتها الأولى على التوسع والاستغلال، وشن الحروب ضد الدول المجاورة، وكان نصيب العرب من تلك الأطماع نصيب الأسد؛ بسبب الجوار الجغرافي، والتراث الفارسي الحاقد عليهم، واختلاف المحرك الأساسي والإيدلوجي لهذه الإمبراطورية، فكانت العرقية الآرية، والديانة الزرداشتية، والإرث الإمبراطوري زمن بعض السلالات الفارسية السابقة هي المحرك الأساسي للتوسع والهيمنة الإيرانية، واليوم وبالنسبة للجمهورية الإسلامية فإن المحرك الأساس هو المذهبية الصفوية، يضاف إليه كل ما ذكر من إرث امبراطوري ومن استعلاء عرقي، والإرث الإمبراطوري من العوامل التاريخية التي أدت للتحالف بين الإمبراطورية الفارسية والقوى الأخرى، ولا شك بأن هدف الفرس الذييسعون دوماً إلى تحقيقه عبر التاريخ كان ُيركز على مسألة استرجاع مجدهم القديم المغتصب، وبالتالي إقامة دولة فارسية متميزة الخصوصية في مظهرها وحقيقتها، وقد كان ومازال استهداف الدول العربية يُمثل أولى أهدافهم.
لقد تغير الأمر كثيراً بعد معركة القادسية، التي نشبت بين حضارتين ودولتين، هي الدولة الإسلامية الناشئة والمستندة على دين سماوي يريد إشاعة عبادة الله بدلاً من عبادة البشر، فكانت معركة القادسية الشرارة الأولى التي زرعت في نفوس الفرس حقداً تاريخياً لم تزله قرون طويلة عاشوا تحت راية الإسلام.
في الحقيقة إن الفتح الإسلامي لبلاد فارس لم يكن سهلاً على الإطلاق؛ حيث أمضى المسلمون نحو عشرة أعوام في حروب متقطعة مع الفرس، ولم يتم فيها سوى فتح جزئي، فكثيراً ما كانت الأقاليم المفتوحة تعلن تمردها خصوصاً من جانب القادة العسكريين الفرس بعد أن صالحوا العرب.
ترى الكثير من الدراسات الفارسية أن حضارة بلاد فارس توقفت قرنين من الزمن؛ وذلك بسبب استيلاء المسلمين العرب الفاتحين الذين أوقفوا تطور الحضارة الفارسية، حيث شبهوا الفتح الإسلامي لبلاد فارس كغزوات المغول والإسكندر، ثم استمرت عملية مواجهة الفتح الإسلامي تباعاً وضمن مُخطط مدروس.
وقف مشروع الأمل الفارسي كذلك إلى جانب الثورات التي خرجت على الدولة الإسلامية.

ما دمنا نتحدث عن الأدوار التي اضطلع بها الفرس لمحاربة الدولة الإسلامية. أما الأمر الخطير على الصعيد الدولي فقد كانت مشروع الأمل الإيراني كما لاحظنا، وعلى مر السلالات التي حكمتها منذ نشأتها ولغاية اليوم، حاضرة إلى جانب أعداء الأمة في جميع حروبها ضد أعدائها؛ لاسيما الدول العربية، حتى وصل الأمر بكثير من المستشرقين الذين درسوا إيران إلى القول: لولا الصفويون لكنا نقرأ القرآن في أوروبا كما يقرأه الجزائريون، ولولا الصفويون لكانت أوروبا وشعوبها تحت سيف الإسلام واستعمار العربية، والتجربة العربية مع مرحلة الشاه والثورة الإسلامية التي لازالت تحكم إيران أدهى وأمر، خصوصاً بعد نجاح إيران في بناء المجال الحيوي بصيغته المذهبية، ونجاحها منقطع النظير بتفجير الوضع الإقليمي. فسبحان الله ما أشبه اليوم بالأمس، فالتاريخ ُيعيد نفسه هذه المرة، مع دوران عجلة الزمان وتصاريفه.
المرحلة الثانية من مشروع الأمل الإيراني (الاتفاق النووي ورفع العقوبات)
عنوانه: مزيد من دعم محور الممانعة، وتعزيز وضع الأقليات الشيعية في العالم العربي: وجهة نظر إيرانية
خاضت إيران –حسب تعبيرها- مفاوضات صعبة مع الدول العظمى في العالم، التي حاولت انتزاع التنازلات من إيران، على غرار التنازلات التي كانوا ينتزعونها بسهولة في مفاوضاتهم مع دول العالم الثالث، إلا أن النموذج الإيراني، لم يكن كغيره من الدول، حيث استطاعت إيران أن تفرض نفسها كقوة إقليمية عظمى لها تأثيرها في إحدى أهم المناطق حيوية في العالم، وهي تفاوض من منطلق قوة، وليس من منطلق ضعف، من أجل الأمر الذي دفع دول الـ ٥+١ للتمديد تلو التمديد للمفاوضات، إشارة منهم إلى رغبة غربية من أجل إتمام الاتفاق، وهي لا تقل طبعاً عن الرغبة الإيرانية لتحقيق أهدافها، والتي يأتي في مقدمتها تعزيز قوتها للتفرغ لقيادة الإقليم.
تقول طهران إن جميع الدول السبع خرجت راضية من المفاوضات، وكان الاتفاق عادلاً إلى حد كبير. وإذا كان المحور الرابح فيه هو المحور الروسي الصيني الإيراني، وإن الدولة الأكثر ربحاً هي إيران؛ فإن المحور الغربي لم يكن خاسراً، ويعتقد أنه خرج بمكاسب على مستوى الأمن العالمي والشرق أوسطي؛ فضلاً عن المكاسب الاقتصادية.

أما المحور الذي يعد نفسه خاسراً في هذا الاتفاق العالمي؛ فهو المحور العنصري الطائفي الذي يعادي إيران من منطلقات إيديولوجية؛ والذي تقوده إسرائيل والسعوديه حسب قولهم!!!
والسؤال ما هي العوامل التي دفعت الدول الست للوصول للاتفاق النووي حسب ما تطرحه إيران؟
الجواب البديهي عن هذا السؤال، يكمن في البديل للاتفاق، أي الحرب، وهو الخيار الذي لايرغبه أحد، حيث تعي دول الـ ٥+١ وعلى رأسها أمريكا مغبة أية مواجهة مسلحة مع إيران، ولو أنها كانت قادرة على شن أية حملة عسكرية لتدمير المنشآت النووية لكانت أقدمت على ذلك بالفعل كما فعلت في العراق وأفغانستان، لكن القوة الدفاعية الإيرانية، كانت الحائل أمام استبعاد الخيار العسكري، بالرغم من التلويح به عدة مرات، حيث تمتل إيران القدرة على ضرب المصالح الأمريكية الحيوية في المنطقة، كما أن الكيان الإسرائيلي الحليف الاستراتيجي لأمريكا لن يكون بمنأى عن الانتقام الإيراني.

ومن مصادر القوة التي أسهمت في صمود إيران في المفاوضات النووية، هو أن منشآتها النووية قد تأسست بتقنية محلية غير مستوردة، وبأيدي علماء نوويين إيرانيين، الأمر الذي فرض أمراً واقعاً علي الدول الغربية في تعاملها مع الملف النووي الإيراني، إذ أن تدمير المنشآت النووية في -حال وقوعه- لن يدمر المشروع النووي الإيراني، بل سيؤخره فحسب.
ومن ناحية أخري فإن المكانة التي تتبوؤها إيران على الساحة الإقليمية والدولية ووقوفها في مصاف الدول صاحبة التأثير والنفوذ في حل قضايا المنطقة، يجبر القوي العالمية على التفاوض معها من موقع الند، ويجعل من الصعب على هذه الدول إملاء الشروط، على دولة إقليمية عظمي تلعب دوراً مؤثراً في إحدي أهم المناطق حيوية في العالم. ويشهد على الدور البارز لإيران في حل قضايا المنطقة وتأمين استقرارها، وقوفها في وجه تمدد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعترف المصادر الغربية بأن الدور الإيراني في تشكيل القوات الشعبية في العراق وسوريا وتدريب وتقديم الدعم الاستشاري لهذه القوات، هو الذي منع تنظيم داعش الإرهابي من الوصول إلى بغداد وتهديد الدول الأخرى.
ينطوي على هذا الاتفاق – حسب ما تدعيه إيران – إحداث تحولات أساسية في المسارات السياسية الشرق أوسطية والعالمية؛ حيث تروج طهران أن هذا الاتفاق قد حقق الاعتراف بها كقوة سياسية عالمية؛ إلى جانب القوى الست الكبرى: أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا. وهو اعتراف لم يقدم لإيران هدية على طبق من ذهب؛ بل انتزعته إيران انتزاعاً بمقاومتها وصبرها وحنكتها وقدراتها الذاتية. وسيترتب على هذا الاعتراف تكريس وجود إيران شريكاً متكافئاً مع روسيا والصين في محور شنغهاي من جهة، وإعادة توزيع مناطق النفوذ بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران من جهة أخرى؛ إذ سيكون هناك نوع من التفاهم المتبادل بشأن الصراعات بين الطرفين في الشرق الأوسط، والحضور الإيراني في آسيا الوسطى وأفريقيا وأميركا اللاتينية؛ مما سيساهم بقوة في تخفيف بؤر التوتر؛ ولا سيما في النقاط الملتهبة في منطقة المشرق العربي؛ كأفغانستان والعراق والبحرين وسوريا ولبنان واليمن.
وتبشر طهران بأن الاعتراف بها قوةً نووية وعلمية وتكنولوجية عالمية؛ ومايترتب عليه من تعاون دولي شامل على هذا الصعيد؛ سيحقق لإيران قفزات علمية إضافية كبيرة في جميع المجالات؛ بالنظر لدخول التكنولوجيا النووية في معظم مجالات الحياة.

كذلك سيسهم هذا الاتفاق في عملية  التحول في اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وأوربا وشرق آسيا وروسيا؛ إذ أن رفع الحظر عن إيران؛ سيؤدي إلى مداخيل إضافية لإيران لا تقل عن مائة مليار دولار سنوياً، وانتعاش غير مسبوق للاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا في إيران، وتحولها إلى مركز لحراك اقتصادي عالمي جديد وتعاون صناعي وتكنولوجي يمتد من شرق آسيا وروسيا إلى أوروبا عبر إيران؛ مايؤدي إلى انتعاش لاقتصاديات كل هذا المحور. ومن هنا ظلت روسيا والصين وفرنسا وألمانيا تسقط مصالحها الاقتصادية مع إيران في المفاوضات وفي إعلان الاتفاق؛ لأنها تطمح إلى تعاون صناعي وتجاري مميز مع إيران. كذلك سيؤدي إلى عودة المحور الشرقي عبر منظمة شنغهاي التي تضم روسيا والصين وإيران ودول أخرى؛ إلى قوة عالمية سياسية واقتصادية وعسكرية؛ مقابل المحور الغربي الذي تقوده أميركا؛ مما سيحد من الهيمنة الأميركية على القرار العالمي، ويفرض التكافؤ في القوة بين المحورين.

وهذا مايفسر دعم روسيا والصين لحليفتهما إيران في المفاوضات؛ لأن خروج إيران منتصرة نسبياً من المفاوضات؛ سيقوي محور شنغهاي؛ وسيحقق لروسيا والصين أيضاً نفوذاً إضافياً على كل الصعد.
أما الأمر المثير الذي بشرتنا به طهران حول نتائج هذا الاتفاق، فهو أنه سُيسهم في انتعاش محور الممانعة والمقاومة في الشرق الأوسط، وتقويته سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وتوسعته جغرافيا واجتماعياً؛ والإذعان بوجوده في إطار المركزية الإيرانية؛ ممايعطي لحماية إيران لحلقات هذا المحور في العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين؛ مشروعية سياسية إقليمية ودولية.

وبه تزف إيران بشرى سطوع نجم الشيعة العرب، حيث صرحت بأن إحدى ثمرات هذا الاتفاق ستنعكس على محور الممانعة الذي تقوده إيران وعلى شيعة المشرق العربي؛ ولاسيما شيعة العراق والسعودية والبحرين واليمن ولبنان، وستخفف عنهم الضغوطات الطائفية؛ الاجتماعية والثقافية والإعلامية والسياسية والإرهابية تدريجياً؛ ولا سيما من الدول والجماعات التي تستهدف الواقع الشيعي؛ كالسعودية وقطر وتركيا والأردن والقاعدة والنصرة وداعش والبعث.
إذاً هو تدشين لاستئناف رحلة الأمل مع إيران، والتي لطالما بشر آياتها ومراجعها العظام مقولة نبؤة قرب ظهور إمام الزمان، وهو يحمل الراية السوداء ومخطوط عليها ويل للعرب... من شر إيران الذي اقترب،،،،،

 

 

مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع